باريس غزة رام اللّه (وكالات): وصفت صحيفة «لوموند» الفرنسية طلب السلطة الفلسطينية تأجيل البتّ في تقرير غولدستون بأنه نكسة جديدة لمحمود عباس في وقت تواصلت فيه الردود الفلسطينية والعربية المنددة بهذه الخطوة التي اعتبرتها مختلف فصائل المقاومة جريمة بحق الشعب الفلسطيني. وعرضت الصحيفة الفرنسية في تقرير لها أمس ما حدث في اجتماع مجلس حقوق الإنسان حين طلب ممثل باكستان نيابة عن الدول العربية والإسلامية والافريقية تأجيل التصويت على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون حول العدوان على غزة.. وقد تمّت الموافقة على هذا القرار بعد أن أيدت السلطة الفلسطينية هذه العملية. ضربة وأضافت الصحيفة ان رئيس الوزراء الاسرايلي بنيامين نتنياهو حذر من أن اعتماد تقرير غولدستون سيكون بمثابة ضربة قاتلة لعملية السلام. وتابعت إن الولاياتالمتحدة التي لم تثمر القمّة الثلاثية التي عقدتها في نيويورك إلا عن القليل فهي لم ترغب في المخاطرة ولذا فقد مارست الإدارة الأمريكية ضغوطا مكثفة على السلطة الفلسطينية وكذلك البلدان الأوروبية حتى لا يتم التصويت على نصّ التقرير الذين يدين إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب» و«جرائم محتملة ضد الإنسانية». ورصدت الصحيفة في هذا الصدد ردود الفعل الفلسطينية والأوروبية مشيرة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تعرّض إلى «ضربة جديدة» بسبب تأجيل التقرير. وفي إطار ردود الفعل الفلسطينية على تأجيل التقرير شارك مئات الفلسطينيين أمس بمدينة رام اللّه في مسيرة دعت إليها القوى الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني.. وحمل المشاركون في المسيرة لافتات كتبت عليها شعارات تندّد بتأجيل التصويت على التقرير. واعتبرت حركة «حماس» أمس قرار عباس تشكيل لجنة بشأن تقرير غولدستون خطوة لذر الرماد في العيون. ووصف إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أمس طلب تأجيل تقرير غولدستون بأنه تفريط غير مسبوق في دماء الشهداء ونهج يعرقل المصالحة الفلسطينية. جريمة وأكد محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين أن إقدام السلطة الفلسطينية على طلب تأجيل مناقشة التقرير يعد جريمة بكل معنى الكلمة.. كما طالبت عشرات المنظمات الفلسطينية في أنحاء القارة الأوروبية بعزل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتحقيق معه أمام لجنة حقوقية عربية مستقلة. من جانبها أعربت الجامعة العربية عن أسفها الشديد لارجاء مناقشة التقرير فيما استغربت دمشق هذه الخطوة وقررت تأجيل زيارة عباس إليها.. لكن القيادي في حركة «فتح» عزام الأحمد نفى علمه بأن يكون هذا القرار احتجاجا على موقف السلطة. وفي الوقت نفسه قررت الفصائل الفلسطينية في غزة إرسال وفد للقاء ممثلين عن منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية لتفعيل تقرير غولدستون.