أشد ما يخشاه المرء أن يدخل تقرير غولدستون تدريجيا طي النسيان بعد تأجيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التصويت عليه إلى شهر مارس المقبل خاصة أنه من النادر جدا أن يجد تقرير يتحدث عن انتهاكات إسرائيل للقوانين والمعاهدات طريقه إلى هيئات سياسية وحقوقية دولية. ولئن عملت السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع أطراف عربية وإسلامية لفائدة هذا التأجيل بناء على نصائح أمريكية بأن التصويت على التقرير قد يؤدي إلى عرقلة مسيرة السلام فإن اطرافا فلسطينية مثل حركة حماس ومنظمات حقوقية فلسطينية انتقدت بشدة التأجيل لتصبح المسألة متمحورة حول ما يمكن أن تفعله الإدارة الأمريكية الآن من أجل عملية السلام وحمل الحكومة الإسرائيلية على العودة إلى رشدها. ولاشك أن الفرصة تبقى متاحة لكي تعاقب إسرائيل على جرائمها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خصوصا أن حكومة ناتنياهو غير مستعدة لتسوية مقبولة فلسطينيا وعربيا بل إن هذه الحكومة بإعطاء الأولوية للملف النووي الإيراني بكل ما يعنيه ذلك من دلالات بالنسبة لما تبقى من آفاق للعملية السلمية لا تبدي حاليا أية نوايا حسنة . ..إنه اختبار جدي لإدارة أوباما بالأساس وفرصة للسلطة الفلسطينية لكي تضغط على إسرائيل عبر مواصلة التلويح بتقرير غولدستون.