نشرت يومية "المصري اليوم" أمس الأول مقالا عن احدى المساهمات التونسية في مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة هذا نصه: عن كواليس العمل المسرحي، عرضت المسرحية التونسية "بعد حين" على مسرح ميامي ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح التجريبي، إخراج التونسي أنور الشعافي، وتنفيذ فرقة مسرح "كرياتيس". العرض يطرح فكرة أن الممثل هو أساس العملية المسرحية، ويمكن التخلى عن كل المؤثرات الأخرى في أي عرض مسرحي من ديكورات وموسيقى وغيرها، لكن لا يمكن التخلي عن الممثل، ولأن الجمهور لا يعرف كواليس أي عرض فني، بل يهتم بمشاهدته فقط جاءت فكرة مسرحية "بعد حين". ومن المشاكل التي طرحها العرض مشاكل أجهزة الصوت، والمشاكل التي تحدث بين الفنانين في الكواليس والأنانية التي من الممكن أن يتمتع بها الفنان لتحقيق النجاح حتى لو كان هذا على حساب زملائه، كما يطرح العلاقة بين الممثل والمتلقي، وأفرد المخرج مساحة كبيرة للتهكم على ما يعرض من فن هابط سواء في السينما أو المسرح أو الغناء أو الفضائيات. واستخدم الشعافي أغنية "حبيتك" للمطرب محمد عبد المطلب، وترجم كلماتها إلى حركات "مايم وبانتومايم" في شكل كوميدي، وقال: استغرق التحضير للعرض ما يقرب من عام، مابين التجهيز الموسيقي والارتجال والتدريب على تزامن الموسيقى مع حركة الممثلين، والعرض تلقى دعما كبيرا من وزارة الثقافة التونسية التي ساهمت في دفع أجور الممثلين وتجهيز الديكورات. وعن استخدام فن "المايم والبانتو مايم" لتوصيل رسالة العرض، قال الشعافي: دهان وجوه الممثلين باللون الأبيض، وارتداؤهم ملابس سوداء اللون هدفه تركيب شخصيات مختلفة على وجه الممثل، والتجريب في الانطلاق من قطعة موسيقية وليس نصا مكتوبا أو فكرة مطروحة، وهي من أغنية محمد عبدالمطلب "حبيتك"، عكس ما يحدث في كل العروض المسرحية، ومن هنا نجد الاختلاف عن أي عمل تجريبي آخر. وقالت سماح الدشراوي، الممثلة ومدرسة المسرح والمشاركة، إنها كانت خائفة من عدم تقبل الجمهور هذه النوعية من العروض، التي تعتمد على فكرة غير واضحة، ولكن شعرت بنجاح الفكرة بعد تجاوب الجمهور، فالعرض نوع جديد من التجريب سوف يفتح الباب أمام التعامل مع أفكار مختلفة تحديدا في تونس، كما أنه عرض عالمي يمكن لأي شخص أن يفهمه، لكن بروح شرقية.