وظف المخرج التونسي" جعفر القاسمي" مسرحيته "حقائب "التي عرضت ليلة أمس على مسرح الهواء الطلق بالحمامات للحديث عن الممثل باعتباره إنسان بكل معنى الكلمة معالجاً موضوعه من المنحى الفلسفي فيما يتعلق بماهية الممثل وفكرة ضرورة التمثيل. ويكمن جوهر مسرحية "حقائب" في الغوص والمغامرة في ثنايا أخرى من الفرجة المسرحية, حيث اشتغل المخرج " القاسمي "بمشاركة الممثلين" سماح الدشراوي "و"نبيلة قويدر" و"سماح التوكابري" و"الصادق حلواس" و"أسامة الجامعي" و"رضا جاب الله" و"أحمد بن علي" و"يوسف مارس" على تقنيات سينمائية داخل المسرح وكأن هناك كادراً وكاميرا فاعتمد في كل مرة على التقاط زاوية نظر واشتغل عليها ومن ثم جمعها فكان الممثلون عبارة عن اودية شكلت بحراً مسرحياً يحوي ما يحويه. كالعادة شهد مسرح الهواء الطلق بالحمامات عزوفا جماهيريا كبيرا على العروض المسرحية و لعل الأوضاع الرديئة التي عاشتها البلاد مؤخرا زادت الطين بلة قبل لحظات من بداية العرض فتحت أبواب المسرح لتدخل أعداد محدودة من الجماهير في ظل حضور كبير لأعوان الأمن .. و اللافت للانتباه ان الجمهور تابع كواليس المسرحية مباشرة على خشبة المسرح دقائق قبل بداية العرض , حيث ان "البروفات" سبقت العرض. و انطلق العرض , حالة من الذهول اجتاحت الموجودين في ظل غياب الكلمات, وصوت الموسيقى و التعابير الجسدية ...ليختفي ذلك مع أول كلمة نبست بها شفة الممثلة..ز تتعالى الضحكات.. قرابة الساعة و النصف و الحاضرين مستمتعين بالعرض, حيث انه تراوح بين المواقف الهزلية و المبكية التي اهتزت لها القلوب ..حرفية كبيرة من الممثلين ظهرت خاصة حين سقط بعضهم أثناء الأداء ..لكنهم ادمجوا تلك السقطات في المسرحية وواصلوا التمثيل بأريحية.. عرض رائع قدمه ممثلي مسرحية "حقائب" رغم غياب الجماهير ..و الكل حيوا و شكروا المخرج " جعفر القاسمي" على هذا العرض المسرحي الرائع الذي سبق له و فاز بجائزة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي..