تونس الصباح يفوق عدد المتخرجين الجُدد من الجامعات 60 ألفا سنويا، ويتوقع أن يصل الى 90 ألفا مع حلول سنة 2011، مما يعني زيادة الاحتياجات الى توفير العروض والمشاريع المتماشية مع النسق التصاعدي المتنامي لهؤلاء الخريجين الجدد من الشباب في ظل سوق تضيق من عام الى آخر عن استيعاب الأعداد المتزايدة لطالبي مواطن الشغل. فما هو واقع سوق الشغل في الوقت الحالي، وكيف سيتم ادماج الوافدين الجدد من حاملي الشهادات العليا الذين تتزايد أعدادهم من سنة الى أخرى والتي وصلت الى أكثر من 300 ألف متخرج حامل لشهادة عليا خلال الخماسية 20052009؟ تقلص نسبة البطالة تفيد المعطيات أن نسبة البطالة تقلصت من 15,1% سنة 2001 الى 14,3% سنة 2006، كما تم التمكن خلال الأعوام الأخيرة من التحكم في البطالة الجملية مما جعل نسبتها تتراجع بحوالي نقطتين، وتبلغ 13,9% مع تقليص الفوارق الجهوية، اذ انخفضت نسبة البطالة بالولايات ذات الأولوية بمعدل 5 نقاط خلال الخماسية الماضية. ومقابل هذا التقليص في نسبة البطالة، تم احداث أكثر من 70 ألف موطن شغل جديد كمعدل في السنة، وذلك ما بين 2002 و2005، بما مكن من خلق 282 ألف موطن شغل في السنوات الأربع المنقضية، أي تلبية لما يقارب 90% من الطلبات الاضافية. من الاجراءات التي تم اقرارها خلال فترة المخطط العاشر (2001 2006) احداث برامج تتكفل الدولة فيها بنسبة 50% من الأجور بعنوان انتداب حاملي الشهادات العليا سنة 2005 وبعث بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة خلال شهر مارس من نفس السنة، اضافة الى احداث نظام عقود تربص اعداد وتأهيل لبعث مؤسسة، وذلك في 2006. مما أفرز نتائج ايجابية أهمها احداث 372 ألف موطن شغل أمام 402 ألف من الطلبات الاضافية للشغل، ونسبة تغطية لها ب92,5%. ومن النتائج المحققة أيضا، انتفاع 722 ألف شخص بالبرامج المخصصة للتأهيل والادماج المهني وقد تطور العدد ليبلغ ما يقارب 760 ألف شخص ممن شملتهم الاستفادة من مختلف الآليات والبرامج في هذا المجال. وعلى ضوء ما تحقق من نتائج لفائدة الشباب والتشغيل، يمكن القول أن نجاح بعض الآليات والاجراءات والبرامج في زحزحة شبح البطالة عن أذهان الكثير من الشباب، لا يعني أن معضلة التشغيل قد حٌلت وأن كل من سيتخرج من الجامعة سيجد الوظيفة في انتظاره. فما هي التوجهات والأهداف المستقبلية لاستيعاب الوفود من خريجي الجامعات وحاملي الشهادات العليا بسوق الشغل خلال الأعوام القادمة؟ 95 ألف متخرج سنة 2012 بلغ عدد الطلبة في السنة الدراسية 20062007: 342 ألف طالب وكان عدد المتخرجين 61 ألفا، وعدد الطلبة في السنة الدراسية 2007/2008: 363 ألف طالب، وكان عدد المتخرجين 64 ألف طالب، ومع حلول السنة الدراسية الحالية ارتفع عدد الطلبة الى 420 ألفا، ومن المنتظر أن يكون عدد الخرجين في حدود 80 ألفا ليقفز الى 95 ألفا خلال السنة الدراسية 2011/2012، ولاستيعاب هذا العدد في سوق الشغل تم اتخاذ العديد من الاجراءات والقرارات لتكون كفيلة بابعاد شبح البطالة عن عدد كبير من المتخرجين وحاملي الشهادات العليا. 1500 فرصة تشغيل بالخارج تم بموجب قرار رئاسي توحيد المنح المسندة لحاملي الشهادات العليا المنتفعين بالبرامج والترفيع فيها بنسبة 50% لتمر من 107 دنانير إلى 150 دينارا، ووصل عدد المنتفعين بهذا القرار الى أكثر من 35 ألف حامل لشهادة عليا. كما أقرت السياسة النشيطة للتشغيل في هيكلتها الجديدة اعطاء صلاحيات أكبر للجهات في وضع وتنفيذ برامج التشغيل في إطار عقود برامج سنوية مع المجالس الجهوية، وتم ضمن هذه العقود تحديد نوعية التدخل والفئات المستهدفة وعدد المنتفعين وكلفة البرامج. كما وضع الرئيس زين العابدين بن علي في نفس السياق برنامجا خاصا بتشغيل من طالت فترة بطالتهم وادماجهم في الحياة المهنية، وذلك باحداث 412 ألف موطن شغل، وبلوغ نسبة 93,6% من الطلبات الاضافية للشغل والمتمثلة في 440 ألفا. كما ترمي أهداف البرامج القادمة الى تطوير وتكثيف تدخلات آليات النهوض بالعمل المستقل، وتطوير منهجية العمل الجهوي وربطها برهانات التشغيل، وكذلك تطوير وظيفة رصد تطورات سوق الشغل والبطالة، اضافة الى استشراف المزيد من فرص التشغيل بالخارج وذلك بتوفير قرابة 1500 فرصة للتشغيل بالخارج. ويبقى من الضروري التفكير في طرق أنجع لدفع وتيسير حلول الانتصاب للحساب الخاص أمام الشباب خريجي الجامعات.