استياء من بعض عروض الشغل التي تحتوي على شروط تعجيزية مثل امتلاك سيارة أو خبرة خمس سنوات تونس - الصباح:آلاف الشبان والفتيات من حاملي الشهادات العليا يترددون هذه الأيام على مكاتب التشغيل وخاصة مكتب تشغيل الإطارات بالعاصمة الذي هو أشبه ما يكون بخلية النحل التي لا تهدأ طيلة اليوم.. ويرغب هؤلاء المجازين في البحث عن فرص للتشغيل.. لكنّهم يواجهون صعوبات كبيرة للنفاذ إلى سوق الشغل نظرا لتطور عدد المتخرجين من الجامعات والحاملين لشهادات عليا ولعجز بعضهم عن النجاح في ضمان موقع لهم في سوق الشغل بعد إجراء التربّصات للإعداد للحياة المهنية أو بعد العمل في عدة مؤسسات لمدد قصيرة وغير منتظمة.. والملاحظ أنه بعد تحسين ظروف الاستقبال بمكتب التشغيل ووضع معدّات إعلامية على ذمّة الباحثين عن فرص التشغيل أصبح الحصول على المعلومة المتعلقة بسوق الشغل يسيرا.. إذ يكفي أن ينفذ الشاب إلى موقع الوكالة التونسية للتشغيل والعمل المستقل على الانترنات حتى يحصل على كم كبير من المعلومات التي تهم سوق الشغل.. وقد احتوى الموقع أمس صباحا على ما يزيد عن 9 آلاف عرض شغل وأشار إلى أن عدد المرتبطين به في وقت واحد قارب 300 مبحر على الشبكة وهو ما يدل على الإقبال الكبير من طرف الباحثين عن شغل على موقع الوكالة للتعرف على آخر العروض.. ولكن هذه العروض لا تكفي مقارنة بالعدد الكبير للعاطلين عن العمل.. والراغبين في الحصول على شغل يحميهم من البطالة التي أرقتهم وأفسدت عليهم فرحة النجاح والتخرج.. وأصبح القاصي والداني يشفق على حالهم كما لو أنهم في محنة ولا يمكنهم الخلاص منها إلا بالنفاذ إلى سوق الشغل.. ويقترح الكثير من خريجي الجامعات الذين يواجهون صعوبات في دخول سوق الشغل التكثيف في عدد حصص الإرشاد والتوجيه والمهني التي تنظمها مكاتب التشغيل وتكثيف الدورات التكوينية في اللغات الأجنبية والإعلامية نظرا لأنها تساعد المشاركين فيها على ضمان مكانتهم في سوق الشغل.. وهم يطالبون مكاتب التشغيل بالتحري من مصداقية المؤسسات التي ترسل عروض شغل نظرا لأن عددا منها يستغل جهودهم وينتفع من الامتيازات التي توفرها الدولة للمؤسسات التي تنتدب إطارات عليا وبمجرد انتهاء هذه الامتيازات يتخلون عنهم بحجة أنهم غير أكفاء ولم يحققوا المردودية التي تطمح إليها المؤسسة.. كما أنهم يستغربون من بعض العروض التي يرغب أصحابها في أن تتوفر للباحث عن شغل سيارة خاصة وأن تكون له رخصة سياقة وأن تكون له خبرة تصل أحيانا إل خمس سنوات في المهنة.. الواقع إذن صعب فكيف سيكون الحال مستقبلا؟؟ وما هي الأهداف المرسومة للتشغيل خلال الخماسية القادمة؟ آفاق يعد إحداث 925 ألف موطن شغل جديد بمعدل 85 ألف موطن شغل في السنة خلال المخطط الحادي عشر.. هو الهدف المرسوم للتشغيل خلال الخماسية القادمة وهو لا شك هدف صعب التحقيق ويتطلب الكثير من الجهد.. كما تشير معطيات وزارة التشغيل إلى أن الهدف سيكون تحقيق 100 ألف موطن شغل في السنة خلال المخطط الثاني عشر. وسيسمح نسق إحداثات الشغل المستهدف من تحقيق نسبة تغطية للطلبات الإضافية للشغل بمعدل 98.2% خلال المخطط الحادي عشر وبمعدل 121.3% خلال المخطط الثاني عشر. يذكر أنه عند إعداد برامج المخطط تم الحرص على تقليص نسبة البطالة حيث ينتظر أن تنخفض هذه النسبة من 14.2% سنة 2006 إلى 13.1% سنة 2011 لتنحصر في حدود 10.3% سنة 2016 وحظي تشغيل حاملي الشهادات العليا بعناية خاصة ويتمثل الهدف في هذا المجال في التخفيض في نسبة البطالة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا من 16.0% منتظرة لسنة 2006 إلى 14.1% سنة 2011 و11.3 %سنة 2016. وسيمكن ذلك من الترفيع في نسبة التاطير لتبلغ 18.5% سنة 2011 و23.4% سنة 2016. يذكر أنه بالنظر إلى فرضيات نسب النشاط المنتظرة لدى الرجال وخاصة لارتفاع هذه النسبة لدى النساء وعدد السكان الذين هم في سن النشاط سيرتفع الطلب الإضافي للتشغيل ليبلغ حوالي 87.2 ألف سنويا خلال العشرية 2007-2016 مقابل 80.3 ألف كمعدل سنوي خلال المخطط العاشر.. ولن يكون تأثير انخفاض الخصوبة والنمو السكاني المسجل في الفترات الأخيرة على حجم الطلبات الإضافية للتشغيل محسوسا إلا بداية من أواخر الخماسية 2012-2016. ومن المؤكد أن هدا الارتفاع المهم في حجم الطلب الإضافي للتشغيل وفي عدد حاملي الشهادات سينجم عنه ضغوط كبيرة على سوق الشغل.