عرفت الساحة الموسيقية منذ أحقاب طويلة العديد من الفنانين الذين أثروا المشهد الابداعي في ربوعنا من رؤول جورنو الى الهادي الجويني، الى شافية، الهادي المقراني، يوسف التميمي، محمد الجموسي وصولا الى جيل آخر مثلته أصوات سلاف، علية، نعمة، محمد أحمد، صفية الشامية، أحمد حمزة وغيرهم أسقطتهم الذاكرة دون قصد. هذه المقدمة قادنا اليها لقاء شيق وخاطف مع الفنانة القديرة زهيرة سالم التي جمعتنا بها في الاسبوع الفارط جلسة رائعة بحضور عدد من المثقفين والمبدعين والاعلاميين وصادف أن كانت زهيرة جالسة الى جانبي في هذه الأمسية فتجاذبنا أطراف الحديث وسألتها عن سر حضورها الوهّاج والدائم إذ لم تفعل فيها الاعوام فعلها فأجابت بتلقائيتها المعهودة «إن ذلك يعود الى الله عز وجلّ الذي منحني قدرة صوتية تبقى دائما متجددة لتشنّف أسماع الجماهير التي بقيت وفية لجيلنا الذي ترك بصماته على الأغنية ومازال الى الآن محافظا على قيمته. وتضيف زهيرة «أنا موجودة في كل المواعيد التي أُدْعَى اليها وأنا قادرة على الغناء في الصباح والمساء دون كلل وأحيانا لا أنام الا ساعات قليلة أصعد بعدها على الركح بنفس الحماس والنشاط فالفن يجري في عروقي» قلت لها ولكن هذا يعرفه عنك العام والخاص فلماذا هذا التأكيد؟ فأجابت بنبرة فيها الكثير من التحدي والعزم والتصميم «ان كلامي هذا لا يروق للبعض ممن يريدون إقصائي وتغييبي رغم أنني قادرة على الغناء لسنوات عديدة أخرى». وتؤكد زهيرة سالم أنها ستظل قامة فنية لا تفنى، أعجبني هذا الصمود وسألت محدثتي عن جديدها فامتنعت عن الإجابة في البداية ثم استرسلت في الكلام «أنا لا أتوقف أبدا عن العمل فصباح كل يوم جديد هو بالنسبة لي فرصة لتقديم انتاج أكثر ثراء وبهذه المناسبة أقول لك انني أستعد لتسجيل مجموعة من الأغاني سأقدمها قريبا الى جمهوري وسأسافر الى تركيا لتنفيذ هذا المشروع وسيرافقني في هذه السفرة موسيقيون أتراك». وعن تكلفة هذه القطع تقول زهيرة «ان ثمنها لا يبتعد كثيرا عن المعمول به في تونس فيما يتعلق بكراء الاستوديو وخلاص أتعاب الموسيقيين والمهم أن يكون عملا متقنا ويستجيب للتقنيات الحديثة». ولان زهيرة دائمة الحركة ولا تهدأ أبدا وتتصيد الكلمات الجيدة والجميلة فإننا كنا شهود عيان على ميلاد مشروع جديد سيرى النور قريبا وتنفرد «الأسبوعي» بنقل تفاصيله ويتمثل في أن الشاعرة نجاة العدواني كانت تلقي قصيدة أثارت انتباه زهيرة فبمجرد أن التحقت العدواني بمكانها حتى بادرتها زهيرة بالقول هذه الكلمات لي لقد أعجبتني وأريد آداءها، ولتكتمل حلقة الابداع التي ذكرتنا بما عاشته جماعة تحت السور التفت الاستاذ سفيان سفطة وكان معنا على نفس المائدة وقال «أنا ألحن هذه «القطعة» وقرر الثلاثي الالتقاء لإتمام الاتفاق، اذن سيكون الجمهور قريبا مع أغنية جديدة تنضاف الى الساحة الموسيقية التونسية بامضاء العدواني ، زهيرة وسفيان سفطة. نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: