تونس - الصباح أحيل مؤخرا أمام أنظار الدائرة الجنائية الرابعة بابتدائية تونس خمسة متهمين من بينهم فتاتان من أجل استهلاك وترويج مواد مخدرة مدرجة بالجدول (ب). وقد انطلقت أطوار هذه القضية إثر شكاية تقدمت بها فتاة ذكرت فيها بأنها تعرّفت يوم 2 جانفي 2009 حوالي الثالثة ظهرا على شاب في محطة برشلونة وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث أوهمها بأنه يريد التعرف عليها أكثر وطلب منها أن تصحبه إلى مكان منعزل، وهناك مكّنها من سيجارة محشوة بمادة الزطلة. وأضافت الفتاة أنها لم تكن تعلم بمحتوى السيجارة، ولما دخّنتها أحسّت بدوار، فاستغل الشاب الأمر للاعتداء عليها وحجزها مدة أسبوع كامل. وبعد ذلك قدمها لصديق له وهو المتهم الثاني في هذه القضية وقد طلب منها هذا الأخير أن تصبح «صديقة» له لكنها رفضت فاستولى على حقيبتها اليدوية ومبلغ 47 دينارا وهاتفها الجوال ولاذ بالفرار. وإثر هذه الشكوى أوقف الأعوان المتهم الأول رفقة صديقة له كان يعاشرها معاشرة الأزواج، وقد أثمرت هذه العلاقة بنتا عمرها اليوم 6 سنوات ولدت خارج إطار الزواج الشرعي. وباستنطاقه أكد المتهم بأن صديقته كانت تساعده على ترويج المخدرات بين أصدقائها وصديقاتها. وفي الأثناء أدلى بهوية شريكه المتهم الثاني في القضية وتبيّن بأنه بائع للخمر خلسة وقد تم إلقاء القبض عليه داخل منزله بعد أن نصب له الأعوان كمينا وداهموا منزله، وقد ألقي عليه القبض بمعية شاب آخر وفتاة أثناء جلسة خمرية وحجز لديهم مبلغ 1750 دينارا. وقد مثل المتهمون مؤخرا أمام المحكمة وباستنطاق المتهم الأول تراجع في اعترافاته المسجلة عليه أمام باحث البداية والتي أقرّ فيها بترويج المخدرات معترفا فقط بالاستهلاك وأضاف أيضا بأن صديقته لم تشاركه البتّة في ترويج المخدرات مؤكدا براءتها في هذا المجال. أما المتهمة الثانية فقد نفت أن تكون لها أية علاقة بهذا المجال وساندها في ذلك لسان الدفاع حيث أكد أن منوّبته بريئة من التهمة المنسوبة إليها وأن التحاليل البيولوجية تثبت ذلك وعلى هذا الأساس طلب الحكم بعدم سماع الدعوى لعدم ثبوت التهمة. في حين رافع محامو بقية المتهمين وطلبوا التخفيف قدر الإمكان لمنوّبيهم.