تونس الصباح: ليس من السهل تصديق الحكاية، ولكن تلك هي الحقيقة بعينها فقد ورد على الجامعة أول أمس (الأحد) أي يوم انطلاق تربص جربة "فاكس" يتضمّن إشعارا من المعد البدني بوبكر الحناشي بتخلّيه عن مهامه. بحيث وجد المكتب الجامعي نفسه في ورطة ما بعدها ورطة، بما أن الحناشي لم يترك له متّسعا من الوقت للبحث عن البديل المناسب!! فهل يعقل أن لا يجد الحناشي سوى هذا الظرف بالذات للإنسحاب وترك المنتخب الوطني في مأزق في منطلق استعداداته لمباراة حاسمة يتوقّف على نتيجتها مصيره في الترشح إلى المونديال من عدمه؟!! وبكل صراحة، فإن المكتب الجامعي له ضلع من المسؤوليّة في هذا الإخلال بالواجب، لأنه حين سمح للحناشي بالتحول إلى نيجيريا لم يجبره على تقديم إلتزام كتابي يتعهّد بمقتضاه باستئناف العمل مع المنتخب الوطني بمجرّد انطلاق التربص. والذي حصل أن الحناشي اختار التعاقد مع"الفيفا" دون سابق إعلام، بدل إتمام التصفيات التأهيلية لكأس إفريقيا للأمم والمونديال يوم السبت القادم، ثمّ إشعار الجامعة بقرار الرحيل. على أن انسحاب المعد البدني بو بكر الحناشي ليس الأول من نوعه، بل كان مسبوقا بانسحاب مدرب المنتخب النسائي لكرة القدم سمير الأندلسي، إثر الترشح إلى نهائيات كأس إفريقيا، ثمّ مدرب منتخب الأواسط المنذر الكبيّر قبل خوض التصفيات ضد مالي ذهابا وإيابا حيث اختار وقتها التحوّل إلى الإمارات للعمل كمساعد للمدرب يوسف الزواوي. وقد حصل كل ذلك دون أن تحرّك الجامعة ساكنا والحال أنها كانت مطالبة باتخاذ تدابير صارمة، حتى لا تتكرر الإخلالات. أليس كذلك؟