انسحب منتخبنا الوطني من الدور الأول وخلف ذلك الحسرة والألم في نفوس الجميع دون استثناء لأننا كنا قادرين على الترشح للدور ربع النهائي رغم أن أغلبنا لم نكن إيجابيين قبل انطلاق الدورة نظرا لقصر مدة التحضيرات وقلة المباريات الودية والإصابات التي لحقت عدة لاعبين دون أن ننسى الوجه الباهت الذي ظهر به منتخبنا في مباراته الودية اليتيمة أمام غمبيا. لكن عندما نشاهد مستوى منافسينا وعندما نعيد مشاهدة الأهداف التي قبلناها والأهداف التي أضعناها نتحسر ونتألم ونمرض لأننا كنا قادرين على العبور... الآن انسحبنا وهذه حقيقة وترتيبنا الأخير خلف زمبيا والغابون والكامرون وهذا ما يجعلنا نفكر بجدية في وضعية كرتنا التونسية التي تنعم بدعم خيالي من أعلى هرم في السلطة وكل سبل النجاح متوفرة إلى أبعد الحدود ونفكر أيضا في من كان وراء هذا الإخفاق... في البداية وكالعادة يكون المدرب في طليعة المتسببين في الإخفاق ونقوم بجلده ونتسبب في طرده لكن دعونا نتكلم بصراحة ماذا عساه يفعل مدرب لم يمض على إشرافه على حظوظ المنتخب سوى شهر واحد خاصة وأن الجامعة لم تبرم له عقدا لتساهم في تشتت أفكاره وترمي به في دهاليز الحيرة والشك.. لذلك هناك من يرى أن المدرب لا يتحمل المسؤولية من هذا المنطلق رغم بعض المآخذ على الاختيارات لنصل إلى أصل الداء وهو المكتب الجامعي الذي لا يملك الشرعية للإشراف على تسيير شؤون كرة القدم التونسية.. هذا المكتب الذي أكد منذ الاستغناء عن روجي لومار في 2008 أنه سيعمل للمستقبل وكل التفكير منصب للإعداد للقادم لكن مر على 2008 سنتان ولم نحقق أي شيء وكرتنا تتراجع ومنتخبنا انسحب من المونديال وها هو يخرج من الدور الأول في ال«كان» وقبله تراجعت نتائج أنديتنا وفقدت هيبتها الإفريقية. المكتب الجامعي جلب امبرتو كويلهو وأكدوا أنه رجل المرحلة وسينفذ مشروع الجامعة وسيعد المنتخب للمستقبل لكن أين هو هذا المستقبل؟ فكويلهو جلبوه بعد رحلة بحث طويلة واختاروه وعينوه ليس لقيمته الفنية بل لأنه طلب أقل أجرة... فأين التحضير يا أهل الجامعة؟ وأين عودكم؟ والآن ليس من حقكم أن تقيموا مسيرة المنتخب في ال«كان» بل من واجبكم أن تقيموا عملكم أنتم قبل كل شيء. كرتنا تراجعت و2012 ليس بالبعيد لذلك لا بد أن نعمل من الآن من أجل مصلحة رياضتنا ولا بد أن تتخذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ويكفي كرتنا ما عاشته من تقصير في حقها من قبل هذه الجامعة.. طارق المجريسي مسؤولو الأندية: كلنا وراء ما حدث المنصف خماخم (النائب الأول لرئيس النادي الصفاقسي) لقد تألمنا لانسحاب المنتخب التونسي بهذه الطريقة وتحسّرنا على تراجع مستوى الكرة التونسية إذا أخذنا بعين الاعتبار القفزة العملاقة لعدة فرق إفريقية كانت في الماضي القريب لا وجود لها وما حصل للمنتخب التونسي كان منتظرا وهو نتيجة ركود على امتداد عدة سنوات في غياب البرمجة المدروسة وعدم تشريك أهل الذكر في عديد المسائل التي تهم حاضر ومستقبل المنتخب التونسي وربما قد اقتصر الأمر على بعض الأشخاص الذين اعتبروهم أصحاب القرار فلا يمكن لنا تحميل مسؤولية الخيبة لزيد أو عمرو أو للإدارة أو لسلطة الاشراف.. أنا شخصيا أعتبر المسؤولية جماعية من القاعدة الى القمة (نوادي رياضية ومسؤولين) فالمطلوب إعادة الهيكلة وإعادة النظر في عديد المسائل والانكباب من الهيكلة الآن لإعداد فريق للمستقبل والاعتماد على أفضل اللاعبين دون تميز ولا عاطفة ولا انتماءات أما على مستوى التغيرات في الجامعة فمن الأفضل الاعتماد على أناس لهم باع في الكرة ولهم تاريخهم في مجال كرة القدم على غرار ما هو حاصل في أنحاء العالم. نور الدين البكوش الدكتور بشير الجباس (كاتب عام النجم الساحلي) عندما نعترف بأهمية الدور الاداري في تحقيق النتائج الرياضية ذات المستويات العالية نجد أنفسنا أمام فشل ذريع امتدّ طوال السنوات الأخيرة.. هنا لا بد لنا من وقفة حازمة لتفادي الأخطاء والإخلالات والعمل على التدارك وسدّ الثغرات التي يعرفها القاصي والداني.. لسلطة الاشراف دور أساسي في العمل على ترميم وترتيب بيت الجامعة التونسية لكرة القدم على جميع الأصعدة القانونية والهيكلية والتنظيمية. فمن الناحية القانونية هناك موضوع شرعية المكتب الجامعي الحالي الذي أسال حبرا كثيرا.. ومن الناحية الهيكلية ما يتعلق بتعيين مسؤولين في خطط غير موجودة في الهيكل القانوني.. أما من الناحية التنظيمية فلا بد من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. علما وأن القرا ر الأول والأخير يبقى بأيدي سلطة الاشراف باعتبار أن الجامعة التونسية لكرة القدم وهذا لا بد أن يدركه الجميع هيكل إداري يتصرف بإذن من سلطة الاشراف لا غير. محمد باللطيفة بد الكريم جبنون (النائب الأول لرئيس الترجي الجرجيسي): تفعيل دور الادارة الفنية التحضيرات لنهائيات ال«كان» كانت عشوائية، وقصيرة جدا من ناحية المدة الزمنية كما أن الجامعة والادارة الفنية لم يكن لديهما برنامج عمل ولا استراتيجية لتحضيرات الفريق الوطني حيث عجزت الجامعة عن إيجاد منافس مشابه «Similaire» في طريقة اللعب للفرق الافريقية للتباري معه وديا كما أنه لا الزمان ولا المكان كانا مناسبين للاعداد الجيد لمثل هذا الموعد الهام الذي برزنا خلاله سنة 2004 بفضل البرمجة المحكمة لرزنامة البطولة ولمواعيد التربصات والمقابلات الودية، كذلك التواصل والتصرف السليم مع محترفينا في الخارج كان مفقودا وانجرّ عن ذلك غياب بن خلف اللّه الذي كان وجوده أكثر من ضروري في التشكيلة الأساسية، والآن وبعد أن حصل ما حصل يجب استخلاص العبر وحصر النقائص والإخلالات قصد تجنبها في المستقبل ولعلّ تفعيل الادارة الفنية وتعزيزها بأصحاب الخبرة وأهل الاختصاص بسرعة أصبح مطلبا ملحا والأهم حسب اعتقادي خاصة من ناحية تعيين مسؤول عن الادارة الفنية تكون شخصيته قوية ومبنية على إنجازاته وتاريخه وشهائده، حتى لا أقول يجب اختيار من هو «أقوى» من المدرب الوطني. محمد نجيب العليوي السيد محمد الزعبي (رئيس مستقبل القصرين) من العبث تحميل مسؤولية انسحاب المنتخب إداريا الى فرد فالمنطق يفرض أن يعجل المكتب الجامعي الحالي بالجلوس وتدارس مواقع الخلل والتعجيل بالحلول عبر إعداد برمجة واضحة واستراتيجية جديدة على المدى الطويل والبداية تكون بالعناية بمنتخبات الشبان دون اهمال للنواة الحالية لمنتخب الأكابر هناك تقصير من المكتب الجامعي في البرمجة والاعداد لا يمكن ان يقع الاعداد لكأس افريقيا بالطريقة التي وقع الاعداد لها مقابلة ودية يتيمة وفترة وجيزة لإطار فني جديد ثم يقع بعد ذلك التصور بأن المنتخب قادر على الوصول الى مرحلة متقدمة في نهائيات كأس إفريقيا، المكتب الجامعي عليه أن يتجاوز مشاكله الداخلية والاتّعاض بأخطائه السابقة والاعتراف ضمنيا بأنه قصر في حق المنتخب. عامر نصري سعيد الاسود (رئيس النادي البنزرتي): المسؤولية مشتركة كتونسيين مقدّرون لحجم الدعم الذي تقدمه الدولة للرياضة والمنتخبات وقد شعرنا بمرارة عدم الترشح للدور الثاني على الأقل في نهائيات أنغولا. وهي ضربة مؤلمة لأحباء المنتخب جاءت بعد خيبة الموزمبيق ودون تهويل الأمر وجعله كارثيا لابد من تحميل كل طرف مسؤوليته وبعيدا عن اختيارات المدرب والتي تطرق لها الفنيون اعتقد ان المسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف وخاصة المكلفين بالبرمجة صلب المنتخب... فعندما تم أخد قرار اقالة «كويلهو» وتعيين «البنزرتي» قبل شهر من موعد أنغولا كان من المفروض ان يكون برنامج التحضيرات جاهزا ومسطّرا وبالتالي كان لزاما المواصلة في تنفيذه والارتباك الذي حصل خلال فترة التحضيرات غير مبرر... حاليا لابد من معالجة كل هذه السلبيات ولابد من مراجعة عدة أمور أولها: نظرتنا للمنتخبات الشابة وخاصة منتخبي الآمال والأواسط ويجب ان توفر لهما وسائل العمل لأننا نملك عناصر واعدة والجميع يذكر ان منتخب 1978 كان نتاجا لمنتخب «عامر حيزم» بداية السبعينات. نقطة ثانية ومهمة يجب سنّ القوانين لإيقاف عمليات «اختطاف» المواهب من فرقها في الاصناف الشابة لنترك الشبان ينمون في بيئاتهم فكم من موهبة كروية انطفأت بعد ان تم تحويل وجهتها بأساليب ملتوية وكل فريق يجب ان يعمل والادارة الفنية للجامعة عليها ان تتصل بالنوادي وتتابع عمليات التكوين عن كثب... وتقدم النصائح والحلول لقد آن الأوان لنعطي لكرتنا مفهوما عمليا محترفا لأنه بصراحة الدولة لم تدخر أي جهد من اجل اشعاع الرياضة التونسية بما في ذلك المنتخبات الوطنية والعمل صلب النوادي والجامعة يجب ان يرتقي الى هذا المستوى. مراد الدلاجي الأستاذ زين العابدين الوسلاتي (الناطق الرسمي للنادي الافريقي): كلنا مسؤولون... وعلى المكتب الجامعي أن يرحل أعتقد أننا كلنا مسؤولون عن الخيبة باعتبار ان مستوى المنتخب يعكس حقيقة مستوى الاندية. أما الذين هم أقرب منا للمسؤولية فإنهم هم أعضاء المكتب الجامعي باعتبارهم هم أصحاب القرار... وهم الذين جاؤوا بكويلهو كما أنهم هم الذين همّشوا عمل الادارة الفنية لكرة القدم هذا على المستوى العام... أما على المستوى الخاص فإن ما يجب أن يتغير فعلا هو أن الجامعة تبقى هي المسؤولة وبالتالي عليها اتخاذ القرارات التي تريح الضمائر بعد الفشل والخيبة وبعد عدم تجسيد ما تضمنه المشروع الانتخابي الذي من أجله انتخبت الاندية هذا المكتب الجامعي... وبالتالي فإنه عادي جدا أن يرحل المكتب الجامعي ويترك المجال لغيره من أجل ضخ دماء جديدة على الكرة التونسية. أنور الحداد (نائب رئيس الملعب التونسي): الجرح عميق ورحيل الجامعة ضروري إذا كانت الخيبة هذه المرة في «الكان» فلابد أن نعترف أنها انطلقت ظروفها منذ نكسة الموزمبيق في تصفيات المونديال حيث أثرت سلبا وبشكل كبير على كل شيء بما في ذلك الاجواء وخلقت تمزقا عميقا وأبرزت انعدام الثقة بين مختلف الاطراف ولذلك لابد من التغيير لا على مستوى الاطار الفني فقط حين فشل كويلهو في التأهل للمونديال بقدر ما يجب أن يشمل الاطار المسير ونعني به هيكل الجامعة خاصة أن الازمة أصبحت بارزة للجميع وأمامهم وقلّت بل انعدمت الثقة تماما مع المكتب الجامعي الذي عليه أن يرحل وهذا هو الذي قد يفيد كرتنا باعتبار أن مواصلة المكتب الجامعي لنشاطه يعني تعميق أزمة انعدام الثقة وتعميق الجرح وبالتالي لابد من ضخ دماء جديدة على المكتب الجامعي لتجاوز الازمة والبحث عن السبل الكفيلة بإنجاح الكرة التونسية. علي الخميلي السيد كمال الشملي (نائب رئيس شبيبة القيروان): خيبة أمل خروجنا من المونديال هو السبب الرئيسي في انسحابنا من الدور الاول من كأس افريقيا... هذا الخروج المبكر كان نتيجة طبيعية لما عرفه المنتخب من تهميش وضغوطات كبيرة أثرت على الاجواء العامة سواء إداريا أو فنيا وكذلك على نفسية بعض اللاعبين مما جعل فهيد بن خلف الله مثلا يقرر عدم التحول مع المنتخب الى أنغولا... الصدمة من الانسحاب أمام الموزمبيق أشعلت لهيب الغضب ووضعت الجامعة في قفص الاتهام لأن الخيبة كانت كبيرة، ومما زاد الطين بلّة أن الاخطاء الادارية تواصلت خلال فترة التحضيرات لكأس أمم افريقيا بأنغولا... فالبرمجة كانت متواضعة والتخطيط غير محكم لدورة من الوزن الثقيل مثل كأس أمم افريقيا... وأعتقد أن الاستعداد لم يكن جيدا لهذه الدورة، وأتمنى أن تكون الاطراف والجهات المسؤولة في الجامعة قد استوعبت الدرس من هذا الانسحاب من أجل تغيير الكثير على مستوى البرمجة والهيكلة من خلال تشريك أهل الاختصاص والفنيين وأصحاب الخبرة وعدم إقصاء أي طرف قادر على الافادة وإيلاء عناية كبيرة بأصناف منتخبات الشبان لأن التفكير في المستقبل هو الأهم الآن...