اجتمع المؤلفون المسرحيون المشاركون في فعاليات الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية في اطار :"يوم صوت المؤلف" في فضاء ما بين الفصول بقاعة الفن الرابع وعقدوا جلستي تعارف واعتراف تبادلوا خلالها الشهادات واستمعوا لقراءات بعضهم البعض. في هذا اللقاء طرحت إشكالية مدى تحمل مؤلفي الشمال مسؤولية معرفتهم النسبية بمؤلفي الجنوب فيما لا يبذل مؤلفو الجنوب الجهد الكافي في التعريف بأنفسهم كما تساءل الحاضرون عمن يتحمل المسؤولية في محدودية معرفة مؤلفي الجنوب بعضهم البعض وما هي الفرص التي يحتاج إليها المؤلفون حتى يعقدوا الصداقات بينهم.وكيف تنجح الصداقات في كسر أي نوع من العزلة قد يعيشها المؤلف في بيئة المؤلفين؟ وما هي الوسائل لتأكيد مؤلفين لهم تجربة واكتشاف آخرين حتى تكون لهم تجربة وكيف يقع تسهيل تنقل المؤلفين بين المؤسسات والبلدان؟ وقد شارك في هذا اللقاء عدد كبير من المؤلفين كجان بيار قنقان وارستيدتار نقدا (بوركينافاسو) وبطرس العامري ونادين شوس وفايري باران (فرنسا) وحيدر يزا أزارانق وزهرة لحيالي صبري (ايران) وسيقودور بلسين (ايزلندا) ونبيل العزان (فرنسا-لبنان) ولوشيا فالكو وماركو مارتين (ايطاليا) ومعز العاشوري وسنية زرق عيونة ولطفي عاشور ومحمد الطاهر العجرودي مؤلف مسرحية "زيارة خاصة" الذي أثنى على أهمية الإشكاليات التي طرحت في هذا اللقاء وعبر عن سعادته بتقديم تجربته الثانية وهي عبارة عن نص تجريبي يعمل على الاشتغال داخل اللغة الدارجة. واعتبر نفسه محظوظا بالتعرف على كل هذه التجارب المتنوعة القادمة من الشرق والغرب في فضاء للتحاور والتناقذ بغاية الوقوف على مطبات الواقع المسرحي في العالم اليوم . كما كان من بين الحاضرين عبد القادر بن سعيد ونصيب البرهومي من تونس وفهد ردة الحارثي (السعودية) ورندة اسمر (لبنان) وسليم ضوء (فلسطين) وفيصل على بحصو (اليمن) وبيار لويس ريفيار(رينيون) وكاترين ليجي (كيباك-كندا) وارزقي ملال (الجزائر) والزبير بن بوشتي من المغرب الذي خصنا بالتصريح التالي: "انها المرة الاولى التي احضر فيها مثل هذه الملتقيات التي تطرح قضايا وتساؤلات تخص العلاقة التي يجب ان تربط بين مؤلفي الجنوب والشمال وإشكالية تسهيل تنقل المؤلفين بين المؤسسات والبلدان وآليات جلب انتباه المخرجين وهياكل الإنتاج ودور النشر الى المؤلفين ونصوصهم. لذا اعتقد انها مبادرة يجب ان تستمر وتعرف تطورا عمليا بمعنى ان تترجم الى محترفات او ورشات كتابة. لقد اكتشفت خلال هذا اللقاء وجود كتاب شبان مهمين جدا ورأيت ان الكتابة المسرحية في أفريقيا وفي تونس تتوفر على أجنحة مغايرة اعتقد أنها ستحلق بالكتابة المسرحية الحديثة الى آفاق جديدة خاصة وان هذه الكتابات الشابة تتغذى من ثقافات أخرى جديدة ." تفويت فرص العلاقات ومن المشاركين في هذا اللقاء أيضا فرج بوفاخرة (ليبيا) ورغداء الشعراني (سوريا) وعصام ابو القاسم (السودان ) وعز درويش (مصر) وعماد محمد ويحي إبراهيم ( العراق) ومحمود الماجري وعبد الوهاب الجملي ونور الدين الورغي ومريم بوسالمي وحمادي المزي وغازي الزغباني من تونس. لقاء اشرف عليه الأستاذ يوسف البحر ي الذي وضع لنا هذا النشاط الموازي لأيام قرطاج المسرحية في إطاره وحدثنا عن أهدافه فقال: "أهداف هذا اللقاء تبدو بسيطة وهي خلق فرصة لعقد صداقات بين المؤلفين المسرحيين في شتى اللغات والثقافات من بلدان عديدة ولكنها أهداف مهمة لأن العلاقة الإنسانية تيسر التعرف على خصوصية تجارب المؤلفين في بيئات مختلفة وتهيئ وسائل الاعتراف بالتنوع بينهم بعيدا عن الدروس الثقيلة والأحكام المسبقة. كما يهدف اللقاء إلى الاستفادة من تجارب رعاية المؤلفين في الشمال لان مؤلفي الجنوب يحتاجون لإحداث هياكل تجمعهم لتطوير أدوات كتاباتهم والاستفادة مما تقدمه هياكل الشمال."ورغم النوايا الحسنة والطيبة لهذا اللقاء اذ اثبت طموح منظميه الى بناء مشترك بين مؤلفي الشمال والجنوب كما جاء على لسان الأستاذ يوسف البحري فان بعض متابعيه تساءلوا والحال ان مؤلفي الجنوب/جنوب لا يعرفون بعضهم البعض وهم يعيشون في نفس الفضاء إن كان من اهتمامهم وآمالهم إنشاء هذا البناء المشترك. فالندوة جمعت قرابة عشرين مؤلفا مسرحيا تمت دعوتهم من الخارج في حين أنها أهملت أو تغاضت عن دعوة بعض المؤلفين التونسيين ممن يمثلون نوعية مختلفة في الكتابة المسرحية كان من الممكن ان تثري اللقاء ونذكر في هذا السياق على سبيل الذكر لا الحصر مسرحية حياة الرايس تنتمي إلى المسرح الأسطوري الذي افتقدناه هذه الأيام. وهي مسرحية لاقت نجاحا كبيرا إذ طبعت إلى حد الآن 4 مرات ما بين تونس والقاهرة.. علما بان حياة الرايس من بين الأديبات القليلات اللاتي كتبن للمسرح لذا فالمفروض ان نتعرف على بعضنا البعض ونعترف ببعضنا البعض ولا نفوت على أنفسنا فرص التعامل جنوب/ جنوب قبل جنوب/شمال.