مدنين - الصباح: اهتزت مدينة مدنين وبالتحديد منطقة «القرين» منذ ثلاثة ايام على وقع فاجعة أليمة كادت ان تسفر عن مصرع ثلاثة اشخاص وشاءت الاقدار ان يهلك فيها شخص واحد بينما يقبع الاخران في المستشفى حاليا وحالة احدهما خطيرة جدا. وتفيد تفاصيل الواقعة ان شابا في حوالي الثلاثين من العمر متزوج وليس له ابناء يعيش في منزل والديه كان يعاني من اضطرابات عصبية ويبدو ان حالته قد تعكرت خلال الايام الاخيرة فقرر والده يوم الواقعة عرضه على طبيب. ففي الصباح طلب الاب من زوجة ابنه ان تتوجه نحو منزل ابويها لانه يعتزم عرضه على طبيب مختص فاذا بابنه يغضب غضبا شديدا ويتسلح بمسحاة ويهاجمه اي الاب بها مصيبا اياه اصابات بليغة على مستوى ضلوعه وكليتيه ولما حاولت والدته التخدل لنجدة زوجها اعتدى عليها هي ايضا بالمسحاة الا ان اصاباتها لم تكن لحسن الحظ بليغة. ويبدو ان «شاهد العقل رجعلوا» اثر هذا الاعتداء فجأة وقدر خطورة ما اقدم عليه فاتصل بصديق حميم له هاتفيا واخبره ان والده اصيب بتوعك مفاجئ خطير وطلب قدومه في الحال لحمله للمستشفى للاسعاف ثم غادر المنزل وترك الباب مفتوحا وبعد لحظات اعاد الاتصال بصديقه يستحثه على القدوم ولما علم منه انه في الطريق الى البيت طلب منه الاسراع ثم اعاد الاتصال به بعد برهة قصيرة فزعلمه الصديق انه وصل انذاك اغلق هاتفيه ومنذ تلك اللحظة انقطع الاتصال به. ولما دخل الصديق البيت فوجئ بالعثور على الوالدين جرحين فأعلم الاجوار وتم نقل الجرحين الى المستشفى حيث اتضح ان حالة الاب خطيرة جدا فاحتفظ به في غرفة الانعاش اما الام فكانت احسن حظا منه اذ ان اصاباتها كما ذكرنا انفا لا تكتسي خطورة خاصة وباعلام اعوان الحرس تحولوا الى مسرح الواقعة وبالبحث عن الابن تم العثور عليه مشنوقا في غصن شجرة زيتون غير بعيدة عن المنزل وهو جثة هامدة لا حياة فيها. واثر المعاينات الموطنية نقلت الجثة الى المستشفى لعرضها على الطبيب الشرعي هذا وقد فتح اعوان الحرس الوطني تحقيقا في هذه الفاجعة الاليمة. ومن غرائب الصدف ان الزيتونة التي عثر على الشاب يتدلى من احد اغصانها هي نفس الزيتونة التي شنق اليها عمه نفسه منذ مدة.