على اثر الحادث الاليم الذي جد صباح أمس بمدينة قصر هلال من ولاية المنستير والذي اسفر عن وفاة ربة عائلة وتهدم مسكنها اذن الرئيس زين العابدين بن علي حال علمه بالحادث بتوفير مسكن لائق ومجهز بكافة المرافق فورا للعائلة المنكوبة . وكان لهذه اللفتة الانسانية السامية لسيادة الرئيس ابعد الاثر في نفوس افراد هذه العائلة وأهالي قصر هلال . وقد سارعت السلط الجهوية والمصالح المختصة الى تنفيذ القرار الرئاسي ومواساة افراد العائلة المنكوبة . وتتمثل ملابسات الحادث حسب المعطيات الاولية في انفجار ناجم عن تسرب للغاز من قارورة بالمطبخ مما اسفر عن وفاة ربة العائلة على عين المكان واصابة ضيف من اقاربها ونجاة بقية افرادها وهم اربع فتيات وثلاثة فتيان. توفيت ربة أسرة وجرح أحد أقاربها في انفجار أصاب منزلها بمدينة قصر هلال في حدود الساعة الثامنة من صباح يوم أمس السبت. وتفيد المعلومات التي تحصلت عليها «الشروق» أن العائلة المنكوبة تتكون من تسعة أفراد: الأب والأم وسبعة أبناء (بين 9 سنوات و24 سنة) كانوا قد حلوا جميعا بمدينة قصر هلال (ولاية المنستير) منذ سنوات قادمين من ولاية سليانة واستقرّوا بمنزل قديم على وجه الكراء كائن بحي القصر. وفي صباح يوم الواقعة استيقظت الزوجة (51 سنة) من نومها وتوجهت مباشرة إلى المطبخ لإعداد القهوة لأحد أقاربها وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره كان قد حل بالمدينة بحثا عن عمل ونزل في ضيافة العائلة ليلة واحدة قبل وقوع الحادثة. ودون أن تتفطن إلى تسرب الغاز من القارورة أشعلت الزوجة عود الثقاب ليحصل الانفجار القوي الذي أدى إلى سقوط المطبخ بأكمله وجزء من المنزل. وقد لفظت الأم أنفاسها الأخيرة تحت الأنقاض وأصيب قريبها الشاب بإصابات بليغة في حين نجا الأبناء السبعة بأعجوبة لتواجدهم لحظة الانفجار في إحدى الغرف الداخلية كما نجا الزوج المتواجد خارج المنزل والذي لم يعد حينها من العمل وهو الذي يشتغل حارسا ليليا بإحدى المؤسسات العمومية. وعلمنا أن الشاب المصاب تجاوز مرحلة الخطر وقد أذن له الأطباء المباشرون بمغادرة المستشفى بعد تلقيه الإسعافات. وبمجرّد بلوغ الخبر إلى مسامعهم حلّ أعوان الحماية المدنية على جناح السرعة وقاموا بانتشال الجثة ونقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج في حين تم إيواء الأبناء السبعة بأحد منازل الجيران. وفتحت الجهات الأمنية تحقيقا في الموضوع لجمع أكثر ما يمكن من المعطيات والأسباب التي حفت بوقوع هذه الكارثة. زوج الضحية: زارتني في العمل وبقيت معي حوالي ساعة ونصف كان السيد محمد الهادي بورقعة زوج الضحية (50 سنة) في عمله لما علم بالحادثة وفي هذا الصدد يقول «كنت في العمل وتقريبا عند الساعة السابعة صباحا هاتفني جاري على هاتفي الجوال وأعلمني أن مطبخ البيت قد سقط وطلب مني القدوم حالا». ولم أدر الى حدّ الآن كيف وصلت وبمجرّد أن رآني أعلمني ابني أن والدته تحت الأنقاض.. تمالكت نفسي خاصة وقد وجدت كل المسؤولين حاضرين على عين المكان صحبة أعوان الحماية المدنية وقد عاينت عملية انتشال زوجتي التي أصررت على رؤيتها وقد تأكدت من وفاتها». وأضاف محدثنا أن زوجته زارته ليلا بمقرّ عمله وقضت معه حوالي ساعة ونصف تطرّقا فيها الى عدة مواضيع مع العلم أنه هاتفها في تلك الليلة وطمأنها عن أشجار الزياتين التي يملكها في منطقة الروحية باعتباره أصيل تلك المنطقة من ولاية سليانة. ولم يفوّت الزوج الفرصة ليتوجّه بالشكر الى سيادة الرئيس ووالي المنستير وكافة المسؤولين الذين حبوه بعطفهم. ابن الضحية (وليد): دخلت لتعدّ لي «القهوة» فماتت كان الشاب وليد (20 سنة) نائما لما سمع صوتا قويا ينبعث من المطبخ فنهض مسرعا ليجده خليطا من الحجارة والرمل فتوجّه مسرعا الى غرفة والدته ليطمئن عليها لكنه لم يعثر عليها فتأكد أنها موجودة تحت الأنقاض وأضاف وليد في نبرة حزينة والدموع تملأ عينيه «نحن عائلة فقيرة ووافرة العدد حيث لي ستة اخوة هم: أميمة، يسرى، حاتم، فاتن، سماح وخليل ا لذي مازال يواصل تعليمه بالسنة الثالثة أساسي، بتنا ليلتنا هانئين نسهر أمام التلفاز ولم نكن نتصور أن والدتنا سيخطفها منّا الموت في لحظات..». الضيف محمّد المعموري: جئت أبحث عن عمل فكدت أفقد حياتي تحوّلت «الشروق» الى المستشفى الحاج علي صوّة بقصر هلال لتطمئن على صحة الشاب محمد الذي تأكدنا أن إصابته لم تكن خطيرة وهو ما جعل الأطباء يعطونه الإذن بمغادرة المستشفى. وعن الحادثة يقول «لي طفلان وقدجئت من سليانة بحثا عن عمل وقد نزلت ضيفا على قريبي وبتّ ليلة واحدة انتهت بكارثة، كنت نائما في «السقيفة» وفجأة سمعت دويا قويّا وصرخة واحدة أطلقتها المرحومة «محبوبة المماي» ثم أغمي عليّ ولم أفق إلا وأنا في المستشفى..».