هذا العنوان ليس من بنات أفكاري ولا هو من عندياتي، وانما جاء مشتقا من ذلك المهرجان الدولي للانشاد الذي دأب على تنظيمه الطبيب الفنان الدكتور لطفي المرايحي رئيس جمعية الموسيقى المتقنة. وبقدر اعجابي بذلك الحكيم الفنان الذي سخر الجهد الجهيد وأحكم الاجتهاد الرشيد لتنظيم مهرجاناته الدولية مثل مهرجان الموسيقى الآلاتية الخاص بالآلات الموسيقية مثل الوتريات والنفخيات والايقاعيات دون أن ينتظر أي دعم أدبي أو مادي من أية جهة كانت بقدر ما تساءلت عن معنى أسبات الانشاد. لكن المتفحص في فعاليات هذه الدورة المهرجانية الدولية للانشاد يتضح له جليا أن الأسباب تعود الى جمع يوم السبت باعتبار أن ذلك المهرجان الذي يحتضنه الفضاء الكنسي بقرطاج لا يقدم عروضه الا أسبوعيا أي مساء كل يوم سبت على غرار تلك الأغنية الفلكلورية التونسية الشهيرة «ليلة سبات هذه الليلة».. وغير خاف على الجمهور الكبير أن تلك الأغنية تتغنى بيوم السبت (سبات) وهو يوم العطلة بالنسبة الى الجالية اليهودية التونسية في ماضي الزمان، فلا غرو أن تكون تلك الأغنية منسوبة الى الفنان اليهودي التونسي غاسطون بسيري. والسؤال الذي يبقى مطروحا على القائمين على حظوظ ذلك المهرجان: لماذا الاعتماد على «سبات» دون بقية أيام الأسبوع لاعداد فعاليات تلك الدورة المهرجانية الحالية التي تقلص هكذا عدد عروضها لتبقى حكرا على «الأسبات أو السبات». أما السؤال الثاني فإنه يتعلق بالصفة الدولية التي أضفاها مدير المهرجان على تلك الاحتفالية في حين لم يبرز في هذه الدورة الا المطرب التونسي نور الدين الباجي وزميله المغربي فؤاد الزبادي. أما الملحوظة الثالثة فانها تتعلق بذينك المطربين وما هي المعايير العلمية والمقاييس الفنية المعتمدة لاختيارهما دون سواهما من الأصوات الطربية مثل لطفي بوشناق وحسن الدهماني وكريم شعيب ومحمد الجبالي وعدنان الشواشي خاصة أن نور الدين الباجي رغم طاقاته الصوتية الكبيرة مازال يردد ترديد الببغاء أغاني صباح فخري مثل «ابعث لي جواب وطمني» في حين مازال زميله المغربي فؤاد الزبادي يقتات من فتات أغاني الفنان المصري الراحل محمد عبد المطلب «ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين».. أما السؤال الرابع الذي يبقى هو الآخر حريا بالطرح في هذا السياق فانه يتعلق بتشريك الاصوات النسائية الممتازة مثل أمينة فاخت وصوفية صادق ونوال غشان وهادية جويرة والمطربات الجامعيات مثل الدكاترة سنيا مبارك ودرصاف الحمداني وشهرزاد هلال وعبير نصراوي ودرة الفورتي. ومهما يكن من أمر فإن هذا المهرجان الخاص بالانشاد يبقى في حاجة ماسة الى وضوح رؤيته التي مازالت تتأرجح بين الهنك أي الغنة التي يكون مخرجها البلعوم والرنة أي رنة الوتر خاصة أن مدير المهرجان قد أقحم عازف الكمان الممتاز البشير السالمي في مهرجان خاص بالانشاد لا العزف.