تونس الصباح تواصلت أمس أشغال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول "بناء اقتصاديات المعرفة" نحو احداث فرص العمل ورفع مستوى التنافسية وتحقيق التنمية المتوازنة". وخصص اليوم الثاني للمؤتمر لمناقشة موضوع "بناء اقتصاديات المعرفة، الآفاق في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وخارجها" وترأس هذه الجلسة الدكتور زين ولد زيدان الوزير الموريتاني الاسبق وتحدث خلالها كل من جون فرانسوا ريشارالنائب السابق لرئيس البنك الدولي وعبد الحميد التريكي كاتب الدولة المكلف بالتعاون الدولي والاستثمار الخارجي في وزارة الشؤون الخارجية... وتطرقت الجلسة الى واقع اقتصاديات المعرفة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والآفاق التي تواكب الانخراط في هذه الاستراتيجيات وطبيعة التحديات التي تواجه بلدان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريفيا وتحتم عليها الاسراع ببناء اقتصاديات قائمة على المعرفة والبحث في سبل تمكين بلدان المنطقة من المضي قدما في تنفيذ برامج العمل والاستنارة بتجارب البلدان والمناطق الاخرى. وتم خلال هذه الجلسة كذلك استعراض التجربة التونسية في بناء اقتصاديات المعرفة واسباب هذا الاختيار على المعرفة دون الاستراتيجيات التنموية الاخرى. وتمت مناقشة واقع تونس الراهن والاولويات التي رسمتها بخصوص اقتصاد المعرفة. وقد تمت الاشادة بالرهانات والاستراتيجيات التونسية في هذا الاطار والوقوف على نقط القوة ودور المعرفة في التنمية. وفي جلسة ثانية (الثالثة بالنسبة للمؤتمر) ترأس الدكتور علي سعد وزير التربية السوري حلقات النقاش حول موضوع "مسار اقتصاد المعرفة" الذي شارك فيه كل من البروفيسور محمد الصغير بابس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والسيد أكيو كوون الوزير الاول ووزير المالية الكوري السابق والبروفيسور جورما روتي رئيس صندوق ادارة الصناعات الابتكارية المدير العام للبحوث في اللجنة الاوروبية سابقا... وناقشت الجلسة مسار بناء اقتصاديات المعرفة من خلال التركيز على تجارب كل من الجزائر وكوريا وفنلندا والبحث في نقط قوة ونقط ضعف هذه التجارب. وكان موضوع "الآفاق على المستويين المحلي والقطاعي" محور الجلسة الثالثة لنهار أمس والتي تراستها السيدة مرفت التلاوي وكيلة الامين العام للامم المتحدة سابقا وشارك في الحوار فيها كل من الدكتورة منار المنيف المديرة العامة للرعاية الصحية وعلوم الحياة بالمملكة السعودية والدكتور رشيد بن مختار مدير المرصد الوطني للتنمية البشرية بالمغرب والدكتور جون اريك اوبير مستشار البنك الدولي. وناقشت الجلسة عوامل نجاح بعض البلدان في الاعتماد على الاستراتيجيات القطاعية ومنها المملكة العربية السعودية التي تمكنت من انشاء مدن مختصة باقتصاد المعرفة والمغرب الذي نجح في التعاون مع الجهات المحلية من اجل بناء اقتصاد المعرفة... واختتمت جلسات امس بمناقشة "الآفاق الثقافية العربية بشأن اقتصاد المعرفة" والتي ترأسها الدكتور حاتم بن سالم وزير التربية والتكوين وشارك فيها الدكتور تينجكو محمد عزمان شريف الدين من ماليزيا والدكتور الزين ولد زيدان الوزير الاول الاسبق الموريتناني والدكتور عمر بيزري من سوريا وجون لوي ريفير من فرنسا. وتمت خلال هذه الجلسة مناقشة نقاط القوة والضعف الكامنة في الثقافة العربية مع التركيز على الاثر الذي تحدثه في بناء اقتصاد المعرفة. وكذلك دور الثقافة في تدعيم باقي ركائز اقتصاد المعرفة وتعزيز ثقة المجتمع والشفافية والربط الشبكي ودور المرأة. وقد تم عرض التجربة الماليزية وكيفية تسخيرها للثقافة الاسلامية في الانتقال الى اقتصاد المعرفة. ومن المنتظر ان يختتم المؤتمر اشغاله صباح الغد بعد تواصل الجلسات وتلاوة التوصيات والاستماع الى كلمات السيد محمد الغنوشي الوزير الاول والدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للايسيسكو وماتس كارلسون مدير المكتب الاقليمي للبنك الدولي في المغرب العربي.