الضحية هاجر منذ 11 سنة إلى الولاياتالمتحدة لضمان مستقبله...ومقتله خلّف صدمة بين أصدقائه المتهمة من ذوات السوابق العدلية وسبق أن هدّدت بذبح امرأة قبل 3 سنوات الأسبوعي القسم القضائي قتل فجر أحد الأيام القليلة الفارطة شاب تونسي في الثامنة والعشرين من عمره يدعى لسعد البكري إثر تعرضه للطعن بمحل «بيتزاريا» كائن بسان فرانسيسكو بالولاياتالمتحدةالامريكية. ولفظ لسعد أنفاسه الأخيرة بمستشفى سان فرانسيسكو العام بعد فترة وجيزة من الاحتفاظ به متأثرا بالمضاعفات البليغة لنزيف دموي حاد لحق به جراء تعرضه للطعن من قبل فتاة امريكية في الخامسة والعشرين من عمرها تدعى ميريام. جريمة مفاجئة وقالت وسائل الإعلام الامريكية ان الواقعة لم يكن مخطط لها كما ان طرفي الجريمة لا يعرفان بعضهما ويرجح ان تكون ناجمة عن حالة السكر التي كانت عليها المتهمة المعروفة لدى شرطة سان فرانسيسكو بسوابقها العدلية في السلب والسرقة والاعتداء المسلح إذ سبق لها قضاء عقوبة بالسجن قبل ان يطلق سراحها شرطيا عام .2008 الهجرة والحلم ونعود إلى البداية... إلى العام 1998 حين قرر الشاب التونسي المنحدر من عائلة متواضعة الإمكانيات الهجرة بحثا عن موطن شغل كفيل بأن يحقق له طموحاته ويضمن به مستقبله... حدد لسعد أخيرا وجهته ونجح في الحصول على تأشيرة سياحية تخول له الاقامة الوقتية بمدينة سان فرانسيسكو بالولاياتالمتحدةالأمريكية... استقل الطائرة قبل نحو 11 سنة ووصل إلى وجهته... لم يسافر لسعد للسياحة مثلما تشير إلى ذلك التأشيرة بل انطلق مباشرة في البحث عن شغل... عن قوت يومه ونجح في مسعاه حين عثر على موطن شغل بشركة لخدمات الحراسة والسلامة. عامل مثالي باشر الشاب التونسي عمله كعون سلامة ولكن طموحه كان أكبرمن هذه الوظيفة... نجح لاحقا في العمل بمطعم قبل ان يستقر منذ بداية العام الجاري بمحل لصنع البيتزا... فكان حسب ما اوردته الصحف الامريكية نقلا عن زملائه في العمل مثالا للعامل الجدي والطموح لتكوين ذاته... تغزل واستفزاز ظل لسعد يعمل بهذا المحل طيلة الاشهر الاخيرة إلى أن حصلت الجريمة ...المأساة التي صدمت زملاءه وأبكت أصدقاءه خاصة وانه كان مثالا يحتذى به في طيبة المعشر وحسن الأخلاق... ففي حدود الساعة الواحدة والنصف من فجر يوم الواقعة كان لسعد يباشر عمله بمحل صنع «البيتزا» رفقة عدد آخر من العملة قبل ان يقرر نيل قسط من الراحة لا يتجاوز بضع دقائق فغادر المحل وجلس على كرسي في الخارج وأشعل سيجارة... في الأثناء قدمت فتاة بحالة سكر فطلبت من النادل كأس ماء فلبى طلبها وعوض ان تشربه وتغادر ظلت ممسكة به (الكأس) واقتربت من لسعد وظلت «تتغزل» بلحيته فأدرك الشاب التونسي انها مخمورة والتزم الصمت وامام تماديها في صنيعها الذي تحول لاحقا إلى استفزاز طلب منها المغادرة. الطعن وذكرت الصحف الامريكية التي تابعت كل تفاصيل وملابسات هذه الجريمة أن المتهمة شربت الماء وغادرت ولكن سرعان ما عادت إلى حيث يجلس لسعد وهي تصرخ «سأقتلك، سأقتلك» وامام لامبالاة الشاب التونسي بتهديداتها التي اعتقد انها نابعة عن حالة السكر التي كانت عليها استلت الفتاة الامريكية (25 سنة) سكينا وطعنت لسعد وهربت نحوالمعبّد حيث استقلت اول سيارة توقفت لإشارتها. ضبطت ملطخة بالدماء نقل لسعد على جناح السرعة إلى مستشفى سان فرانسيسكو العام حيث احتفظ به تحت العناية المركزة غير انه سرعان ما فارق الحياة جراء نزيف دموي حاد... في الأثناء كان سائق سيارة اجرة (تاكسي) يقتفي أثرالسيارة التي استقلتها المتهمة بعد ان تابع اطوار الجريمة حين كان داخل محل «البيتزاريا» ويخبر الشرطة بوجهتها أولا بأول إلى ان وصل الاعوان وأوقفوا السيارة وألقوا القبض على القاتلة وهي في حالة سكر ويداها ملطختان بالدماء. هددت بذبح امرأة وبنقلها إلى المقر الامني العام بسان فرانسيسكو والتثبت في هويتها تبين انها من ذوات السوابق العدلية في الاعتداء إذ سبق لها التورط في قضية عام 2006 تمثلت في سلب حقيبة امرأة بأحد مآوى «فريمون» تحت التهديد بعد ان فاجأتها ووضعت سكينا على رقبتها وهددت بذبحها فقضت المحكمة بسجنها مدة ثلاثة أعوام ولكنها قضت عامين فقط خلف القضبان ثم أخلي سبيلها عام 2008بمقتضى سراح شرطي. النهاية وفي سياق متصل آخر قال مكتب المدعي العام بسان فرانسيسكو أن المتهمة ستواجه العقوبة القصوى التي تتراوح بين السجن مدة 27 سنة والسجن المؤبد لاتهامها بالقتل العمد... المتهمة حاليا رهن الايقاف في انتظار مقاضاتها... فيما أغلق محل «البيتزاريا» الذي كان يعمل به الشاب التونسي أبوابه حدادا على مقتله الذي صعق جميع أصدقائه ورفاقه الذين عبروا عن حزنهم بتجميع باقات الزهور في المكان الذي قتل فيه وإحاطة قميص المنتخب الوطني التونسي بالشموع المضاءة إعلانا عن نهاية شاب تونسي هاجر و«تغرّب» من أجل «الخبزة» فإذا به يقتل هكذا دون أي ذنب اقترفه. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: