تخطي الدور الأوّل في كأس إفريقيا للأمم...ثم للحديث بقيّة تونس الصباح شكل اول لقاء بين فوزي البنزرتي المدرب الجديد للمنتخب وممثلي وسائل الاعلام فرصة لاكتشاف افكار البنزرتي وقناعاته وبرامج عمله على المدى القريب اي الاستعدادات لكأس أمم افريقيا في أنغولا. واستهل البنزرتي حديثه بالتشديد على اهمية تواجد مدرب تونسي على رأس المنتخب لانه، حسب رأيه، «الوحيد القادر على اعطاء البذل والتضحية للاعبين وعلى فهم عقليتهم والتواصل مع كل الاطراف». وشكر البنزرتي الجماهير التونسية التي قال انها «احتضنته واستبشرت باختياره على رأس المنتخب وتفاءلت بنجاحه« وقال: «سأوظف خبرة 30 سنة في الميادين لخدمة الكرة التونسية عموما والمنتخب بصفة خاصة كما اني استفدت كثيرا بتجربة سنتين على رأس المنتخب الليبي». بين الترجي والمنتخب كيف سيتعامل البنزرتي مع مسؤوليتين كبيرتين (الترجي والمنتخب) في نفس الوقت وهل سيكون قادرا على التوفيق بين الالتزامات التي تنتظر الترجي محليا وقاريا وتدريب المنتخب اثناء وبعد كأس افريقيا؟ هو ابرز تساؤل شغل بال الجميع، منذ تعيين البنزرتي في خطة مزدوجة قال عنها: «لكل حادث حديث ولا بد من التركيز وحسن التخطيط حتى انجح في المهمتين ولا فائدة من تهويل الامور. واضاف ان الحديث عما بعد 30 جوان سابق لاوانه: «كل تركيزنا منصب الآن على الاعداد الجيد «للكان» والنجاح فيها، وبعد ذلك سنرى مع كل الاطراف كيف ستكون الامور». ماذا عن الاطار الفني؟ دافع البنزرتي بشدة عن مساعديه في المنتخب (بومنيجل، والطرابلسي وحيزم) وقال عنهم: «اعرفهم جيدا وتعاملنا في السابق، محمد عامر حيزم عمل معي في المنتخب الليبي وبومنيجل والطرابلسي لديهما خبرة طويلة في الملاعب واعطيا كثيرا للكرة التونسية وللمنتخب وهما جديران بأخذ الفرصة ولعلها تكون فرصة لميلاد مدربين جيدين للمستقبل». الاستعدادات «للكان» يعطي فوزي البنزرتي اهمية كبرى للحمة وللاجواء الممتازة بين اللاعبين وقال ان هذه الاجواء «عادية لا أكثر وعلمت مؤخرا بوجود بعض الشوائب رغم ان كل اللاعبين يتسمون بالانضباط». وقال ان تربصا مغلقا طويلا وبعيدا عن تونس هو الوحيد الكفيل بخلق هذه اللحمة وتمتين العلاقة بين كل افراد المنتخب. لذلك، اجرى الاطار الفني الجديد تعديلا على برنامج التحضيرات والغى التربص الذي كان مقررا في البرتغال بسبب الطقس البارد جدا الذي يميزها حاليا. وستعوض الامارات وتحديدا أبو ظبي، البرتغال وعلل البنزرتي هذا الاختيار بطقس أبو ظبي (الحرارة والرطوبة) المشابه لطقس أنغولا. وقال البنزرتي ان هذا التربص، الذي سيكون في نادي الضباط (من 29 ديسمبر الى 7 جانفي) «ضروري لخلق اللحمة والانسجام بين اللاعبين وللقيام بالعمل النفساني المطلوب». وقبل التحول لأبو ظبي، سيجري المنتخب من 21 الى 28 ديسمبر تربصا بالقنطاوي بسوسة ستتخلله حصتان تدريبيتان يوميا. وبعد العودة من أبو ظبي، سيواصل المنتخب تحضيراته بضاحية قمرت حتى العاشر من جانفي، موعد السفر الى أنغولا. اما عن المباريات الودية المزمع اجراؤها استعدادا «للكان» فسيخوض المنتخب مقابلتين في الامارات ومقابلة في تونس ولم يتحدد بعد الاختيار على المنافسين حيث اعترف البنزرتي «بصعوبة ايجاد منافسين خليجيين في هذه الفترة وقد يلاقي المنتخب نظيره المصري او فرقا اوروبية قد تتواجد في الامارات في نفس الفترة». أي لاعبين للمنتخب؟ ينتظر الجمهور بشغف معرفة اسماء اللاعبين الذين سيخوضون نهائيات أنغولا وفي هذا السياق شدّد البنزرتي على ان الامكانات الفنية للاعبين لا تكفي وان اهم اعتبارات سيأخذها اي اختيار القائمة النهائية «قوة اللاعب الذهنية وحماسته واستعداده اللامحدود للتضحية من اجل المجموعة والعطاء وروحه القتالية». وبعد ان ابرز ان القائمة ستكشف الاثنين القادم، اي بعد الدور ثمن النهائي للكأس قال البنزرتي ان عديد اللاعبين الناشطين في أوروبا ستوجه لهم الدعوة واضاف مفسرا: «ليس كل لاعب في اوروبا يصلح للمنتخب بل الاهم ان يكون ناشطا في فريقه، اي لعب 70% من مباريات فريقه على الاقل لكن وبالأخص قدرتهم على الانسجام في المجموعة والروح الوطنية واستعدادهم لتقديم الاضافة. عديد اللاعبين التونسيين في اوروبا عاطلين عن اللعب حاليا ونحن لن ننساهم لكن لا يمكننا التعويل عليهم». ويتميز اللاعب المتكون في اوروبا، حسب البنزرتي، «بنضجه وبقدرته على التحسن والتضحية، عكس اللاعب التونسي الذي ينقصه الكثير من العمل، خصوصا على المستوى الذهني». وفي هذا الصدد، اوضح ان المحليين «لديهم قابلية للتحسن تقدر ب40%». وقال ايضا: «سنتابع كل اللاعبين في تونس وسننسق مع مدربيهم لتحسين مردودهم وتطوير امكانياتهم وسنكون على اتصال مستمر مع الفرق» وخلص الى القول: «لا يمكن ولا يجب تغيير كل شيء من اول وهلة بل لابد من البناء مع ماهو موجود ثم التحسين شيئا فشيئا». أية حظوظ لتونس في أنغولا؟ هل سيذهب المنتخب لفرض اللون والتألق في انغولا ام لتسجيل الحضور ومواصلة مسلسل الخيبات؟ يجيب البنزرتي: «لابدّ ان نكون ايجابيين انا مدرب ارفض الفشل واعتقد انه علينا ان نتخظى الدور الاول وبعد ذلك سيكون كل شيء ممكنا» وقال البنزرتي ان تربص الامارات «سيمكن من خلق اللحمة التي من دونها لا يمكن تحقيق نتائج ايجابية وقد بدأنا في معاينة منافسينا في كأس افريقيا بداية من مبارياتهم السابقة في التصفيات كما سنتابعهم في المباريات الودية التي سيجرونها قبل النهائيات».