يختتم المنتخب الوطني اليوم بسوسة المرحلة الإعدادية الأولى لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2010 بأنغولا. وفي غياب اللاعبين الذين ينشطون خارج تونس (حقي وجمعة وبن خلف اللّه وبن سعادة والميكاري والرافد والفالحي والشرميطي) إضافة إلى زهير الذوادي ويوسف المويهبي المصابين، أي قرابة نصف المجموعة، تضمّن برنامج تحضيرات المنتخب في تربص القنطاوي حصصًا بدنية بالأساس. وأول اكتشافات فوزي البنزرتي أن هذا الجانب اللياقة البدنية لم يكن على أفضل ما يرام وأحيانًا هو سيء جدًا، وبما أن كل اللاعبين الذين خاضوا التربص أساسيون في فرقهم وكلهم تقريبًا شاركوا مع المنتخب بإشراف الإطار الفني السابق، فإن ضعف الاستعداد البدني لعناصر المنتخب يطرح تساؤلات عديدة حول العمل المنجز داخل الفرق وحول عمل الإطار الفني السابق للمنتخب وحول انضباط اللاعبين أنفسهم وجديتهم أثناء التمارين والمباريات وفي حياتهم الخاصة. وكان ضعف اللياقة البدنية من أسباب تغيير برنامج التمارين في تربص القنطاوي ليشمل حصصًا في الشاطئ وفي «فالاز» المنستير التي يعرفها فوزي البنزرتي وتعوّد على استغلالها للإعداد البدني. المويهبي أول المغادرين فوزي البنزرتي هو أكثر العارفين بإمكانيات يوسف المويهبي وبموهبته وبمقدرته الهجومية الكبيرة، ولم يترك فرصة إلا ونوّه بخصال اللاعب، بل وصرح أنه يتمنى أن يكون له في الترجي لاعب في قيمة المويهبي. لذلك، لم تشكل دعوة المويهبي للمنتخب مفاجأة كبرى رغم عدم استعادة مهاجم الإفريقي لكل إمكانياته الفنية والبدنية. وأصر البنزرتي على ضم المويهبي رغم إصابته العضلية وشرّكه في تربص القنطاوي رغم الشكوك التي حامت منذ البداية وأولاه عناية فائقة وهو ما يعكس إعجابه باللاعب وحرصه على أن يتعافي في أقرب وقت حتى يعول عليه في المباريات. ولكن، مع تأكد عدم قدرة المويهبي على التعافي من هذه الإصابة العضلية (التي ليست لها علاقة بإصابته القديمة على الأربطة المتقاطعة)، يبدو أن اللاعب سيكون أول من يغادر قائمة المنتخب في انتظار البقية. برنامج أبوظبي في كنف الغموض! تنطلق غدًا بالعاصمة المرحلة الثانية في استعدادات المنتخب لموعد أنغولا، وبعد يوم وليلة في العاصمة، تشد المجموعة بعد غد الرحال إلى أبوظبيبالإمارات لإجراء تربص بأسبوع. وفسّر فوزي البنزرتي اختياره لأبوظبي بأجواء هذه المدينة (الحرارة، الرطوبة...) المشابهة لطقس أنغولا، كما شدد على أهمية الابتعاد عن تونس وأوروبا حتى لا ينشغل اللاعبون بشؤونهم الخاصة وبمشاكلهم مع أنديتهم وحتى يركزوا كليًا على ما ينتظرهم. كما شدد المدرب الوطني، وهو أمر يحسب له، على أهمية تربص أبوظبي في خلق اللحمة بين كل أطراف المنتخب وفي تمتين أواصر العلاقة بين اللاعبين وهي علاقة لم تكن في أطيب حالاتها، بشهادة البنزرتي نفسه، مع المدرب السابق امبرتو كويلهو. ويرى البنزرتي، وهو محق في ذلك، أنه من المستحيل تحقيق نتائج إيجابية والذهاب بعيدًا في كأس إفريقيا في غياب أجواء نقية بين كل الأطراف وتنافس نزيه بين اللاعبين. لكن ما يبعث على الحيرة والمنتخب يتأهب لخوض مرحلة حاسمة من استعداداته «للكان» هو الغموض الذي لا يزال، إلى حد اللحظة، يلف برنامج التحضيرات، وتحديدًا المباريات الودية التي من المنتظر، ومن المفروض، إجراؤها في أبوظبي. وبقدر ما كان فوزي البنزرتي حرفيًا وعقلانيًا في اختياره لقائمة المنتخب وفي الحطوط العريضة لبرنامجه قبل وأناء كأس إفريقيا للأمم، بقدر ما رافق الارتجال والتردد الاتصالات المجراة لتوفير أكثر ما يمكن من عوامل النجاح لتربص أبوظبي. ورغم أن فوزي البنزرتي، ومن ورائه مشغلوه (الجامعة) قد يتعللون بضيق الوقت لتبرير فشلهم في برمجة مباريات ودية من الحجم الكبير للمنتخب في أبوظبي، إلا أننا نعتقد أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لو لم يعتمد فوزي البنزرتي فقط على بعض من أصدقائه الذين تربطهم علاقات خاصة بعالم كرة القدم الإماراتية. فالمنتخبات والأندية التي قد نفكر في مواجهتها وديًا، ونعني الأوروبية منها، والتي قد تتواجد في الإمارات في نفس الفترة، لا تتخذ قرارات عشوائية وآنية بل تخطط لتربصاتها ولمبارياتها الودية قبل أشهر. وأمام عدم تأكيد أية مباراة ودية للمنتخب في الإمارات، يبقى الأمل في أن تسعفنا الظروف والحظ في إيجاد منافس جديّ أو أكثر لمواجهته في أبوظبي قبل التباري ضد منتخب غامبيا في تونس يوم 9 جانفي القادم، برنامج الأسبوعين الأخيرين من التحضيرات غدًا الثلاثاء: تجمّع اللاعبين وانطلاق التربص الثاني الأربعاء 30 ديسمبر (الساعة 14.30): السفر إلى أبوظبي عبر دبي من الخميس 31 ديسمبر إلى الخميس 7 جانفي 2010: تربص ومباراتان وديتان في أبوظبي. الخميس 7 جانفي: العودة إلى تونس وانطلاق المرحلة الثالثة من التحضيرات بالعاصمة السبت 9 جانفي 2010 بملعب المنزه: مباراة ودية ضد غامبيا بإدارة طاقم تحكيم جزائري. الأحد 8 جانفي (الثامنة صباحًا): السفر ألى أنغولا على متن طائرة خاصة. مراد التائب للتعليق على هذا الموضوع: