بثّ شريط وثائقي نادر حول أحداث اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد تونس الصباح نظم الاتحاد العام التونسي للشغل خلال الثلاثة أيام الاخيرة ندوة وطنية بمدينة الحمامات خصها للفترة 52 1956 من تاريخ الاتحاد والدور الذي لعبه كمنظمة التحمت نضالاتها بالنضالات الشعبية في صلب الحركة الوطنية. وجاءت مجمل المداخلات والمواضيع التي طرحت ضمن هذه الندوة لتعكس عمق هذه المرحلة وزخمها النضالي وذلك من خلال البحوث الثرية المقدمة، خاصة وأن الندوة تنبش في تاريخ هذه المرحلة، وتدعو إلى إعادة الاعتبار للمرحلة بكل ما تميزت به من زخم نضالي، وللوجوه الوطنية المناضلة التي تركت بصماتها فيها. الندوة تابعها كل أعضاء المكتب التنفيذي والهيئة الادارية الموسعة للاتحاد، وكذلك قدماء من الحركة النقابية، كما أنه دعي اليها العديد من الجامعيين المختصين في تاريخ الحركة النقابية والوطنية أمثال دكتور التاريخ بالجامعة التونسية علي المحجوبي وكذلك الاساتذة محمود بوعلي ومحمود طرشونة ومصطفى الفيلالي. ولعل البارز في هذه الندوة أيضا هو حضور المناضل النقابي والامين العام الاسبق للاتحاد السيد أحمد بن صالح، الذي يحتفى به داخل هذه الندوة بشكل خاص نظرا للشعار الذي ترفعه المنظمة والذي لخصه أمينه العام السيد عبد السلام جراد لدى افتتاحه الندوة بالقول: " إن الاتحاد منظمة كل الاجيال النقابية المتعاقبة، ومسيرته لن تتوقف بفضل تماسك والتفاف أبنائه النقابيين حوله.. وأننا سنتعمق في كل مراحل ومحطات تاريخ المنظمة.. ولن يظلم أحد والتاريخ ملك للجميع". الندوة ومسارها وفي مداخلته وضع السيد عبيد البريكي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الندوة في إطارها مبرزا أهمية حضور السيد أحمد بن صالح داخلها بصفته كاتب عام سابق للمنظمة، ومبينا أن الندوة تنعقد في إطار البحث في كيفية التعمق في تاريخ الاتحاد وفي هذه المرحلة بالذات، التي تشهد بناء دار الاتحاد وتنظيم عدة ندوات وتظاهرات نقابية. وأضاف أن البحث والتمحيص في تأسيس المنظمة وما قبل التأسيس وفي اغتيال الزعيم فرحات حشاد، وما بعد اغتياله يعتبر من أبرز المراحل التي مر بها الاتحاد ويتطلب مزيد البحث والتنقيب في هذه الحقبة. وأكد أن الندوة تنعقد على هامش أحياء الذكرى 57 لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، وهذا ما دعا قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي بالاتحاد بإشارة من الامين العام السيد عبد السلام جراد إلى دعوة هذا القسم في المنظمة لبعث متحف للحركة النقابية التونسية على غرار بعض المنظمات النقابية القطرية. ونيابة عن بعض أبناء الزعماء النقابيين تولى السيد رضا التليلي إلقاء كلمة عبر فيها عن تقديره وشكره للاتحاد على تنظيم مثل هذه الندوة. وبين الامين العام للاتحاد في مداخلته أن الاتحاد العام التونسي للشغل يبقى دوما منظمة الاجيال المتعاقبة، ومنظمة المبادى والاهداف النبيلة التي تخدم مصالح العمال والوطن، مذكرا بما قام به الرواد أمثال محمد علي الحامي والمصلح الطاهر الحداد وغيرهم من المناضلين النقابيين والوطنيين. وشدد على أن لا منظمة عتيدة بدون سيادة الوطن ودون حرية وديموقراطية. كما بين أن التاريخ ملك للمجتمع وللشعب ومن حق الشعب أن يعرف كل الحقائق. وشرح الامين العام مفاهيم التحام العمل المشترك والمندمج الذي كان يقوم به رواد الاتحاد ورموزه، وأكد أن هذه المرحلة التي تجري حولها الندوة كان العمل النقابي فيها ظاهره عمالي وباطنه وطني يرمي إلى تحقيق الاستقلال وإقامة الدولة التونسية ذات السيادة والكرامة. وبين أنه من الضروري الان التعمق في مختلف محطات ومراحل تاريخ الحركة النقابية التونسية. وأكد أن هذه الندوة تتم ليأخذ كل ذي حق حقه. فلا إقصاء ولا تهميش لاي مسؤول نقابي أعطى الكثير أو القليل لمنظمته العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي ولد من وجدان الشعب التونسي. وأبرز أنه يتم التعمق أيضا في فترة المناضل النقابي بلقاسم القناوي، مؤكدا أن المنظمة تسعى إلى أن تعدل بين أبنائها وروادها ورموزها لان تاريخها يهم كل أبنائها بالفكر والساعد، ولا بد من معرفة هذا التاريخ الحافل بالنضال وبالانجازات وبالمواقف الصادقة والتضحيات والشجاعة. وأعلن الامين العام عن تبنيه الطلب النقابي المتعلق بإحداث معهد حشاد للذاكرة النقابية ومتحف بالصورة والصوت.