هل حان الوقت كي يفتح الاتحاد العام التونسي للشغل صفحات مهمة و«خطيرة» من تاريخه؟ في ندوة كبرى دعا إليها قسم التكوين النقابي وانعقدت بمدينة الحمامات تم بحضور نقابي كثيف «النبش» في مرحلة مهمة جدا من تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل وهي المرحلة المتعلقة بفترة ما بين 1952 و1956. وتمت دعوة السيد أحمد بن صالح وهو أمين عام سابق وواحد من أشهر رجال الحكومة في سنوات الستينات وكان شاهدا على محطات مهمة من العمل النقابي منذ تأسيس الاتحاد واغتيال زعيمه فرحات حشاد. الندوة تولى تقديمها عبيد البريكي عضو المركزية النقابية وأكد أنها تأتي في إطار الغوص والتعمق في مختلف المحطات التاريخية للاتحاد العام التونسي للشغل. وقال إن تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل في مرحلة الخمسينات يبين عظمة الاتحاد والتنوع الفكري داخله. وطالب «البريكي» أمام الحاضرين في الندوة ببعث متحف للحركة النقابية وقال إنه غريب بالنسبة إلى حركة نقابية تأسست منذ 1924 وبالنسبة إلى منظمة نقابية في حجم الاتحاد العام التونسي للشغل أن لا يكون له تاريخ مكتوب وموثق. وأضاف البريكي أنه أمام الاتحاد العام التونسي ضرورة الاهتمام بكل مراحل تاريخه منذ سنوات التأسيس. وخلال كلمته التي ألقاها أمام الندوة قال الأمين العام عبد السلام جراد إن على كل النقابيين الوقوف إجلالا واحتراما لكل شهداء ورواد الحركة النقابية وطالب بالعمل على تعميق النظر في تاريخ الحركة النقابية وأن الاتحاد سيبقى ملتزما بمسيرة مؤسسيه. وأعلن جراد أن الاتحاد سيفتح ملف تاريخه بكل مراحله وأن حفظ التاريخ هو مسؤولية كل الأجيال التي ستتعاقب على الاتحاد. وقال إن الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة وطنية ومستقلة لا وصاية عليها وتعنى بكل الملفات. وسجلت الندوة تدخل السيد أحمد بن صالح وهو أحد الأمناء العامين السابقين للاتحاد حيث تحدث عن بعض ذكرياته مع الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد. أحمد بن صالح سيتحدث اليوم أمام المشاركين في الندوة عن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي كان قد تقدم به الاتحاد في السنوات الأولى من دولة الاستقلال وسيتولى الإجابة عن أسئلة النقابيين التي ستطرح عليه.