ربما جاز القول بان منوعة سهرة ليلة عيد الفطر المبارك التي اقترحتها الفضائية «تونس 7» على مشاهديها والتي تواصلت الى غاية الساعات الاولى من فجر يوم العيد تعتبر المنوعة الاطول في تاريخ البث التلفزيوني في تونس.. فعلى امتداد اكثر من خمس ساعات متواصلة وفي اطار حشد كبير من الضيوف بين ممثلين شاركوا في الاعمال الدرامية الني اثّثت سهرات قناتيْ «تونس 7» و«تونس 21» على امتداد شهر رمضان المعظم وفنانين جاؤوا ليغنّوا ليلتها كان الموعد مع محطات مختلفة من الاقتراحات الفنية والحوارية وغيرها نشّطها الثنائي اسماء بالطيب ولطفي العبدلي. «اللمّة.. لمّة» اللافت اكثر في سهرة العيد هذه هو ذلك العدد الوفير من الضيوف خاصة من الممثلين الذين شاركوا بالتمثيل في مختلف الانتاجات الدرامية الرمضانية والتي ارتأت المنشطة اسماء بالطيب وربما ايضا مخرج المنوعة خلف الله الخلصي ألا تضعهم في مواجهة اي صحفي او ناقد بل اكتفت هي بتقديم بعض الملاحظات السطحية حول الاعمال التي شاركورا فيها لتترك لهم بالمقابل المجال فسيحا ليمتدحوا هذه الاعمال («صيد الريم»، «مكتوب» و«بين الثنايا») فكان المشهد اقرب الى «المونولوغ» منه الى الحوار.. وما من شك في ان مثل هذا الاختيار يطرح أكثر من تساؤل.. ففي الوقت الذي كان يفترض فيه ان يسعى فريق منوعة «ليلة العيد» الى عقد مناظرة بأتم معنى الكلمة بين مجموعة من النقاد والاعلاميين من جهة وبين صنّاع هذه الانتاجات الدرامية من كتّاب سيناريو وممثلين ومخرجين من أجل تفصيل القول فيها خاصة وانها قد اثارت عند بثها الكثير من «اللغط» حولها وحول مفردات خطابها الدرامي والحواري نجد «جماعة» سهرة العيد وكأنهم قد اختاروا لمنوعتهم هذه شعار «طير يغني..» فكنتَ لا تسمع في الغالب الا عبارات الشكر والثناء والاعجاب بهذه الانتاجات والاعمال صادرة من افواه الممثلين الذين شاركوا فيها بالتمثيل!! وان المرء ليتساءل عن سبب مثل هذا الاختيار المناقض لروح الحوار وهو اختيار فضلا عن انه يمثل نوعا من النكوص والتراجع على اعتبار ان منوعات تلفزية سابقة اقترحتها الفضائية «تونس 7» في مناسبات مماثلة نجدها قد صنعت الحدث بأتم معنى الكلمة لانها مثلت في جانب منها منبرا حواريا صريحا حول الانتاجات الدرامية التلفزية التونسية.. فانه أيضا خيار لا يساعد على النهوض بهذا الانتاج لانه يغيّب الرأي النقدي حوله ويعطي الاولوية للمجاملات وللثرثرة. طبعا، نحن لا نطالب بهذا المعنى بان تتحول منوعة «ليلة العيد» الى حلبة للصراع والنقاش والصراخ.. وانما نريد منها ان تكون متفتحة على نوافذ فرجوية مختلفة ومتعددة وألا تكون حبيسة خيار وحيد. خيار مدحي ومجاملاتي في الغالب لم يعد يصلح لاستقطاب المشاهد البسيط فضلا عن المشاهد الواعي. ايضا، بدت منوعة سهرة ليلة العيد على الفضائية «تونس 7» خاصة على مستوى تنشيط الاركان وادارة الاستضافات وكأنها «عمل هواة».. او قلْ كأنّ هناك نوع من الاستسهال للمهمة من طرف القائمين على تأثيث بعض فقراتها.. فالربط مع بعض المحطات الخارجية مثلا والذي تمحور حول بعض الزيارات لاستوديوهات اذاعية وتلفزية تونسية ومحاورة بعض العاملين فيها لم تكن فكرة مبتكرة و«طريفة» حتى لا نقول لم تكن ذات معنى. كذلك، بدت مساهمة الممثل لطفي العبدلي في التنشيط ثقيلة احيانا وغير حرفية ومنفلتة شكلا ومضمونا.. طبعا، هذا لا يعني ان منوعة «ليلة العيد» كانت فاشلة او انها لم تكن رائقة في بعض جوانبها ومقترحاتها وانما وددنا لو انها بدت أكثر تنظيما وثراء وشجاعة وانفتاحا وحرفية وتنوعا.