بث برنامج «بلا مجاملة» على قناة «حنبعل» مساء الاحد حلقة استضافت السيد سمير ديلو وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية والفنان لطفي العبدلي. الحلقة تناولت اضراب الصحفيين التونسيين يوم 17 اكتوبر وطبيعي ان يكون للنقاش محطات حماس واختلاف لكن يبدو ان «التخميرة» تجاوزت حدودها وفاجأت ضيوف البرنامج والمشاهدين حيث ان الفنان لطفي العبدلي الذي حظي بدعوة سخية من معدة البرنامج للخوض في شأن إضراب الصحفيين في خطوة لا يعرف سرها سوى صاحبة الدعوة تخايل وتمايل وظن نفسه في حجرة مغلقة يتدرب على بعض ألعابه بأصابعه ولسانه.. فأطلق ردا على سمير ديلو مشيرا ب «وسطاه» مطلقا من شفتيه قولا قبيحا قد يردده البعض منا احيانا في مواقف خاصة جدا لكنه لا يقبله ولا يطيق سماعه في بيته وعلى شاشة التلفزة. وقد رفض ديلو مجاراته وخيّر الانسحاب بعد ان ذكّره بأن ما أتاه لا يعتبر شجاعة بقدر ما هو «عيب» ولا يليق بموضوع الدعوة ولا بحصة تلفزية. «سقطة» العبدلي تعتبر سقوطا من علوّ شاهق اذ يبدو ان الرجل «غلط في روحو» ففقد توازنه وأصبح يعيش على وهم النجومية والبطولة حتى «في المنام» بل لعل المثل الشعبي الذي يقول «سماوها رابحة...كلبت» ينطبق عليه تماما اذ كان عليه ان يعزز النجاح الذي عرفته عروضه المسرحية بالتواضع والجرأة المدروسة ودراسة حضوره وسلوكه وخطابه في كل محضر لأن النجومية تجعله في مرتبة راقية اجتماعيا لكن.. في نفس الحلقة حرص ديلو على التذكير بأنه مثلما هناك «غسيل أموال» برز بعد الثورة «غسيل التاريخ» وان «من كان في السابق متطرفا في مدح النظام الحاكم اصبح اليوم متطرفا في مهاجمة من هم الآن في السلطة»، واعتبر ديلو هذه التصرفات ظاهرة مرضية، كما عرّج الوزير على شجاعة «ثوار الساعة 25» مؤكدا للعبدلي بأنه فهم تلميحاته اللاأخلاقية مشيرا الى أنه خلال سنوات سجنه عاش مع «الباندية والخلائق والمجرمين» لكنه اختار عدم التفوه بما تفوه به العبدلي. كما اخبره بأن ما صرح به مقصود وانه يريد من خلاله احراج مسؤول سياسي وان ما أتاه لا يمت للشجاعة بصلة معرّجا على أن الذين يطالبون اليوم بكشف القائمة السوداء فإن أسماءهم في «مكانة باهية» ضمن هذه القائمة، ثم انسحب وسط احتجاجات العبدلي الذي أراد ان يرد على تلميحات الوزير بخصوص «ماضيه الابداعي» لكن دون جدوى.