الدولة فيها.. فوق القانون والأحزاب.. فوق السلطة والسلطة.. تتجاوز الدولة القانون.. لعبة مصالح والمصالح.. اتفاق غير دائم بين الساسة، ورجال الأعمال، والمافيا.. إذا انفض أحدهم على الحلف تهاوت الحكومة... انتظمت انتخابات جاء رئيس للوزراء... وتبدلت تشكيلة البرلمان.. *** اخترع الإيطاليون »الشياكة« فصاروا أول دولة أوروبية.. في الأناقة أنتجوا »السباغيتي« فأصبحوا ثالث دول أوروبا في الصناعة صدّرت البرازيل القهوة فاخترعت إيطاليا »الكابوتشينو« أغرقت بها العالم فباتت خامس دولة صناعية.. حاولت أوروبا منافستها على تشكيل الحكومات.. وإسقاطها.. فجاءت إيطاليا.. الأولى في السباق مع شهادة كتب عليها.. قِصَرُ الحكومات.. يُطيل عمر السياسيين وإن فشلوا... *** السياسة.. فن البقاء والاستمرار وسلفيو برلسكوني.. ذئب سياسي بامتياز له من الذئب.. قدرته على الإفلات من الفخاخ ولديه من السياسي.. برود الزعصاب تربّع على عرش.. صاحبة الجلالة استمال الرأي العام.. حيث أراد أن يميل استعدى المافيا.. وأفيونها.. ونفخ في أفيون الكرة فزاد في اشتعال لهيبها.. صارع الشيوعيين.. وحارب اليسار استخدم سياسة »فرّق تسدّ« لتشتيت معارضيه.. تغلّب عليه رومانو برودي في الانتخابات فأعاد تفصيل القانون الانتخابي على مقاسه أقام تحالفات بمنطق »الأخذ من كل حزب بطرف«، فربح نصف المصوّتين.. اقترب من الكنيسة فأكمل النصف الآخر، واستحق الإقامة في قصر الحكومة.. *** في إيطاليا... السياسي الناجح هو الذي يمتلك الصحافة ويعرف فن مداعبة الإيطاليين لذلك استمر أندريوتي.. خمسين عامًا ولم يبق برودي.. سوى بضع سنوات أيقن سلفيو.. أن وسامته... عملة قابلة للصرف ومُزاحه.. حاجة شعبية إيطالية ألقى بها.. في المشهد الإيطالي فالتقمتها الحسناوات لم يعبأ برلسكوني.. بصور الصحافة واحتجاجات المعارضة نادى في قومه: »اتركوني وشأني« فازدادت شعبيّته.. واتسعت دائرة منتقديه اخترق »شاب«.. صفوف أنصاره ضربه بمجسّم رخامي فسقط »كافالييري«(1) طريحًا.. *** إيطاليا اليوم تتألم بأوجاع برلسكوني وثِقْلَ ديونها ووضعها الاقتصادي المتأرجح بين قلب سلفيو.. الشاب على الدوام وإيطاليا التي شاخ ساستها ونخبها وارتهنت لأجندة أوروبية تتجاوز معدل السرعة الإيطالية.. *** الإيطاليون.. يحبّون زعماءهم.. بربطة عنق عريضة وعطورات.. »دجيفنشي«.. يصفّقون... إذا دفعوا الضرائب ويمشون بين أروقة الغرام تعلّم الإيطاليون.. مبكرًا أن المال أداة لعلاقة مستحيلة... بين السياسة والعائلة.. وحب النساء لكنهم مع برلسكوني.. اقتنعوا أن »الخلطة« ممكنة رغم أن ضريبتها.. الطلاق.. *** في إيطاليا... لا فرق بين الحكومة... والمعارضة كلاهما يأكل »البيتزا«.. ويتابع »الكالتشيو« ويتبادلان التهم.. في الصحافة لكنهما في الحكم.. »سمن على عسل« إذا بكى رئيس الوزراء.. انزعجت المعارضة وإذا ضحك.. اشمأزت وإذا طلّق زوجته.. غضبت وإذا غادر رئاسة الوزراء.. أعادته وإذا التحق بها مجددًا.. ناكفته لكي تعيده إلى المعارضة... بشروطها لكن برلسكوني... رفض المعارضة... وأحبّ النساء عشق الصحافة... فرفعته إلى الحكم لكنه فشل في إدخالها (بيت الطاعة) فانفرط حبل »صاحبة الجلالة« ليلتف من حول عنقه بصور »داداريا« و»ليتيزيا«.. (1) الكافالييري: هو الفارس باللغة الإيطالية.