قضى أسابيع بأفخم النزل محاطا بجميلات باريس دون أن يدفع «أورو» واحدا حجز أجنحة بنزل 5 نجوم وسيارات ليموزين وعشرات «البوديقارد» ثم ذاب كالملح! الأسبوعي- القسم القضائي ألقت السلط الأمنية الفرنسية منذ أيام القبض على مهاجر غير شرعي (46 سنة) يحمل الجنسية التونسية لتورطه في سلسلة من قضايا التحيل التي تسببت في إفلاس عدد من السماسرة وإصابة عدد آخر بأمراض نفسية قبل أن تصدر السلطات القضائية في شأنه بطاقة إيداع بسجن «فليري -ميروجيس» في انتظار محاكمته. حادث وتشرد وقالت وسائل الاعلام الفرنسية أن «الحارق» التونسي كان يعمل في قطاع البناء ولكن منذ تعرضه لحادث شغل تسبب في إصابته بسقوط بنسبة 100% في احدى العينين انغمس في التحيل فألقي القبض عليه وقضي في شأنه بالسجن لمدة أربعة أشهر. انتحال صفة وبخروجه لم يتحمل حياة التشرد (SDF) فتفتقت قريحته على فكرة غريبة للتحيل فتقمص في الحين شخصية ساعد أيمن لأمير سعودي أو لأمير من دبي أو لشيخ ثري وانطلق في الاتصال بحراس نزل رفيعة الذين يعملون في الوقت ذاته «سماسرة» أو وكلاء خدمات ويعلمهم أن ركب رئيسه واثنين من بناته سيحل خلال 48 ساعة ويأمرهم بحجز جناح بأفخم نزل باريس وسيارة «ليموزين» لاستقبال الضيوف الثلاثة وتعيين مجموعة من الحراس (بوديقارد» لمرافقتهم. كذلك طلب منهم حجز طائرة لنقل الأمير أو الملك (حسب كل عملية) وابنتيه الى الساحل اللازوردي وتسوغ شقة رفيعة في قلب باريس مع الخدم. تخطيط ذكي على الفور سال لعاب الوكلاء الذين حلموا بربح عشرات الآلاف من اليورو خلال أيام فقط وطلبوا من إدارات أفخم النزل بالعاصمة الفرنسية التنفيذ فكان لهم ما أرادوا. المتهم كان يتعامل مع الوكلاء بذكاء نادر كسب بفضله ثقتهم العمياء من ذلك أنه يتصل بهم ويطلب منهم تحديد قيمة مصاريف إقامة الأمير وابنتيه حتى يسلم لهم «الحقيبة» حال وصوله. وبعد عشر دقائق من الاتصال الذي أدخل الفرحة في قلوب الوكلاء (!!) يعيد اتصاله ويطلب منهم الاتفاق مع شركة خاصة بالديكور والاثاث لتأثيث شقة مساحتها 700 م2 كانت ابنتا الأمير اقتنتاها قبل فترة ويأمرهم بأن لا تتجاوز المصاريف المليون يورو (1800 مليون دينار).. رجل «السهرة» بعد نصف ساعة من آخر مكالمة.. وبعد أن يتأكد من نجاح مخططه يتصل بالوكلاء مجددا ويعلمهم بوصوله ويطلب منهم حجز مكان له بنزل من فئة 4 نجوم.. «الحارق» التونسي -حسب وصف الصحف الفرنسية-يظهر في أول السهرة وهو يدخن السيقار.. واضعا نظارات «سارجيو تاكيني» على عينيه.. ماسكا بحقيبة ديبلوماسية قبل أن يفاجئ الجميع ويعلمهم بضياع حقيبته في المطار ويطلب منهم تسديد مصاريف السهرة والاقامة في انتظار استعادته الحقيبة (السيناريو يعاد في كل العمليات) . تأجيل واختفاء لم يرفض الوكلاء أي طلب له ما كان شجعه على مواصلة المخطط فيطلب حاسوبا محمولا وبدلة أنيقة ثم مرافقته في جولة لأفخر الأماكن والملاهي حيث يتناول أشهر وأرفع الأطباق ويشرب الخمور الرفيعة و«الشامبانيا» وتتجمع من حوله أجمل فتيات باريس.. كل ذلك دون أن يدفع ولو «أورو» واحدا قبل أن يعلمهم أن الشيخ مرض وأجّل قدومه ثم يختفي..(!!) إفلاس واضطرابات نفسية جراء عمليات تحيل مماثلة أفلس عدد كبير من السماسرة ووكلاء الخدمات التابعين للنزل الذين اضطروا لدفع كل المصاريف فيما أصيب عدد آخر باضطرابات نفسية.. أما «الحارق» التونسي فهو الآن بصدد قضاء إجازة بسجن «فليري ميروجيس»(!!) ..هكذا ختمت صحيفة فرنسية تعليقها على مغامرات «الحارق» التونسي. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: