حتى وإن كان مشروع إصلاح نظام الرعاية الصحية الامريكي ذاا طابع محلي صرف فإن موافقة مجلس الشيوخ عليه أمس ومن قبل مجلس النواب يعني انتصارا لأوباما الذي جعل من هذا الإصلاح أحد أبرز محاور حملته الانتخابية وبالتالي فإن الموافقة النهائية على المشروع ستكون- كما قيل- هدية أعياد الميلاد للرئيس الامريكي ويؤمل أن تطلق يديه في بقية الملفات وخصوصا الخارجية منها. لقد نجح أوباما في إقناع المعارضين وخاصة بين الجمهوريين حيث كان الفشل بالمرصاد لكل من حاول إضفاء قدر من الاصلاح على نظام الرعاية الصحية من بين أجيال السياسيين منذ عهد الرئيس روزفلت في أوائل القرن الماضي. وفي 14 أوت الماضي لم يتردد أوباما في القول بكل حدة حقيقة كانت تحول دون الاصلاح إذ صرح في اجتماع شعبي »لدينا نظام رعاية صحية يعمل أفضل لمصلحة شركات التأمين أكثر منه لفائدة الشعب الامريكي« وهو ما يعني أنه قرر مواجهة لوبي مؤثر من خلال أنصاره في الكونغرس. وفي حالة المصادقة على المشروع نهائيا قبل حلول العام الجديد يكون أوباما قد كسب معركة كبرى ستسهل له فتح ملفات إصلاحية أخرى بما يكسر القاعدة التي تقول أن لا صوت يعلو فوق صوت اللوبيات في أمريكا. فهل ينجح أوباما على الاقل في ترويض اللوبي الصهيوني ليتمكن من الايفاء بوعده في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية تتوفر على كل مقومات الدولة المستقلة؟