تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوباما وانتخابات الكونغرس: هل يكسب الاستفتاء... أم يصبح «بطّة عرجاء» ؟
نشر في الشروق يوم 03 - 11 - 2010

بدأ الناخبون الأمريكيون أمس في الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مصيرية للكونغرس من المتوقع ان تفضي الى احداث تغيير مهم في الخارطة السياسية وفي موازين القوى الداخلية لما سيكون لها من تداعيات على ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعلى العلاقة بين البيت الابيض والكونغرس... بلا شك سيظل البيت الابيض في يد الديمقراطيين حتى عام 2012 وذلك بصرف النظر عن نتائج الانتخابات النصفية ولكن اذا صدقت التوقعات المتواترة بأن يحقق الجمهوريون فوزا كبيرا في هذه الانتخابات فإن معنى ذلك أنهم سيسحبون البساط من تحت الحزب الديمقراطي وسيزيحونه من القيادة في الكونغرس... وما يعنيه هذا الاحتمال اذا تحقق وهو ما ترجّحه فعلا آخر الأرقام والاحصائيات، هو انه سيصبح باستطاعة الحزب الجمهوري حينئذ تعطيل أي مبادرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سيتحوّل ذلك الى ما يسمّى في العرف الأمريكي (lame duck) أو «البطّة العرجاء» التي لا تستطيع التحرّك بحرية ليس أمرا غريبا ولا فريدا طبعا، في عالم السياسة الأمريكية أن يخسر الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس في انتخابات التجديد النصفي بل هي القاعدة تقريبا رغم الخلط المقصود لخطيّ الحكم في الولايات المتحدة للإيحاء بأن هذه «الهيستيريا الانتخابية» نابعة من ضوابط ديمقراطية في حين أن الواقع يكشف أنهما وجهان لعملة واحدة يتبادلان الأدوار في كل شيء الا في الخطوط الحمراء... لكن من الواضح أن هذه الانتخابات التي تجري بنكهة «الشاي» و«القهوة»، مثلما جاء في شعاري الحزبين المتنافسين، ستكون استفتاء حقيقيا ومؤشرا مهما لتقييم أداء أوباما خلال العامين المنقضيين من «إقامته» في البيت الابيض.. فهل تكون اقامة أوباما هذه مريحة في البيت الابيض خلال العامين المتبقيين من ولايته قبل «رئاسية 2012»... أم أنه س«يرسب» في هذا الاستفتاء... وسيتحوّل بالتالي الى «بطّة عرجاء»؟ هذا السؤال توجّهت به «الشروق» الى شخصيات عربية وأمريكية في هذا العدد الجديد من الملف السياسي... وهم السادة:
الأستاذ سابا شامي (مسؤول في الحزب الديمقراطي الامريكي).
الأستاذ خالد منصوري (مسؤول سابق وناشط في الحزب الجمهوري الأمريكي).
الدكتور صبحي غندور (مدير مركز الحوار العربي الأمريكي في واشنطن).
الأستاذ سمير شركس (رئيس التنظيم الشعبي الناصري بلبنان).
مسؤول في الحزب الديمقراطي: لن نفقد الأغلبية...
تونس (الشروق) :
قال المسؤول في الحزب الديمقراطي الأمريكي سابا الشامي في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف من فرجينيا إن حزبه قد يخسر بعض المقاعد في مجلس النواب الأمريكي ولكنه لن يفقد الأغلبية.
وأضاف ان الديمقراطيين استعدّوا كما يجب لهذه الانتخابات وقاموا بعدة نشاطات في إطار التحضير لهذه المعركة الانتخابية مؤكدا أن المعركة ستكون ذات نتائج مهمة لكنها لن تُضعف موقف الرئيس أوباما ولن تؤثر على سياساته الداخلية والخارجية.
وأضاف أن أوباما انتخب على أساس برنامج انتخابي يقوم على التغيير ويستمر حتى الانتخابات الرئاسية في عام 2012 معتبرا أن البرنامج أيّدته غالبية واسعة من الشعب الأمريكي وبالتالي فهي لن تتخلى عنه في منتصف الطريق ولن تقف في طريقه لأن ذلك لن يكون في مصلحة أي طرف.
ورأى القيادي الديمقراطي ان أوباما حقق اختراقات في عدد مهم من الملفات والمسائل الداخلية والخارجية مشيرا الى ان معالجته لقضية الطرود المشبوهة قوبل بارتياح كبير من قبل غالبية الشعب الأمريكي... فضلا عن ايفائه بوعوده بخفض القوات الأمريكية من العراق وفي تحقيق تقدم على المسار الفلسطيني الاسرائيلي ونجح في التعاطي مع دول أخرى مثل ايران وسوريا وروسيا والصين.
مسؤول سابق في الحزب الجمهوري الامريكي: الشعب الامريكي سيعاقب «أوباما»
واشنطن الشروق :
اعتبر الاستاذ خالد صفوري، المسؤول السابق في الحزب الجمهوري الامريكي في حديث ل «الشروق» عبر الهاتف من واشنطن أن الرئيس باراك أوباما سيمنى بخسارة كبيرة في انتخابات الكونغرس.
وقال إن عدم رضاء الشعب الامريكي على سياسة باراك أوباما ستدفعه الى رد الفعل في هذه الانتخابات.
وأضاف أن الشعب الامريكي سئم الوضع الحالي بعد أن فشل أوباما في ترجمة معظم وعوده خاصة منها تلك المتعلّقة بالاقتصاد فضلا عن المبالغ المالية الطائلة التي تم صرفها دون جدوى اضافة الى ارتفاع معدّل البطالة في الولايات المتحدة بشكل كبير خاصة خلال الفترة التي حكم فيها أوباما.
ورأى أن الرئيس الامريكي الحالي لم ينجح أيضا في حل مشكلة العقار مضيفا أن هذا الفشل ولّد سخطا كبيرا لدى الشعب الامريكي على السياسة المتبعة من إدارة أوباما معتبرا أن الرئيس الأسمر خيّب آمال العديد من ناخبيه بعد سنتين على ولايته.
وفي ردّه على سؤال حول موقفه من تعاطي الادارة الامريكية مع الملفات الخارجية اعتبر الناشط الجمهوري الامريكي ان اوباما أعطى الأولوية للأوضاع في العراق وأفغانستان وفلسطين على حساب القضايا الداخلية التي تهمّ المواطن الامريكي مشيرا إلى أنه حتى ملف التأمين الصحي الذي كان أحد أبرز عناوين حملته الانتخابية أخذ نقاشات مطوّلة لأكثر من عام دون أن يتم احراز أي تقدّم على هذا الصعيد.
وقال إنه على هذا الأساس يرغب الامريكيون اليوم في التغيير ولكن ليس ذلك التغيير البراق الذي وعد به أوباما خلال حملته الانتخابية والذي بقي مجرّد شعار بل ذلك التغيير الحقيقي الذي يربط الاقوال بالافعال...
وأضاف إنه يعتقد أن الامريكيين سيوجهون رسالة قوية في هذا الاتجاه الى ادارة أوباما لمعاقبتها على وعودها الجوفاء.
مدير مركز الحوار العربي الامريكي بواشنطن: الحسم يحدّده «الاقتصاد»... والقضايا العربية في «المزاد»
تونس الشروق :
قلّل الدكتور صبحي غندور، مدير مركز الحوار العربي الامريكي بواشنطن في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف من العاصمة الامريكية من تأثيرات فوز محتمل للجمهوريين في انتخابات الكونغرس على ادارة الرئيس باراك أوباما معتبرا أن الغالبية تتفهّم الآن ظروف السياسة الامريكية حاليا ولن تتخلّى عن دعمه...
الدكتور صبحي غندور رأى أيضا أن القضايا العربية ستؤثر بشكل كبير في نتائج هذه الانتخابات لكنها لن تتأثر كثيرا بنتائجها..
وفي ما يلي هذا الحوار:
كيف تنظر الى انتخابات الكونغرس... وما هي توقعاتك أستاذ صبحي لنتائجها وأبعادها على المشهد السياسي الامريكي؟
بداية لابد من التأكيد على أن هذه الانتخابات ستترك مجموعة من التأثيرات السياسية داخل امريكا لكونها تعد بمثابة استفتاء امريكي على أوباما ولكنها في رأيي تستمدّ أهميتها من احتمالين اثنين وهما:
1) يمكن أن يتكرّر مع أوباما ما حدث مع بيل كلينتون عام 1994 ورونالد ريغن حين أدت آنذاك الى استفادة الرئيس الامريكي منها لما كان الحزب المعارض يسيطر على الحكم.
2) يمكن أن تؤدّي هذه الانتخابات الى تعثر ادارة الرئيس أوباما الذي قد يجد نفسه مكبلا وعاجزا عن تمرير اي قوانين ومشاريع في الكونغرس.
لكن في الحقيقة أنا أميل الى الاحتمال الاول لأنني أعتقد أن هذه الانتخابات ستعطي أوباما فرصا جديدة تمكّنه من التركيز على القضايا الخارجية... لأن الشعب الامريكي يدرك أن أوباما في حاجة الى مزيد من الوقت من أجل العمل على تحقيق وعوده والقيام باصلاحات في الاقتصاد الذي يعتبر الاساس بالنسبة الى الشعب الامريكي الذي يدرك أن مثل هذه الامور لا يمكن ان تحل بين ليلة وضحاها وأن عرقلة الرئيس وتعطيله عن تحقيق أهدافه سيكون الامريكيون هم المتضرّرون الاوائل من ذلك.
تحدّثت عن احتمالين لكن هناك أيضا احتمال ثالث يطل هو الاخر برأسه... أقصد احتمال أن تفضي هذه الانتخابات الى «انقسام تاريخي»، كما ذهبت الى ذلك صحيفة «واشنطن بوست»... ما مدى رجحان هذا السيناريو وماذا عن تأثيراته المحتملة على أجندة أوباما؟
هو في الحقيقة حتى لو فاز الجمهوريون في مجلس النواب فإن الاغلبية ستبقى للديمقراطيين في مجلس الشيوخ... ومثل هذا الامر سيؤدّي الى حالة تأرجح وانقسام وشلل ويمكن ان يتكرّر ما حدث في السابق مع ادارة كلينتون حين تم تجميد بعض المؤسسات الحكومية جرّاء حالة الشلل التي أدّت إليها انتخابات الكونغرس في ذلك الوقت.
أي حضور للقضايا العربية في ميزان هذه الانتخابات والى أي مدى يواجه أوباما تحديا على هذا المسار برأيك؟
بالتأكيد القضايا الخارجية مهمة جدا في هذه الانتخابات لأن نجاح أوباما في التعاطي معها يعبّد أمامه الطريق على صعيد التعامل مع الأوضاع الاقتصادية وغيرها من القضايا التي تثيرها المعارضة... فمثلا حين يكون هناك تفاهم بين إيران وأمريكا وحين يكون هناك تقدّم سياسي في فلسطين والعراق وأفغانستان فإن ذلك سينعكس إيجابيا على الولايات المتحدة وعلى وضع إدارة الرئيس باراك أوباما على وجه التحديد.
تحدّثت عن تأثير القضايا العربية في انتخابات الكونغرس لكن ماذا عن تأثير النتائج المحتملة لهذه الانتخابات على القضايا العربية؟
التأثير سيكون محدودا على السياسة الخارجية لأن كل الملفّات الخارجية هي بيد الادارة الامريكية وليست بيد الكونغرس... صحيح سيكون من الصعب على أوباما في حال فشل في انتخابات الكونغرس، تحصيل أموال سياسته الخارجية ولكن ذلك لن يعطّل أهدافه بشكل كبير...
سياسي لبناني: الارهاب «حصان طروادة»
٭ تونس «الشروق»: حوار: أمين بن مسعود
اعتبر رئيس «التنظيم القومي الناصري» في لبنان سمير شركس أنه لا فرق بين الحزب الديمقراطي والجمهوري في مقاربتهما للقضايا العربية والإسلامية وفي وقوفهما الأبديّ لصالح الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن الحزب الديمقراطي استغل كافة المسائل وأهمها على الاطلاق «قضايا الارهاب» وفبركها ووظفها في الانتخابات الجزئية الأمريكية.
وأوضح شركس في حديث ل«الشروق» من العاصمة اللبنانية بيروت ان تداعيات الانتخابات الجزئية على المنطقة العربية بدأت تظهر من خلال قضية الطرود الملغومة.
قضايا مفتعلة
وقال شركس: «هذه القضية هي نتاج السياسات الأمريكية في المنطقة والأمريكان يحاولون دائما استغلال قضايا الارهاب وتوظيفها للنيل مجددا من منطقتنا العربية ولاستنهاض الرأي العام الأمريكي، فهي إذن قضايا مفتعلة من أجل دعم حظوظ باراك أوباما الانتخابية».
وأضاف ان تأثيرات الانتخابات لم تقف عند هذه القضية المفبركة بل تجاوزتها لتشمل لبنان حيث سعت الزيارة الأخيرة للمسؤول الأمريكي جيفري فيلتمان إلى بيروت إلى تخريب الاتفاق السعودي السوري الذي يعمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.
وتابع أن الإدارة الأمريكية الحالية لن تتردد في استخدام حكم إعدام طارق عزيز (المسؤول العراقي السابق البارز) ورفاقه الأربعة كورقة انتخابية مربحة، مشيرا إلى انه من المرجح نجاح أوباما وفوزه في الانتخابات النصفية.
وأوضح ان كل هذه الوقائع تبين الوزن السياسي الكبير للقضايا العربية والاسلامية في الانتخابات الأمريكية.
وجهان لعملة واحدة
وأكد انه لا فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين بل هما وجهان لعملة واحدة وتابع ان التباين الوحيد متمثل في أن الجمهوري يريد ان يأكل العربي كوحش مفترس فيما الديمقراطي يريد التهام العربي بالشوكة والسكين.
وأوضح أن الصراع القائم بين الديمقراطيين والجمهوريين والمجسّد أساسا في التباين في الرؤى والأساليب بين المؤسسة العسكرية «البنتاغون» ووزارة الخارجية هو صراع يدور حول المصالح المالية والثروات ولا يمت بأية صلة لمصحلة المواطن الأمريكي.
وفي تعليقه على ظهور مجموعات سياسية أمريكية صغيرة تقوم على أساس بلورة مواقف متباينة من الإسلام والإنسان الأجنبي (حزب القهوة والشاي) أكد شركس ان هذه الأحزاب في المحصلة هي صنيعة الأحزاب الكبرى الأمريكية وهي بالتالي خاضعة لمصالحها الآنية وتعمل على تسهيل تغلغل الدور الأمريكي في المنطقة العربية باعتبار أن الجذور العربية لمؤسسي «حزب القهوة» وهو الحزب الذي يدّعي مناصرته للقضايا العربية بعيدة جدا.
وأضاف ان هذا الدور المشبوه لهذه الأحزاب لا يعني أنه لا توجد أطراف عربية في أمريكا تعمل على مناصرة الحقوق العربية والإسلامية وعلى تشكيل «لوبي عربي» ضاغط ومؤثر في السياسة الداخلية والخارجية الأمريكية.
6 وجوه انتخابية فى رحلة سطوع وخفوت
٭ تونس «الشروق»:
لا تقتصر أهمية انتخابات الكونغرس على كونها اختبارا للإدارة الحاكمة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، إذ تكتسب أهمية إضافية لكونها فرصة لبزوغ نجوم سياسيين ربما يقود الطموح أحدهم إلى البيت الأبيض يوما ما، مقابل سياسيين بارزين «يلقون حتفهم» سياسيا في المعركة الانتخابية إن عجزوا عن الحفاظ على ثقة ناخبيهم. وهذه قائمة بشخصيات يتوقع دخولها أو خروجها من الساحة السياسية عبر بوابة انتخابات الكونغرس.
نانسي بيلوسي
زعيمة الأغلبية الديمقرطية في مجلس النواب؛ مما جعلها أول سيدة تتولى أرفع منصب سياسي في هيكل الحكم الأمريكي، وهو رئاسة هذا المجلس. وتعتبر بيلوسي (ولاية كاليفورنيا) إحدى الركائز الأساسية لإدارة الرئيس أوباما، حيث أسهمت في الدفاع عن الكثير من مشروعات القوانين الإصلاحية التي طرحتها الإدارة الديمقراطية، وهي من الشخصيات المتمتعة بشعبية كبيرة مكنتها من جمع 52.3 مليون دولار لتمويل حملات مرشحي الحزب. لكنها من الشخصيات المتوقع مغادرتها الحياة السياسية بعد أن حولتها «هجمات» الجمهوريين إلى شخصية مكروهة، حيث صوروها كنخبوية سعت إلى فرض تشريعات يرفضها الشعب.
رام إيمانويل
كبير موظفي البيت الأبيض سابقا، والمرشح الديمقراطي القوي لمنصب حاكم ولاية شيكاغو المعروفة بأنها أحد معاقل الحزب الجمهوري الرئيسية. ويرى المراقبون أن أمام إيمانويل فرصة كبيرة لقلب المعادلة في هذه الولاية لصالح الحزب الديمقراطي؛ نظرا لما يتمتع به من شعبية واسعة بين الأمريكيين، إضافة إلى أن كونه يهوديا سيجعله أكثر قدرة على استقطاب الصوت اليهودي المؤثر في شيكاغو.
سارة بالين
وجه قديم جديد؛ فقد أطلت على الساحة السياسية بقوة في انتخابات الرئاسة عام 2008، عندما خاضت السباق على منصب نائب الرئيس في مواجهة السيناتور جون ماكين. وبالرغم من خفوت نجم سارة بالين (ولاية الاسكا) إثر هزيمة الجمهوريين أمام أوباما وجوزيف بايدن، إلا أنها عادت إلى السطوع مجددا، حيث تحظى بشعبية واسعة بين الناخبين المحافظين والمتشددين. وقد أسهمت في تأسيس تيار «حزب الشاي» اليميني، ثم دعم مرشحيه. ويرى المراقبون أنها تتمتع بحظوظ كبيرة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة في مواجهة أوباما.
ميغ وايتمان
وجه جديد على الساحة السياسة، ولكنه ليس جديدا على الأمريكيين، فهي الرئيسة السابقة لموقع «إي باي» للمزايدات على الإنترنيت، وهي أحد أغنى الشخصيات الأمريكية، إذ تقدر ثروتها بنحو 1.2 مليار دولار. وميغ مرشحة الحزب الجمهوري لخلافة ممثل أفلام الحركة الشهير أرنولد شوازينيغر في منصب حاكم كاليفورنيا، وهي أول امرأة يرشحها الجمهوريون لشغل هذا المنصب.
كريستين أودونيل
مرشحة تيار «حزب الشاي» في ولاية ديلاور، ورغم كونها مبتدئة في عالم السياسة فإنها حققت فوزا ساحقا في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية على حساب السياسي المخضرم مايكل كاسل، الذي شغل مقعدا في مجلس النواب لتسع فترات (18 عاما)، وهو حاكم ولاية سابق محبوب، ويعد من آخر الجمهوريين المعتدلين في الكونغرس. وتعتبر أودونيل صنيعة سارة بالين، التي دعمتها بشدة خلال الانتخابات التمهيدية. وقد أثارت أودونيل الجدل بما كانت معروفة به خلال أيام دراستها من ممارستها لأعمال السحر والشعوذة.
هاري ريد
زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، ومرشح حزبه عن ولاية نيفادا، التي يواجه فيها منافسة شرسة من مرشحة «حزب الشاي»، شارون أنغيل، التي دعت في إحدى جولاتها الانتخابية إلى وقف ما أسمته «أسلمة الولايات المتحدة الأمريكية». هاري ريد أحد أقوى المؤيدين للرئيس أوباما، إلا أن كتابه «لعبة التغيير»، الذي تناول فيه الحملة الرئاسية عام 2008 أثار جدلا واسعا لقوله إن أوباما، المولود من أب كيني أسود وأم بيضاء، تمتع بشعبية لدى الناخبين لكون «بشرته فاتحة، ولم يستخدم (أوباما) تعبيرات صادرة عن رجل أسود إلا إذا أراد ذلك». ورغم اعتذاره عن هذه العبارات إلا أن الجمهوريين وصفوها بالعنصرية، واتهموا الديمقراطيين بتبني «معايير مزدوجة»، مطالبين ريد بالاستقالة.
مصير أوباما بين «الساحرة» و«الماركسي»
٭ تونس «الشروق»:
لم تتوقع ولاية «ديلاوير» الأمريكية أن تكون وسط عاصفة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، إذ سيعود إليها حسم مصير مجلس الشيوخ، بين إبقاء غالبيته في عهدة الحزب الديمقراطي أو تحولها الى الجمهوريين، مما استدعى توجه الرئيس باراك أوباما الى «ديلاوير» في محاولة لاجتذاب ناخبيها الى حزبه.
في معركة «ديلاوير» وجهان استثنائيان هما: اليمينية كريستين أودونيل «الساحرة» التي اتهمت بممارسة الشعوذة في شبابها، والديمقراطي كريس كونز العائد من كينيا بحلة «ماركسية» ولحية طويلة.
«ديلاوير»، ثاني أصغر ولاية في الولايات المتحدة (أقل من مليون نسمة) هي الساحة الشرقية الأكثر سخونة وإثارة لانتخابات الكونغرس، والتي مثلها في المجلس لفترة طويلة جوزيف بايدن نائب الرئيس.
ويعود الاهتمام الشعبي والإعلامي بالمعركة في الولاية الى خلفية المرشحين في ظل تناقضات المشهد السياسي الأمريكي الجديد، المتمثلة في صعود حركات شعبوية مثل «تي بارتي» (حزب الشاي) والتحولات بعد انتخاب أوباما رئيساً.
وشكل وصول المرشحة الجمهورية كريستين أودونيل الى مرحلة المنافسة بعد فوزها على ابن المؤسسة الحزبية مايك كاسيل في التصفيات داخل الحزب الشهر الماضي، مفاجأة مدوية تخطت أصداؤها حدود بلدات الولاية ونقلت المعركة أمام الديمقراطي كونز، الى مستوى وطني.
وتأتي أودونيل، المدعومة من «تي بارتي»، من خلفية غير تقليدية، فإضافة الى ممارستها السحر والشعوذة خلال سنوات تحصيلها الجامعي، انغمست لاحقاً في فضائح مالية مع هيئة الضرائب، كما انها فشلت في ثلاث دورات انتخابية متتالية.
أما كونز، المتقدم في الاستطلاعات بفارق مريح (عشر نقاط) فيحمل في جعبته إرثاً سياسياً يساريا، غير مألوف لدى كثيرين من الأمريكيين.
أسرار صراع «حزب الشاي» و«حزب القهوة»
٭ تونس «الشروق»:
مع انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بزغ نجم جماعة سياسية جديدة لا ترقى إلى مرتبة الأحزاب، وتطلق على نفسها «حزب الشاي».
وهي جماعة تتبنى فكراً يمينياً متطرفاً، واقتبست اسمها «حزب الشاي Tea party» من احتجاج شعبي قام به الأمريكيون عام 1773 اعتراضاً على فرض البرلمان البريطاني ضرائب على الشاي المصدر إلى المستعمرات الأمريكية، وقاموا خلاله بالاستيلاء على ثلاث سفن بريطانية في ميناء بوسطن، وألقوا بصناديق الشاي في المياه، لتنطلق بذلك الثورة الأمريكية ضد الاستعمار البريطاني.
ولم يكن ظهور «حزب الشاي» مفاجئاً، فبدايته تعود إلى فترة الأزمة المالية العالمية الطاحنة والتي بلغت ذروتها عام 2009 وشهدت تدخلاً من الحكومة الأمريكية لدعم البنوك والشركات من أجل إنقاذ الاقتصاد. واستغل أعضاء هذا الحزب الأزمة لشن هجوم شرس على الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسياسته وركزوا أفكارهم على رفض تدخل الحكومة الفدرالية في إدارة الاقتصاد، ورفض زيادة الضرائب على الأغنياء، ورفض تدخل الحكومة في الشؤون الخارجية كالحروب في العراق وأفغانستان.ويثير صعود «حزب الشاي» مخاوف المسلمين في الولايات المتحدة، خاصة أن أعضاء هذه الحركة تمكنوا من التغلب على بعض الوجوه الجمهورية التقليدية ذات الشعبية في الانتخابات المؤهلة لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس. ولأن العادة الأمريكية جرت على أن كل حزب أو جماعة سياسية يجب أن يكون لها منافسها فقد ظهرت حركة مضادة «حزب الشاي» هي «حزب القهوة»، لمحاربة «حزب الشاي» وأفكاره.
وتم تأسيس حركة «حزب القهوة» من المهاجرين، ورفعوا شعار «استيقظ وتأهب»، ولعل ذلك جعل البعض ينظر إلى المعركة ما بين الشاي والقهوة على أنها لا تتعدى كونها نوعاً من الفكاهة. لكن انتخابات الكونغرس القادمة بعد أسبوعين قد تثبت أن الأمر أكثر من مجرد مزحة سياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.