تونس - الصباح: في خبر غريب ويجانب مضمونه الحقيقة والواقع، سببها بالتأكيد الاستناد إلى معطيات مغلوطة، أوردت صحيفة »الهدّاف« الجزائرية مقالا تهجّمت فيه على التحكيم التونسي وكالت له اتهامات خطيرة. إليكم أوّلا النص الحرفي للمقال، وسنتولى بعد ذلك التعليق عليه بجملة من الملاحظات: تونس - (خاص يوروسبورت عربية) أزمات مستمرة يعيشها مجال التحكيم في تونس، حيث يتم التشكيك باستمرار في كفاءة الحكم التونسي الذي يدير المباريات المحليّة مما يفسر العنف والشغب الجماهيري الدائم في المدرجات والتي تدفع دائما بعدم كفاءة ونزاهة بعض الحكام في مختلف البطولات وخاصة بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. أثير مؤخرا ملف اجتمعت بين ثناياه فضائح البعض ممن يقال أنهم يشترون ذمّة بعض الحكام لضمان النتائج وهو ما يؤثر في ترتيب الفرق، وأسفر عن هذا الملف استقالة السيد عبد السلام شمام المسؤول الأول عن قطاع التحكيم بعد مد وجزر واحتجاجات كثيرة، وخلفه السيد الناصر كريم الحكم السابق مؤقتا كرئيس للجنة الفدرالية للتحكيم! ولكن الشعرة التي قسمت ظهر التحكيم التونسي كانت اتهام السيد زين العابدين الوسلاتي الكاتب العام للنادي الإفريقي المباشر للسيد عبد السلام شمام بمحاباة نادي الترجي الرياضي التونسي باختيار الحكم عواز الطرابلسي الذي أدار المباراة التي جمعت الفريقين، حيث ألغى الحكم ضربتي جزاء لصالح الإفريقي كانتا حسب شهادة عديد الحكام السابقين شرعيتين وذلك باعتبار أن نجل السيد عبد السلام شمام »خليل شمام« هو أحد لاعبي نادي الترجي الرياضي التونسي الذي أشيع أنه قاطع التمرينات وقطع كل اتصال بينه وبين إدارة نادي الترجي بعد الضجة الإعلامية التي تناولت الموضوع والحملة الشرسة التي طالت والده وطالته، وهو ما عاد لينفيه خليل من خلال مباشرته للتمارين. وهكذا أصبح مجال التحكيم في تونس تحت رحمة القيل والقال وعرضة للبيع والشراء والمحاباة والتلاعب بالنتائج حسب ما يشيعه البعض مما جعله يخضع هذه الأيام لجراحة دقيقة تحت المجهر، وما تزال الأيام حبلى بالتفاصيل...! ** إلى هنا ينتهي المقال وأكيد أنكم تفطنتم باندهاش كبير إلى أنه تضمّن ما يفيد أن دربي الترجي والإفريقي قد أداره الحكم التونسي عوّاز الطرابلسي، والحال أن الحكم البرتغالي كوستا هو الذي استنجدت به الجامعة لادارته، كما أن تحكيمنا وان لا يخلو من بعض المظالم مثلما هو الشأن في شتى أنحاء العالم فلا تشوبه - خلافا لما ورد في المقال - فضائح تتعلق بشراء ذمّة الحكام لضمان النتائج. فلمَ كل هذا التّجني على التحكيم التونسي؟!!