تغيير القوانين بخصوص حصص عمل الإطار الطبي وشبه الطبي من الأمور الأساسية تونس الصباح: أفاد الدكتور حسن بن إبراهيم المسؤول عن برنامج تأهيل المؤسسات الاستشفائية العمومية بوزارة الصحة العمومية. أن عمل العيادات الخارجية بنظام الحصتين (صباح ومساء)، يأتي ضمن الإجراءات الرئاسية التي تم إقرارها في القطاع الصحي العمومي بخصوص تأهيل كافة المؤسسات الاستشفائية وتطوير برامج عملها على غرار نشاط كافة المؤسسات الأخرى. وبين أن هذا البرنامج مازال في مراحله الأولي، حيث يغطي العمل به إلى حد الآن نسبة 30 في المائة فقط، وعلى أقصى تقدير، من نشاط المؤسسات الصحية التي تم بدء عملها بهذا النمط. وأفاد أن هذا البرنامج سيمتد تطبيقه على 5 سنوات نظرا لما يتطلبه من تراتيب وكفاءات بشرية وخطط ليصبح معمولا به في كل المؤسسات على اختلاف أحجامها واختصاصاتها وأماكنها على تراب البلاد. وبين أن تطبيق هذا البرنامج قد أنطلق داخل مراكز الصحة الأساسية الكبرى منذ فترة ليست بالطويلة، لكن نشاطها هذا النشاط مازال جنينيا ومحتشما، بسبب جملة من الاعتبارات والأسباب التي يتطلبها نظام العمل بالحصتين. كما أكد أيضا أن بعض الهياكل الإستشفائية قد انخرطت في هذا التوجه وتسهم في تطبيقه الآن، وهي تلك التي تمثل الخط الأول أو الواجهة الأولى لاستقبال المواطنين سواء في الجهات أو على مستوى اختصاصاتها العلاجية. ويجري الآن العمل طبق ما أفادنا به الدكتور حسن بن ابراهيم على تطوير، ووضع القواعد الأساسية لهذا البرنامج، حيث يقع حاليا جمع المقترحات الخاصة بطلب الموارد اللازمة المادية والبشرية، وإعداد خطة تعميم تتوفر فيها كل اللوازم والإمكانيات لإنجاحه. الخطة وتطبيقها في المستشفيات وبين أنه - على مستوى المستشفيات الجامعية والجهوية - سيتم تطبيق نظام عمل العيادات الخارجية بالحصتين باعتماد مباشرة الاختصاصات الأكثر أنشطة، أما بخصوص المستشفيات المحلية ومراكز الصحة الأساسية فإن هذا النظام سيتم تطبيقه ضمن 3 اختصاصات تتوزع نوعيتها حسب كل مستشفى والامكانيات التي تتوفر بداخله, وأكد أن الهدف الأولي ضمن تعميم نظام عمل العيادات الخارجية في المؤسسات الصحية بنظام الحصتين سيكون في البداية بالعمل على إرساء 5 أنواع نشاطات أساسية، على اعتبار أنها الأكثر طلبا وتواترا أنواع المرضى بخصوصها، وهو هدف عام سيفضي في مرحلة أولى إلى إتاحة خدمة المريض في ظروف ووقت أوسع وأهم، وكذلك إلى جانب العمل على التقليص من مظاهر الإكتظاظ التي أفرزتها العيادة الصباحية الواحدة. وبين أن إعتماد التجربة في بعض المؤسسات الإستشفائية أكد أهمية توزيع العيادات على الصباح والمساء وذلك على الرغم من محدودية الإقبال على الحصة المسائية التي لم تدخل في تقاليد وعادات المواطنين من ناحية، لم تتعد نسبها في بعض المؤسسات الاستشفائية بعد نسبة 3 أو 4 أو 5 في المائة من جملة العيادات اليومية داخلها. مراحل تطبيق البرنامج ومتطلباتها وبين الدكتور حسن بن إبراهيم أن هذا البرنامج يتطلب وعيا شاملا وتحسيسا بأهميته على مستوى المواطن والاطار الطبي وشبه الطبي، وهو سيحدث نقلة شاملة في آداء قطاع الصحة العمومية على مستوى عياداته الخارجية . كما أكد أنه لابد أن يقوم على نظام إعلامية شامل وهو ما يجري أرساؤه حاليا يربط بين المؤسسات الاستشفائية خاصة في ما يتعلق بتوزيع مواعيد حضور المرضى وتوزيعها على الحصتين وحسب مواقيت مضبوطة أيضا وهذا ما يجعل اعتماده يتطلب وقتا وإرادة شاملة للتطبيق. كما أفاد أن البرنامج يتطلب تغييرا في القوانيين على مستوى الحصص الأسبوعية في عمل الإطار الطبي وشبه الطبي، وكذلك إعادة توزيعها بما يتماشى وهذا البرنامج، وبين أن العمل يجري الآن باعتماد 10 حصص أسبوعية، ولابد أن تخضع هذه الحصص في تطبيقها إلى نظام جديد يقوم على تقسيمها بين 7 صباحية و3 مسائية بالنسبة لكافة الإطار العامل في هذه المؤسسات على اختلاف أحجامها وأماكنها. ولم يخف الدكتور بن إبراهيم ضغط النقابات الأساسية في القطاع بخصوص معارضة تطبيق هذا البرنامج، لكنه أكد أن عملا جماعيا يجري لتجاوز هذا الإشكال، وهو ما تمّ قطع مراحل بشأنه لحد الآن. وأفاد في الأخير أن ملامح هذا البرنامج وطرق تنفبذه سيتم تقديمه كاملا خلال الأسبوعين القادمين على أقصى تقدير، ولعل مرونة تطبيقه التي تمند على 5 سنوات سوف تذلل كل الصعوبات الحاصلة حوله وتضعه على بسطة التطبيق بشكل تام وشامل.