مصادر وزارة الصحة العمومية: «عدم إقبال المواطنين على مثل هذه العيادات نتيجة تعوّدهم على العيادات الصباحية» تونس - الصباح: نظرا لشدة الاكتظاظ الذي تشهده المؤسسات الصحية تم الشروع في العمل بالعيادات الخارجية بعد الظهر في عدد من المؤسسات العمومية للصحة منذ شهر فيفري 2000 واستفسارا عن تقييم لهذه التجربة أفادتنا مصادرنا بوزارة الصحة العمومية أن عملية التقييم لم تنته بعد وأن التجربة هي الآن على بساط الدرس والتقييم. واستفدنا من المصادر نفسها أنه في إطار الرفع من مردودية الهياكل الصحية ومراجعة نظام العمل بالمستشفيات العمومية أقر منشور وزير الصحة العمومية المؤرخ في 27 أكتوبر 1992 جملة من الإجراءات من ضمنها إحداث العيادات الخارجية بعد الظهر وقد دعم هذا التمشي المنشور المؤرخ في 8 مارس 1998. وقد انطلق العمل بالعيادات الخارجية بعد الظهر في شهر فيفري 2000. وخلال سنة 2007 دعت وزارة الصحة العمومية المؤسسات العمومية للصحة والمستشفيات الجهوية وعددها 54 مؤسسة الي اعداد برنامج عمل العيادات الخارجية بعد الظهر في الاختصاصات التي تشكو اكتظاظا في الحصة الصباحية. وأفادتنا مصادرنا أن هذا البرنامج يأخذ بعين الاعتبار عدة عناصر يتمثل أولها في أن تكون العيادات الخارجية بعد الظهر عيادات متابعة لا تتطلب في أغلب الأحيان اللجوء إلى الاقسام الفنية من تحاليل وتصوير بالأشعة باعتماد المواعيد المسبقة. كما يجب أن تؤمن هذه العيادات من طرف طبيب صحة عمومية أو مساعد استشفائي جامعي في الطب. وتشمل العيادات الخارجية بعد الظهر القاطنين داخل المنطقة الجغرافية المجاورة مباشرة للمؤسسة الاستشفائية أي أنه يتم التثبت من بطاقة التعريف الوطنية للمريض وتبين مكان إقامته فإذا كان على مقربة من المؤسسة الصحية فإنه يتم تمكينه من موعد بعد الظهر. مواعيد العيادات الخارجية بعد الظهر يجدر التذكير بأن العيادات الخارجية بعد الظهر تنظم من الساعة الثانية إلى الساعة الخامسة بعد الظهر على الأقل على أن تتواصل خلال شهر رمضان والفترة الصيفية مع تعديل وقت تنظيمها. وينطلق التسجيل على المنظومة الاعلامية ابتداء من الساعة الواحدة ظهرا حتى يتم اعتبارها عيادات خارجية بعد الظهر. ويمكن الاشارة إلى أنه يتم اعتماد بطاقة مواعيد مغايرة من حيث اللون للبطاقة العادية حتى يتم التفريق بين مرضى العيادات الصباحية ومرضى عيادات بعد الظهر. وعلمنا أن عديد المؤسسات الصحية استجابت لنداء إرساء عيادات خارجية بعد الظهر وقد مدت هذه المؤسسات وزارة الصحة العمومية ببرامجها. وفي انتظار الانتهاء من عملية تقييم التجربة قالت مصادرنا بوزارة الصحة العمومية أن أهم عائق لهذه التجربة هو عدم إقبال المواطنين على مثل هذه العيادات الخارجية بعد الظهر وبين أنهم تعودوا على العيادات الصباحية وهم يفضلون قضاء شؤونهم صباحا والعودة بعد الظهر إلى منازلهم. ولا شك أن إرساء العيادات الخارجية سيساهم في الحد من ظاهرة الازدحام التي تشهدها جل المؤسسات الصحية العمومية والمستشفيات الجهوية وستقلص من كثرة الانتظار وطول الطوابير ولكن هذا لن يتحقق الا بإقبال المواطن على هذه العيادات.