تونس الصباح صرخة اطلقها طلبة الاقسام النهائية من المعاهد العالية للدراسات التكنولوجية من المنظومة القديمة جراء امكانية الرسوب التي تؤدي الى خسارة ما يعادل سنة ونصفا من العمر نتيجة انتقالهم الى المنظومة التعليمية الجديدة »إمد« ووفقا لذلك تتعالى الاصوات في صفوف الاوساط الطلابية عن مصيبهم في حال رسوبهم والحلول التي قد تقدمها الوزارة لتجاوز هذه الوضعية. يعيش طلبة هذا الاختصاص سنتهم الاخيرة وسط اجواء يشوبها القلق والتوتر. فعلاوة عن امكانية الرسوب التي تعني ضمنيا خسارة سنة ونصف السنة فان الرسوب يعني الانتقال الى منظومة جديدة تتضمن معايير ومناهج تعليمية حديثة مما يجعل امكانية التأقلم مع الاجواء الدراسية الجديدة صعبة. وهو ما عبرت عنه فادية طالبة بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية (اختصاص اعلامية تصرف) حيث تبين ان السنة النهائية هي سنة صعبة للغاية، فالاعصاب مشدودة لتقديم الافضل حتى لا يقع الطالب فريسة الرسوب لاسيما انه يخول الانتقال الى منظومة مغايرة يصعب الاندماج معها والتعرف على مختلف جوانبها وتساندها في القول زميلتها مريم التي تعتبر ان عملية النجاح والمراجعة هذه السنة تحديدا يشوبها القلق والتوتر والرغبة الجامحة في النجاح خاصة انها سبق لها الرسوب وامكانية تكرار التجربة يعني خسارة سنوات اخرى مع حتمية التأقلم مع منظومة لا تزال تكتسي طابع الغموض. رغبة في النجاح يبقى اذن هاجس طلبة معاهد الدراسات التكنولوجية هو تحقيق النجاح فهو طوق النجاة الوحيد الذي يجنبهم هذه الوضعية الحرجة الامر الذي لفت انتباه بعض الاوساط التربوية. وهو ما تؤكده الآنسة ايمان بن صالح استاذة جامعية حين ترى ان طلبة هذه المرحلة هم اكثر جدية لاسيما ان الخوف والقلق سيد الموقف امتزجا بالرغبة الجامحة في النجاح. وفي خضم هذه الاجواء التي يعيشها الطلبة يطرح جدل عميق داخل هذه الاوساط التربوية. ويتمثل اساسا في امكانية تعامل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي بصفة استثنائية مع هؤلاء الطلبة. من ذلك توفير كل السبل لعدم ادراجهم بالمنظومة القديمة. وفي هذا الصدد يتبين ايمن طالب الاعلامية ان الوزارة يجب ان تراعي طلبة الاقسام النهائية بهذه المعاهد كأن تقر مثلا دورات تدارك استثنائية لتضمن نجاح اكبر عدد من الطلبة المدرجين بالمنظومة القديمة. الرسوب يفتح آفاقا وسط احتجاجات الطلبة وقلقهم ومطالبتهم بحلول تضمن عدم التحاقهم بمنظومة »إمد« في حال رسوبهم، يبقى الامل قائما في ما قد تسنه الوزارة من قرارات تضمن تجاوز هذه الوضعية. وفي هذا السياق بين مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي ان امكانية الرسوب بالنسبة لطلبة الاقسام النهائية في المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية تتيح لهم فرصة التمتع بشهادة مدرجة بالنظام الجديد (إمد) الذي يفتح آفاقا واعدة في سوق الشغل. ثم إنّ امكانية خسارة سنة ونصف السنة يضاهيها الانتفاع بشهادة اكثر قيمة (باكالوريا + 3 سنوات) عوضا عن نظام السداسيات المدرج في المنظومة القديمة. وعلاوة على ذلك فان هذه الشهادة الجديدة تفتح آفاقا عديدة من ذلك امكانية الالتحاق سريعا بسوق الشغل عبر نظام التربصات الذي يعد للحياة المهنية والذي تراهن عليه منظومة إمد. ويؤكد نفس المصدر انه يتردد في الاوساط الطلابية تعمد بعض الطلبة الرسوب هذه السنة حتى يتمكنوا من الانتفاع بامتيازات »إمد« نظرا لانه يضمن علاوة على التحاقهم بمنظومة عصرية ومتطورة امكانية الترشح للكاباس. وعن المناهج التي قد تعتمدها الوزارة في حال رسوب هؤلاء الطلبة يوضح نفس المصدر ان الوزارة وضعت آليات مرتبة لادراج الطلبة في منظمومة إمد. من ذلك تثمين مكتسباتهم في النظام القديم وادراجها في اجازات نظام إمد.