تونس - الصباح: تشرع «الصّباح» بداية من اليوم، في إجراء حوارات مع المرشحين لرئاسة عمادة المحامين أو أحد هياكلها الجهوية، في مسعى لتقديم صورة عن الخارطة الانتخابية للمحامين وأجندا المرشحين. وسيكون الأستاذ بديع جراد، أول الذين أجرينا معه حوارا في سلسلة الحوارات المبرمجة، باعتباره أحد أصغر المرشحين، ومن الذين «يناهضون» مسألة التوظيف السياسي لمهنة المحاماة، إلى جانب «طرافة» مبادرته التي يشرحها في هذا الحوار..
أطلق الأستاذ بديع جراد، أحد المرشحين لرئاسة هيئة المحامين، مبادرة للمصالحة بين المحامين والسلطة تحت عنوان: «نداء من أجل الحوار والمصالحة بين هيئة المحامين والسلط» تهدف بالأساس، إلى وضع حدّ للخلاف بين الطرفين.. وشرع الأستاذ جراد منذ بضعة أيام في تجميع التوقيعات من المحامين لعريضة ترمي إلى «إجراء مقابلة بين وفد من المحامين ورئيس الدولة». لبسط مشاغل الهيئة قبيل الانتخابات المقررة في نهاية شهر جوان القادم. وقال بديع جراد في حوار مع «الصّباح»، أن هذه المبادرة تأتي تلبية لقسم من المحامين الذين يراهنون على مؤسسة الرئاسة في إيجاد حلول لاشكاليات كثيرة مطروحة في ساحة المحاماة منذ عدة سنوات. وأوضح أن ثمة «بعض الأطراف التي تعمل على منع وجود علاقة بين الهيئات المستقلة والسلط». وقال جراد أن المبادرة تهدف إلى «المصالحة والوئام بين تيارات المحامين، إلى جانب إعادة الاعتبار للعميد الحالي (السيد عبد الستار بن موسى)، وتعبيد الطريق السالكة أمام العميد المقبل لكي تتوفر له ظروفا أفضل للحوار مع السلطة»...
لا للتوظيف السياسي وتأتي هذه المبادرة، في وقت يحتد فيه النقاش صلب عمادة المحامين حول العلاقة بالسلطة، ومسألة «تسييس المهنة» وما يوصف ب«تحزيب العمادة»، ودور العميد القادم... ويرفع جراد، الذي ترشح لأكثر من مرة لعمادة المحامين من دون أن يفوز بمقعد، شعار «لا للتوظيف السياسي للمحاماة»، قائلا في هذا السياق «عميد هيئة المحامين مطالبا بأن يكون قريبا من أصحاب القرار السياسي، بغاية إيجاد الحلول وتجاوز الاشكاليات المطروحة داخل ساحة المحاماة»، وأضاف: «المجتمع بحاجة إلى عميد محايد وغير متحزّب، ولا يتلقى إملاءات حزبية من أي فصيل سياسي كان». وشدد الأستاذ بديع جراد، المعروف بإطلاقه المبادرات صلب المحامين، على ضرورة إرساء آلية للحوار فيما بين المحامين، وكذلك بين الهيئة ولاسلطة، إذ «بالحوار والمصالحة والنقاش الهادئ وغير الحزبي أو المسيّس، يمكن التوصل إلى حلول لقضايا المهنة وإشكالياتها». خارطة طريق للعمادة وحول برنامجه الذي يطرحه على المحامين للفوز بالعمادة، قال جراد، ستكون أولى التحركات، «عقد جلسة عامة خارقة للعادة لاستشارة الزملاء حول أولوية الأولويات للعمادة»، وذلك باتجاه وضع ما وصفه ب«خارطة الطريق» للعميد الجديد. وأعلن عن نيته «إنشاء هيئة استشارية»، تتشكل من العمداء السابقين وبعض «شيوخ المهنة»، والمترشحين للعمادة ممن لم ينجحوا في الفوز بمقعد في الهيئة، وذلك بغاية الاستئناس بآرائهم وخبراتهم في تطوير العمادة وإيجاد حلول لمشكلات المحامين المتراكمة منذ سنوات. وقال جراد، «ليست لدي إجابات قاطعة للمشكلات المطروحة، بقدر ما أرغب في تشريك كافة المحامين في إيجاد هذه الحلول والاجابات»، عبر الاجابة على تساؤلات حاسمة من قبيل، التغطية الاجتماعية أو تكريس مبدأ وجوبية المحامي في كل القضايا وفي جميع المستويات، والمعهد الأعلى للمحاماة، هل يحتاج إلى مجلس إدارة أم مجلس علمي، مع طرح التجارب المقارنة في فرنسا والمغرب والسينغال والكوت ديفوار... إلى جانب موضوع السمسرة في المحاماة الذي بات ينخر المهنة ويهدد مستقبلها بشكل لافت؟ فيما ستكون مسألة الحوار بين المحامين، أحد الأولويات المهمّة في المرحلة القادمة، مشددا في هذا السياق على أن هذه القضايا تحتاج إلى «حوار واسع وشفاف وصريح بين المحامين». رهان على الصامتين والغاضبين ويراهن الأستاذ بديع جراد، الذي لم يسبق أن تقلد منصبا صلب عمادة المحامين أو أيا من هياكلها الجهوية، على ما يسميهم «الغاضبين من التيارات السياسية المختلفة» و«الأغلبية الصامتة من المهنيين». وكان جراد أنشأ في الآونة الأخيرة، «منبر المحامي»، وهو عبارة عن حلقة نقاشية لتدارس قضايا يصفها السيد بديع جراد ب«المصيرية» مثل الحوار والمصالحة والوئام بين «أصحاب الزي الأسود» على حد قوله. وحول ما إذا كان هذا المنبر سيستمر بعد انتخابات العمادة، قال المرشح للعمادة، أن المنبر سيتواصل، على اعتبار حاجة المحامين لفضاءات التعبير والحوار المهيكل صلب المهنة... ووعد بأن يكون ذلك جزء من التقاليد الجديدة التي سيحرص على تكريسها صلب العمادة في صورة فوزه.