يعتبر الأستاذ بديع جراد أول من أعلن ترشحه لانتخابات عمادة المحامين لهذا العام، ويرى أن انطلاقه المبكّر في حملته الانتخابية قد يخدمه كما قد تكون نتجيته عكسية. والرجل تميّز بشيء غير مألوف في انتخابات أعلى هياكل المحاماة إذ لم يسبق له تحمل أية مسؤولية تسيرية سابقا، ويجد نفسه أمام أسماء لها «وزنها» المهني وكذلك السياسي والايديولوجي في القطاع، استضفناه لمعرفة «سلاحه» في المنافسة التي باتت أكثر شراسة، والسلاح هذا بمعنى التحالفات الانتخابية» وكذلك الشأن بالنسبة لدواعي ترشحه وتقييمه لفترة العمادة الحالية وغيرها من المواضيع الأخرى. * بداية، لسائل أن يتساءل عن دواعي ترشحك لمنصب عمادة المحامين مباشرة، خاصة وأنه لم يسبق لك الحضور في أي هيكل تسييري تابع للمحاماة؟ بادئ ذي بدء أنا أؤمن شديد الإيمان بأن التداول على المسؤولية ضرورة مطلوبة من نخبة المحامين، كما أني ومن منطلق ممارستي للمهنة طيلة أكثر من عشرين عاما، من الطبيعي جدا أن يتولد فيّ شغف كبير بمهنة عزيزة على قلبي وأغير عليها لأنها جزءا لا يتجزّأ سواء من حياتي أو من عائلتي. إذا فمنطلق تقديمي لترشحي هو بالأساس حبي الشديد للمهنة وغيرتي الكبيرة على القطاع ككل. * لكن هناك من يقول أن «حب المهنة» وإن كان عنصرا مهما فإنه يبدو غير ذي جدوى في ظلّ غياب التجربة التسييرية لدى المترشح للعمادة؟ هذه العبارة يميل الى ترديدها بصفة دائمة من أسمّيهم المتشبثين بالمواقع والمستثمرين لأزمة القطاع، وهذه الكلمة يقولونها ليس عن بديع جراد فقط بل الى كل من يدعو الى التغيير وتجديد دماء المهنة، ولنقلب التساؤل ودون المسّ من اعتبار أي كان لكن في كنف المنطق والمعقول، «أصحاب التجربة» هؤلاء ماذا قدموا للمحاماة في السنوات الأخيرة؟ أتحدّى أيا كان ان كان أعطى شيئا ملموسا لفائدة منظوريه.. ما أؤكد عليه أن مبدأ ا لتداول ضروراة حيوية للخروج بالقطاع من أزمة مفتعلة في الكثير من مكوناتها، وهذه الأزمة ليست قضاء وقدرا بل تحتاج لرجال جدد يحملون رسالة أمل للمحامين لتنتشلهم من الاحباط الذي يتخبطون فيه. * من المعلوم أن لعبة التحالفات الانتخابية والتكتلات هي التي ترجّح كفة مترشح على آخر، فعلى من تعتمد بالأساس؟ بعيدا نوعا ما عن هذا المنطق، فإني أعتبر نفسي منتميا للأغلبية الصامتة التي عانت الكثير من نفس المشاكل ونفس الوعود التي باتت سرابا، ومن منطلق تشرحي فإني أراهن على هذه الأغلبية التي لو تفاعلت أكثر مع مشاكل القطاع سيكون صوتها الأعلى، وهؤلاء هم المهنيون الذين لا همّ لهم سوى خدمة المهنة دون توظيف لأي طرف سياسي كان. * تحدثت عن أزمة يعيشها القطاع، كمترشح أي وعود تقدمها للناخبين في سبيل الخروج من هذه الأزمة؟ إني أعلنها بوضوح ومسوؤلية تأمين ان برنامجي لا يختلف كثيرا عن برامج كل المتشرحين السابقين واللاحقين والتي لم تتحقق الى حد الآن،وبقيت مجرد أحلام وأوهام تباع للناخبين عند الشدة الانتخابية. فأنا وخلافا لغيري الذي يدعو الى توسيع مجال تدخل المحامي، فإني أدعو الى تعميم مبدإ وجوبية المحامي في ظل مهنة تعتبر أكبر مستقطب لخريجي الجامعات وهي تشغل بلغة الأرقام أكثر من الوزارات والمؤسسات العمومية والمهن الحرة الأخرى، مع الالتزام بنهج تحسين الوضع المادي والمعنوي للمحامي الذي عليه بدوره الالتزام بقضايا الوطن وحقوق الانسان والمساهمة الريادية في إرساء دولة القانون والمؤسسات: دعم صندوق المحامي المتمرن بموارد مالية اضافية أخرى. بعث صندوق للدفوعات المالية للمحامين أسوة بما نجده في بعض الدول المتقدمة. تركيز نادي للمحامين في كل ولاية للقيام بأنشطة تثقيفية، تكوينية وترفيهية وحتى تكون فضاءات حوار في كل المواضيع ولعموم المحامين وحتى مع شخصيات سياسية وفكرية سواء من المحامين أو من خارج قطاع المحاماة. تنظيم لقاءات شهرية في كامل أنحاء الجمهورية مع المحامين وعائلاتهم لمزيد التقارب والتعارف ولمّ الشمل ونشر المحبة بين المحامين ودعم روح التآزر. تأسيس النظام الداخلي للمحاماة، وذلك بعقد جلسة عامة خارقة للعادة تدوم يومين وتنعقد خلال الثلاثة أشهر الأولى بعد الانتخابات لتتشكل لجان قطاعية حسب رغبة المحامين وذلك بهدف تحديد برنامج عمل العميد وكذلك الهيئة ويكون هذا البرنامج المستقبلي للعميد والهيئة مفصلا ودقيقا لدعم روح التسيير الجماعي بعيدا عن منطق الاقصاء والفردانية في الرأى. تأمين المسؤولية المدنية المهنية للمحامي وذلك بتأمين الاخطاء المهنية التي يمكن أن يقوم بها المحامي. انتداب مدير مالي ومدير اداري وذلك لمعاضدة الكاتب العام وأمين مال الهيئة الوطنية للمحامين. تكثيف اللقاءات والندوات والتظاهرات العلمية والفكرية بصفة شهرية وليس بمناسبة الانتخابات فقط. تشكيل مجلس حكماء يتشكل من العمداء السابقين والمترشحين للعمادة لمدّ يد المساعدة الى بقية الهياكل. * لتطبيق هذا البرنامج، طبعا في صورة فوزك بالعمادة، وللمساعدة على الخروج بالقطاع من أزمته، ما هو السبيل الأمثل حسب رأيك لاتّباعه؟ مبدئي وشعاري واضحان في هذا المجال، وهو التفاوض، التفاوض، والتفاوض. ولا بدّ أن أنجح لأني أعتبر نفسي مكتوبا عليّ النجاح في الحوار مع السلطة التنفيذية، وكل ما أتمناه ألاّ نصل الى طريق مسدودة وأن لا ألتجئ الى أساليب الضغط. وعهد منّي الى كافة زملائي أقطعه على نفسي، وهو أني سأستقيل إن لم أحقق نتيجة لفائدة المهنة منذ السنة الأولى لفترتي النيابية إذا فزت في الانتخابات.