ارتفاع أسعار كراء المساكن بالمدن الجامعية يشغل منظمة الدفاع عن المستهلك تونس:الصباح: "عندكش شكون في وزارة التعليم العالي؟".. هذا السؤال وما شابهه لم يعد غريبا عن الآذان.. فالكثير من العائلات التونسية تطرحه على كل من تلتمس فيه إمكانية المساعدة على العثور على سكن جامعي استثنائي لأحد أبنائها.. كما أن الموظفين والعملة بوزارة التعليم العالي وخاصة بدواوين الخدمات الجامعية على اختلاف أصنافهم ورتبهم أصبحوا هذه الأيام في حرج.. فكل من يعرفهم يبحث عن أرقام هواتفهم للاتصال بهم.. و يهرع إليهم طالبا المعونة.. وهم يستمعون يوميا إلى نفس الموال "أريد سريرا لابنتي في مبيت حكومي حتى ولو كان في أحد ممرات المبيت".. "إن أسعار المبيتات الخاصة مرتفعة جدا مقارنة بالمبيت الحكومي ولا قدرة لنا على تحملها".. "مصاريف الدراسة كثيرة زد عليها أسعار تسوّغ المساكن".. "إذا تعذر عليّ الحصول على سكن جامعي سأضطر للانقطاع عن الدراسة". كما أن البعض يردد بمنتهى الثقة في النفس " من ليس لديه "معارف" و"أكتاف" في ديوان الخدمات الجامعية لن يحصل على سكن جامعي ".. (والمقصود هنا السكن الاستثنائي). والغريب أن هذا الكلام سابق لأوانه.. لأن دراسة ملفات السكن الجامعي الاستثنائي لم تحن بعد فدواوين الخدمات الجامعية منشغلة حاليا بدراسة ملفات الطّلبة الذين لديهم فعلا الحق في السكن الجامعي.. أي طلبة السنة الأولى ذكورا وإناثا وطالبات السنة الثانية.. كما أنه لم يعد هناك موجب للّجوء إلى الوساطة في وقت تدرس فيه ملفات الطلبة عن طريق الإعلامية.. لكن يبدو أن هذه الظاهرة السلبية لن تزول بسهولة بل سيتطلب الأمر أمدا طويلا.. وقد يكون الولي معذورا حينما يلتجئ للوساطة ويبحث عن المسالك الملتوية للعثور على سكن جامعي لابنه أو ابنته خاصة وأن أسعار السكن لدى الخواص أصبحت من نار إلى درجة أن منظمة الدفاع عن المستهلك انشغلت خلال السنوات الأخيرة بمسألة ارتفاع أسعار السكن في المدن الجامعية وهي تسعى إلى ترشيد أسعار كراء المساكن بكيفية لا تثقل كاهل المواطن. شروط مضبوطة لعل ما يقيم الدليل على أنه لم يعد هناك موجب لظاهرة الوساطة للعثور على سكن جامعي هو أن دواوين الخدمات الجامعية وضعت شروطا محددة للحصول على السكن الجامعي.. وتتمثل هذه الشروط بالنسبة للطلبة الجدد في أن يكون المترشح قد تحصل على تعيين جامعي لسنة (2007) بإحدى مؤسسات التعليم العالي. وأن يكون مقر إقامة الولي خارج شعاع 30 كلم عن مؤسسة التعليم العالي المعين بها وأن يطلب الانتفاع بسكن جامعي عبر الانترنيت في أجل لا يتجاوز 5 أيام من تاريخ تعيينه. ولتجنيبه مشقة التنقل أصبح باستطاعة الطالب الإبحار في شبكة الانترنيت وهو في أي مكان من الجمهورية وعلى موقع ديوان الخدمات الجامعية يجد مطبوعة إلكترونية للسكن الجامعي يعمرها ويرسلها عبر الشبكة وتتم الإجابة على مطلبه عبر مواقع الواب في أجل لا يتجاوز 7 أيام من تاريخ تقديم الطلب الإلكتروني. وفي حالة الحصول على إعادة تعيين جامعي فإن الطالب الذي تتوفر لديه الشروط المطلوبة وحسب الشعبة الجديدة عليه أن يطلب الانتفاع بالسكن الجامعي عبر الانترنيت في أجل لا يتجاوز 3 أيام من تاريخ إعادة تعيينه ويتم اعتماد التعيين بالمبيت الجامعي وفقا للشعبة الجديدة و يلغي ذلك التعيين السابق وتتم الموافقة على السكن حسب الشغور المتوفر. أما بالنسبة لتجديد السكن فإن دواوين الخدمات الجامعية تذكّر بأنه يمكن تجديد السكن لطالبات السنة الأولى الممنوحات واللاتي تقدمن بمطالب في الغرض في الآجال المحددة بالمبيتات والأحياء الجامعية. ولا يتم تجديد السكن الجامعي بالمبيت الأصلي بصفة آلية بل وفقا للأماكن الشاغرة بالمؤسسات..ويقع الرد على المطالب بداية من 15 أكتوبر من السنة الجامعية. وبالنسبة للطلبة الذين استوفوا حقهم في الانتفاع بالسكن الجامعي العمومي وغير الممنوحين يمكنهم الانتفاع بخدمات السكن الجامعي في المبيتات الخاصة.