المخرج الفنان الفاضل الجزيري: آمل أن يكون الفيلم جاهزا لمهرجان «كان» القادم حرص الفاضل الجزيري المخرج السينمائي والمسرحي المعروف ان نتقاسم أبرز اللحظات في حياة مشروعه الجديد: الفيلم المنتظر «ثلاثون».. وفي هذا الاطار دعا مساء أول أمس ممثلي وسائل الاعلام في بلادنا الى لقاء حضره جانب من المشاركين في الفيلم سواء من التقنيين أو من ادارة الانتاج أو الممثلين.. كانت هناك ايضا الكاتبة عروسية النالوتي التي ساهمت في كتابة صياغة السيناريو. اللقاء الاعلامي انعقد بمقر الشركة التونسية للكهرباء والغاز التي دعمت الفيلم وكانت المناسبة سانحة للفاضل الجزيري للاعلان عن الاطراف التي ساهمت بشكل أو بآخر في الانتاج، فالى جانب وزارة الثقافة والمحافظة على التراث حظي المشروع بدعم مؤسسات المنتج المعروف طارق بن عمار الذي تعهد على ما يبدو بتأمين كامل عملية ما بعد التصوير بمخابر قمرت (الساتباك سابقا) ثم ان مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية شريك في هذا الانتاج الذي سيعرض بالتلفزة التونسية وكذلك بالتلفزة الجزائرية وفق ما أعلنه صاحب المشروع. عشرة أسابيع للتصوير وكان اللقاء الاعلامي فرصة للاعلان عن تاريخ انطلاق التصوير الذي يقابل يوم 18 سبتمبر الجاري ليتواصل مدة عشرة أسابيع.. ومن المنتظر أن يتم تصوير أبرز المشاهد بمصنع يعود للشركة التونسية للكهرباء والغاز بحلق الوادي تمت تهيئته للغرض حيث تحول الى استيديو. وقد تم تقسيم المكان الى بلاتوهين بالخارج.. هناك مشاهد خارجية سيتم تصويرها بفضاءات اخرى من ابرزها مدينة تونس والبلفيدير والهوارية وحديقة اشكل وجبل الرصاص ودقة وتوزر وعين دراهم وغيرها.. المناسبة كانت سانحة لتقديم فكرة كاملة من خلال الصور عن الاستعدادات للانطلاق في التصوير.. الأمر يتعلق بتهيئة الاستيديو وبناء الديكورات والتمارين التي قام بها الممثلون للوصول الى الشكل النهائي للشخصية المتقمصة.. وبخلاف بعض الاسماء الكبرى على غرار محمد ادريس ومحمد كوكا اللذين يتقمصان ادوارا ربما هي غير اساسية، فان قائمة الممثلين التي اعتمدها الفاضل الجزيري لا تضم أسماء معروفة.. دور البطولة آل الى علي الجزيري ابن المخرج الذي قال عنه والده انه لا يرى أن هناك هدية افضل من ولده ليقدمها لهذا الفن الذي تعامل معه بحب و«استقامة». علي الجزيري: الحداد يتقمص علي الجزيري شخصية الطاهر الحداد وهي الشخصية المحورية في الفيلم حيث تقدمها المذكرة الخاصة بالفيلم كالآتي: «لقد أردنا أن تكون نقطة الارتكاز في هذا السيناريو مسيرة المصلح الطاهر الحداد في مواجهة الفكر السلفي والاستعمار». ويضع الفيلم في الصدارة شخصيات اخرى عايشت الحداد فنجد مثلا علي الدوعاجي وأبو القاسم الشابي ومحمد علي الحامي.. كل من جهته حاول أن يجدد في اطار اختصاصه سواء كان فكريا أو أدبيا أو عماليا نضاليا.. الشخصية الخامسة حسب تقديم مخرج الفيلم هي شخصية تأليفية بين الأسماء الأربعة.. الأمر يتعلق بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي قام بثورة سياسية حسب وصف الجزيري.. زمنيا ووفق اعلان الفاضل الجزيري تنطلق احداث «ثلاثون» بالاجتماع النقابي بالحرايرية باعلان لمحمد علي الدوعاجي لتنتهي مع موت الطاهر الحداد وتمثل الاحداث على عشرية كاملة تنطلق مع منتصف العشرينات من القرن الماضي وتنتهي مع منتصف الثلاثينات من نفس القرن.. هذا السيناريو حسب الكاتبة عروسية النالوتي ما هو في نهاية الأمر الا مواصلة للحلم.. ما حلم به الشابي والطاهر الحداد وغيرهما.. ونحن كورثة لهؤلاء وفق رأيها، لنا الحق أن نواصل الحلم وأن نضيف للشخصيات وأن نصورها كما لو انها طبقت ما حلمت به.. وتواصل، هناك بالطبع جانب سياسي في هذا العمل لكن هناك ايضا حياة خاصة وبناء على ذلك حاولنا تنطيق الشخص وتحويله من رمز الى لحم ودم.. ومضت كاتبة السيناريو تقول أن هذه الرموز التي لا نعرف عنها سوى الشيء القليل تحمل ايضا مشاعر ومرت بلحظات قوة كما بلحظات ضعف.. تم اذن بناء الشخصيات اعتمادا على ما هو معروف من مواقفها واثارها التاريخية ولكن ايضا من الخيال.. والصعوبة التي واجهت عملية الكتابة تمثلت حسب عروسية النالوتي في انعدام السير الذاتية لهذه الشخصيات وهو ما اضطرهم احيانا الى الاقتصار على احدى الجمل أو بعض المواقف الصغيرة لبناء الحكاية.. إعادة الاعتبار الاتفاق الحاصل خلال هذا اللقاء بين صاحب المشروع الفاضل الجزيري وعروسية النالوتي أن فيلم «ثلاثون» هي عملية اعادة الاعتبار لجزء من تاريخنا المعاصر ومن خلاله الى بعض الرموز الوطنية التي نكاد لا نعرف عنها شيئا.. كل عبر طريقته الخاصة لكنهما وعدا بعمل «وطني» بمعنى تسليط الضوء على فترة تاريخية هامة.. فيلم «يطيل الرقبة» وفق قول الجزيري.. وكان السيد عثمان بن عرفة الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز قد افتتح هذا اللقاء الاعلامي بكلمة ركز فيها على دور الشركة في دعم الحياة الثقافية في بلادنا داخل الشركة، الحياة الثقافية تبدو نشيطة وقد عدد السيد عثمان بن عرفة بهذه المناسبة الانشطة الثقافية التي أقامتها الشركة خاصة في الفترة الأخيرة متحدثا بالخصوص وباعتزاز كبير عن قاعة العرض التي دار بها اللقاء الاعلامي وهي قاعة تسمح اضافة الى عقد الندوات العلمية بعرض أفلام وعروض مسرحية وأعمال خاصة بالاطفال واعدا بأن هذه الحركة الثقافية ستتطور وتوسع من آفاقها.. متى سيكون الفيلم جاهزا للعرض، عن هذا السؤال أجاب الفاضل الجزيري بأنه يأمل ان يشارك فيلم «ثلاثون» في دورة مهرجان كان السينمائية القادمة أي في العام القادم.. من جهة اخرى يبدو أن الفاضل الجزيري غير رافض لفكرة «المايكينغ أوفا» وهي طريقة حديثة في السينما.. ورأى أنها فكرة ايجابية تعطي صورة عن ظروف العمل ككل.. ووعد بتقديم مشهد واحد على الأقل لكل طرف عمل معه.. هذه الطريقة في المونتاج سبق أن اعتمدها النوري بوزيد في فيلم «آخر فيلم».