أعلن المخرج التونسي الفاضل الجزيري عن بدأ تصوير فيلمه السينمائي الجديد ثلاثون ، والذي يتناول حقبة مهمة من تاريخ تونس (الثلاثينات من القرن العشرين). عرف الفاضل الجزيري باعتباره مخرجا مسرحيا ولكنه خاض تجربة الاخراج السينمائي في فيلم شيشخان الذي قام بدور البطولة فيه الممثل المصري جميل راتب . سيناريو فيلم ثلاثون كتبته الروائية التونسية عروسية النالوتية صحبة المخرج و هو من نوع الدراما التاريخية و مدته 105 دقيقة و ناطق بالعربية والفرنسية انطلق تصوير الفلم يوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2007 و يتواصل إلى يوم الاحد 25 نوفمبر 2007. أكّد المخرج أنه سيحتاج الى 211 ممثلا وخمس مائة ممثل عرضي- كومبارس- وصف الفيلم بأنه الاضخم تكلفة في تاريخ السينما التونسية، و تتداول الأوساط الثقافية و الاعلامية أنه سيعرض في مهرجان كان لسنة 2008 . وذكر المخرج في ندوة صحفية أقيمت للتعريف بالفيلم أنه سيتعرّض لمسيرة المصلح الطاهر الحدّاد في العشريّة الأخيرة من حياته حين خرج عن الحزب وانشغل بالحركة النّقابيّة رفقة صديقه محمّد علي الحامّي وعندما انهمك في تأليف كتاب العمّال التونسيّون بعد حلّ جامعة عموم العملة التونسيين ومحاكمة زعمائها ثمّ نفيهم. يراوح السّيناريو ويمازح بين أطوار الحياة الخاصّة للشخصيّة وأطوار المجتمع في تلك الآونة نظرا لانصهار حياة الحدّاد في الخضمّ العام للبلاد. يرفع هذا السّيناريو - كما صرّح مخرجه ومنتجه- إلى دائرة الضوء شخصيّات أدبيّة، فكريّة وسياسيّة طبعت بحضورها فترة الثلاثينات. يقول الفاضل الجزيري معلّقا : لقد أردنا أن تكون نقطة الارتكاز في هذا السّيناريو مسيرة المصلح الطاهر الحدّاد في مواجهة للفكر السلفي و الاستعمار. وقد أحطناه بثلّة من أبرز أعلامنا الذين عايشوه من قريب أو من بعيد في علاقات صراع ووحدة قصد إثارة بعض أهمّ القضايا التي خاضت فيها النخبة المثقّفة طلبا لإستقلال البلاد وازدهارها، مؤسّسة فكرا حداثيّا عاضد النّضال من أجل إنشاء الدّولة العصريّة. وأكّد المخرج أنه اعتمد لإنجاز هذا السّيناريو طريقة انتقائيّة، التقط فيها اللّحظات النّابضة من مسارات الشخوص داخل أهمّ المواقع المعماريّة للمدينة. وحوّل عن طريق التخيّل فضاءات الصمت إلى مجالات عامرة. ويؤكّد المخرج أنه حرص على أن تكون الصورة عصريّة، تأليفيّة نقيّة معتمدة الأرشيف المصوّر لتلك الحقبة. وأن تكون اللّغة متعدّدة المنابع واللّهجات موقعة، سهلة في متناول الجميع... فطموحنا هو إنجاز الفيلم باللّغتين العربية والفرنسية حتّى نتمكّن من تحسيس أكبر عدد ممكن من المتفرّجين. و قال انه استلهم موسيقى الفيلم من القوالب الموسيقيّة السائدة زمن أحداث السيناريو محافظا على روحها، متصرّفا فيها بتوزيع حديث يصبو إلى إفراز نوعيّة متعارفة في فنّ السّينما شرقا وغربا.