يستعد المخرج المسرحي والسينمائي التونسي الفاضل الجزيري لتصوير شريط سينمائي جديد بعنوان "ثلاثون" حسبما كشفه في مؤتمر صحفي انعقد يوم 10 سبتمبر. ويسلط الفيلم الضوء على بعض الشخصيات السياسية والثقافية التونسية التي عاشت خلال فترة الثلاثينات وخاصة المصلح الطاهر الحداد. ويعالج الشريط مسيرة المصلح التونسي الطاهر الحداد الذي أصدر كتابا يعتبر ثوريا في تلك الفترة حول تحرير المرأة بعنوان "إمرأتنا في الشريعة والمجتمع" الصادر سنة 1930 وهو من أهم الكتب التي دافعت عن حقوق المرأة وإصلاح المجتمع في تلك الفترة. وتتلخص أهم أفكاره في وربطه تقدم المجتمع بتقدّم المرأة وتحرّرها. ووقال الجزيري ان التحضيرات لهذا الفيلم، استغرق ثلاث سنوات، للبحث في تاريخ الأحداث الصاخبة في تلك الفترة والغوص في التفاصيل الحياتية للشخصيات نظرا لغزارة الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي عرفتها البلاد التونسية في فترة الثلاثينات. وأضاف أن الفيلم يركز على "مسيرة المصلح الطاهر الحداد الذي واجه الفكر السلفي والاستعمار". ولكن الفيلم أيضا يتطرق لحياة شخصيات مثل أبي القاسم الشابي ومحمد علي الحامي وآخرين. وأضاف وقال "أريد أن أعرف بشخصيات تونسية لم تجد حظها في التاريخ ولا يعرف أحد كيف كانوا يعيشون أو كيف كانت علاقاتهم". الكاتبة التونسية عروسية النالوتى التي شاركت في كتابة السيناريو، أشارت بالمناسبة إلى صعوبة العمل على أغلب أعلام الحركة الإصلاحية في تونس وخاصة جانب السيرة الذاتية لهؤلاء أي حياتهم اليومية وتفاصيلها الصغيرة. وعن سؤال عن سبب قيام قال علي الجزيري، وهو ابن المخرج باختيار والده لشخصية حداد لتكون محورية في الفيلم "لأن والدي له عديد من نقاط التشابه مع حداد". وأضاف "هناك جانب من ردة الفعل على موجة التطرف التي تسود العالم، لكن ليس هو السبب الرئيس. لأن والدي انطلق في كتابة السيناريو منذ أكثر من 10 سنوات". ويعتبر الفليم من أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ السينما التونسية بميزانية تتجاوز 2 مليون دينار تونسي. وكشف علي لمغاربية أن والده في البداية وجد صعوبة في الدعم للفليم. لكن فيما بعد قدمت وزارة الثقافة الدعم، إلى جانب المنتج العالمي طارق بن عمار والشركة التونسية للكهرباء و الغاز. وتعهد بن عمار بتأمين عملية ما بعد التصوير في مخابره الخاصة إلى جانب التلفزة التونسية التي ستقوم ببثه. و يشار إلى أن الفاضل الجزيري عرف بعديد الأعمال المسرحية والسينمائية مثل "غسالة النوادر" و"عرب" ومسرحية "الحضرة". وسيتم تصوير الفيلم باللغتين العربية والفرنسية وسيقع التصوير لأول مرة في تونس وفق مقاس 35 ملم. و بشأن موعد عرض الفيلم، أفاد الجزيري أنه يأمل في أن يشارك فيلم "ثلاثون" في دورة مهرجان كان 2008.