أوكرانيا 2025 .. فضيحة الفساد التي غيّرت مجرى الصراع    انطلاق عمليّة إيداع ملفّات الترشّح لمناظرة الانتداب في رتبة أستاذ مساعد للتعليم العالي    بنزرت: العثور على جثة لاعب كرة قدم مفقود منذ 20 يوما    2025 ... سنة المواجهة مع تجّار المخدّرات والمهرّبين    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية وغلق 8 محلات لعدم توفر الشروط الصحية منذ بداية شهر ديسمبر    العائدات السياحية تناهز 7.9 مليار دينار    مع الشروق : أولويات ترامب... طموحات نتنياهو: لمن الغلبة؟    في حلق الوادي والمعبرين الحدوديين ببوشبكة وراس الجدير .. إفشال صفقات تهريب مخدرات    تظاهرة «طفل فاعل طفل سليم»    رواية " مواسم الريح " للأمين السعيدي صراع الأيديولوجيات والبحث عن قيم الانسانية    شارع القناص .. فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي انفصام فنّي على القياس ..حسين عامر للصوفيات وحسين العفريت للأعراس    "كان" المغرب 2025.. حكم مالي لمباراة تونس ونيجيريا    كاس امم افريقيا 2025: مصر وجنوب إفريقيا في مواجهة حاسمة..    عاجل: انقطاع في توزيع الماء بهذه المناطق بنابل    وزير الدّفاع يؤدي زيارة ميدانية إلى القاعدة البحرية بمنزل بورقيبة    عاجل: جنوح عربة قطار بين سيدي إسماعيل وبوسالم دون تسجيل أضرار    ابدأ رجب بالدعاء...اليك ما تقول    فيليب موريس إنترناشونال تطلق جهاز IQOS ILUMA i في تونس دعماً للانتقال نحو مستقبل خالٍ من الدخان    منع بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون 18 عاما..ما القصة..؟    خبير يوّضح: العفو الجبائي على العقارات المبنية مهم للمواطن وللبلديات..هاو علاش    ماذا في اجتماع وزير التجارة برؤساء غرف التجارة والصناعة؟    عاجل/ مقتل عنصرين من حزب الله في غارة صهيونية استهدفت سيارة شرق لبنان..    زغوان: مجمع الصيانة والتصرف بالمنطقة الصناعية جبل الوسط بئر مشارقة يعلن عن إحداث حقل لانتاج الطاقة الفوطوضوئية    شركة الخطوط الجوية التونسية تكشف عن عرضها الترويجي 'سحر نهاية العام'    يتميّز بسرعة الانتشار والعدوى/ رياض دغفوس يحذر من المتحور "k" ويدعو..    وفاة ممرضة أثناء مباشرة عملها بمستشفى الرديف...والأهالي ينفذون مسيرة غضب    تعرّف على عدد ساعات صيام رمضان 2026    عاجل: تهنئة المسيحيين بالكريسماس حلال ام حرام؟...الافتاء المصرية تحسُم    البرلمان ينظم يوم 12 جانفي 2026 يوما دراسيا حول مقترح قانون يتعلق بتسوية الديون الفلاحية المتعثرة    وليد الركراكي: التتويج باللقب القاري سيكون الأصعب في تاريخ المسابقة    زيت الزيتون ب10 دنانير:فلاحو تونس غاضبون    موسكو تدعو مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى ألمانيا لهذه الأسباب    فضاء لبيع التمور من المنتج إلى المستهلك من 22 إلى 28 ديسمبر بهذه الجهة..#خبر_عاجل    11 مليون عمرة في شهر واحد... أرقام قياسية من الحرمين    ما ترميش قشور الموز: حيلة بسيطة تفوح دارك وتنفع نباتاتك    التمديد في المعرض الفني المقام بالمعلم التاريخي "دار الباي" بسوسة الى غاية منتصف جانفي 2026    اسكندر القصري ينسحب من تدريب مستقبل قابس    افتتاح الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز    أنشطة متنوعة خلال الدورة الأولى من تظاهرة "مهرجان الحكاية" بالمركب الثقافي بسيدي علي بن عون    موزّعو قوارير الغاز المنزلي بالجملة يعلّقون نشاطهم يومي 12 و13 جانفي 2026    عاجل: اليوم القرار النهائي بخصوص اثارة الافريقي ضدّ الترجي...السبب البوغانمي    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: برنامج مباريات الجولة العاشرة    مع Moulin d'Or : قصّ ولصّق وشارك...1000 كادو يستناك!    رياضة : فخر الدين قلبي مدربا جديدا لجندوبة الرياضية    عاجل: هذا ما تقرر في قضية المجمع الكيميائي التونسي..    كأس أمم إفريقيا: برنامج مقابلات يوم غد    عاجل: تقلبات جوية مرتقبة بداية من هذا التاريخ    ينشط بين رواد والسيجومي: محاصرة بارون ترويج المخدرات    عاجل/ تركيا ترسل الصندوق الأسود لطائرة الحداد إلى دولة محايدة..    صحفي قناة الحوار التونسي يوضح للمغاربة حقيقة تصريحاته السابقة    نانسي عجرم ووائل كفوري ونجوى كرم يحضروا سهرية رأس السنة    بداية من من غدوة في اللّيل.. تقلبات جوية وبرد شديد في تونس    النوبة القلبية في الصباح: علامات تحذيرية لازم ما تتجاهلهاش    رئيس الجمهوريّة يؤكد على ضرورة المرور إلى السرعة القصوى في كافّة المجالات    ترامب مهاجما معارضيه في التهنئة: عيد ميلاد سعيد للجميع بما في ذلك حثالة اليسار    كوريا الشمالية تندد بدخول غواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترسيخ أركان السلم الاجتماعية وتكريس مناخ الوفاق في العلاقات المهنية
الرئيس بن علي في عيد الشغل
نشر في الصباح يوم 02 - 05 - 2010

كرم الرئيس زين العابدين بن علي لدى اشرافه صباح أمس السبت على الموكب الذي انتظم بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل النقابيين والشغالين والمؤسسات. والقى رئيس الدولة بهذه المناسبة خطابا اكد فيه الدور الاساسي للمنظمات المهنية الى جانب الدولة في التحسيس بالتحولات والتطورات والابتكارات المسجلة في ميادين سوق الشغل وانماط العمل واساليب الانتاج وفرص الاستثمار ومتطلبات المنافسة والتصدير وكذلك في اشاعة قيم العمل النبيلة لدى منظوريها.
واكد على ان تتواصى جميع الاطراف الاجتماعية بتقاليد الحوار والتشاور حتى تتوصل الى الوفاق حول كل القضايا المطروحة او التي يمكن ان تطرح في كنف التفاهم والتعاون والتكامل.
واعرب رئيس الدولة في هذا السياق عن الارتياح بان اصبح انتظام المفاوضات الاجتماعية سمة مميزة للبلاد ولنجاحها في تعزيز العلاقات المهنية واثراء تقاليد الحوار والوفاق بين اطراف الانتاج بما جعل التجربة التونسية في المجال مثالا يحتذى وجلب لها تقدير المنظمات الاقليمية والدولية المختصة.
وذكر بانه تم سنة 2009 صرف القسط الثاني من البرنامج الثلاثي السابع للزيادات في الاجور والترفيع في اجور العاملين في القطاعات غير الخاضعة لاتفاقيات مشتركة قطاعية او لانظمة اساسية خاصة راجيا ان تكون هذه الزيادات خير حافز الى مضاعفة الجهد وتطوير الاداء.
واعلن رئيس الجمهورية قراره بالزيادة في الاجر الادنى المضمون في القطاعين الفلاحي وغير الفلاحي لتتولى الحكومة ضبط مقدارها بعد التشاور مع المنظمات المهنية.
ودعا الى مزيد العمل على تنشيط الحوار الاجتماعي المسؤول والمتكافئ داخل المؤسسة وترشيد العلاقات المهنية في اطار وعي الجميع بالحقوق والواجبات معلنا عن جملة من القرارات الاخرى شملت قطاعات التشغيل والتكوين المهني واصلاح انظمة التقاعد والسلامة المهنية.
وابرز الرئيس زين العابدين بن علي الحرص باستمرار على ان تقترن النجاعة الاقتصادية بالعدالة الاجتماعية في كل الميادين مؤكدا من جديد ان تقدم الشعوب لا يتحقق الا بالبذل السخي والاداء الجيد وانه لاسبيل في خضم التحديات العالمية الكبرى سوى الاعتماد على النفس ومضاعفة الجهد والتحلي بالمبادرة والاقدام للتغلب على الصعوبات وتجاوز العقبات والمضي قدما في تحقيق تنمية وطنية شاملة ومتوازنة للبلاد. ثم تولى رئيس الدولة اسناد وسام الشغل من الدرجة الاستثنائية الى ثلة من الاطارات والمسؤولين النقابيين تقديرا لجهودهم من اجل ارساء علاقات مهنية يسودها التفاهم والحوار بما يؤمن استمرار عوامل التنمية ويوازن بين مقتضيات النجاعة الاقتصادية والتقدم الاجتماعي.
كما أسند رئيس الدولة جائزة العامل المثالي لمن تميزوا بروح المبادرة والبذل والاجتهاد والحرص على الزيادة في الانتاج وتحسين الانتاجية.
وأكرم سيادة الرئيس عددا من المؤسسات التي تميزت بجهودها المتواصلة لتطوير وسائل الانتاج وتحسين ظروف العمل والرفع من المستوى المهني للعمال وتنمية مؤهلاتهم وذلك باسناد هذه المؤسسات جائزة التقدم الاجتماعي.
كما تولى رئيس الدولة تسليم جائزة اللجان الاستشارية للمؤسسات ونيابات العملة لثلاث لجان استشارية تميزت بمساهمتها الفاعلة في المساعدة على تنظيم العمل قصد الرفع من الانتاج والانتاجية ودعم التدريب والتكوين المهني للعملة وتنمية الموارد البشرية وحسن توظيف المشاريع الاجتماعية وتنميتها.
وتجسيما لما كان أعلن عنه يوم غرة ماي للسنة الماضية من احداث جائزة وطنية للصحة والسلامة المهنية أكرم الرئيس زين العابدين بن علي مؤسستين باسنادهما هذه الجائزة لتميزهما بمجهودات متواصلة في مجال الصحة والسلامة المهنية من اجل تهيئة مواقع العمل وتوفير الظروف الملائمة لحفظ الصحة داخل المؤسسة وتعزيز الوقاية من الاخطار المهنية.
وكان السيد عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل القى بهذه المناسبة كلمة اكد فيها ان ما تنعم به تونس اليوم من رقي واستقرار وما تحققه من انجازات في مختلف الميادين يعد شهادة حية على بعد نظر الرئيس زين العابدين بن علي وحكمته في دفع مسيرة التنمية والسمو بتونس الى اعلى مراتب التقدم.
وبعد ان اشار الى مراهنة سيادة الرئيس على تامين اسباب العيش الكريم لكافة الفئات والجهات وعلى قدرات الشعب لرفع تحديات العولمة اوضح ان تونس توفقت بفضل ربط اليات اقتصاد السوق باصلاحات اجتماعية جريئة في الحد من التداعيات السلبية للتقلبات العالمية.
وبين ان الرئيس زين العابدين بن علي حرص على تنمية الموارد البشرية وتطوير قطاعات المعرفة والتربية والتكوين والبحث العلمي وحفز المبادرات لخلق نسيج صناعي متنوع ايمانا من سيادته بان احترام كرامة الانسان وتطوير علاقات الشغل والارتقاء بدخل الفرد علاوة على دعم القدرة التشغيلية للاقتصاد الوطني وتامين التوزيع الاعدل لثمار التنمية تعتبر كلها عناصر اساسية للازدهار الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.
وابلغ السيد عبد السلام جراد رئيس الدولة مشاعر امتنان النقابيين والشغالين لدعم سيادته للمفاوضات الاجتماعية بما يؤكد الحرص على رفع القدرة الشرائية للاجراء وتحسين ظروفهم المهنية.
واكد عزم الشغالين على المساهمة في تجسيم الاهداف الطموحة التي تضمنها البرنامج الانتخابي للسنوات القادمة ودعم مسيرة الاصلاح والتغيير التي يقودها رئيس الدولة بكامل التبصر بما يتيح لتونس الارتقاء الى طور جديد على درب تكريس مقومات الحياة الديمقراطية وبناء مجتمع الرفاه والتضامن.
وكان الرئيس زين العابدين بن علي التقى باعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل قبل انطلاق هذا الموكب الذي حضره الوزير الاول ورئيسا مجلس النواب ومجلس المستشارين واعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي واعضاء الحكومة ومفتي الجمهورية.
كما دعي لحضوره الامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وعدد من سامي الاطارات والشخصيات الوطنية.
وفي ما يلي النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي:
«بسم الله الرحمان الرحيم
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
نحتفل اليوم مع سائر شعوب العالم بعيد الشغل اعلاء لقيم البذل والاجتهاد وتكريما للشغالين بالفكر والساعد رجالا ونساء في كل مواقع العمل والانتاج واكبارا لجهودهم في دعم المسيرة التنموية الشاملة لشعبنا وتعزيز مقومات المناعة والازدهار لبلادنا.
واذ اشكر السيد عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على ما جاء في كلمته من طيب المقاصد ونبل المشاعر فاني اتوجه باحر تحياتي الى كل اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد والى جميع منخرطيه واطاراته معربا مجددا عن تقديري للدور البناء الذي يضطلع به الاتحاد العام التونسي للشغل الى جانب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من اجل ترسيخ اركان السلم الاجتماعية وتكريس مناخ الثقة والوفاق في العلاقات المهنية وتامين سلامة اقتصادنا والالتزام بمصلحة وطننا العليا.
كما اتوجه بالتحية الى مختلف المؤسسات واللجان الاستشارية التي اسهمت في تحسين ظروف العمل ورفع الانتاجية وفي تثبيت تقاليد التفاوض والتعاقد بين الاطراف المهنية منوها بوعي الجميع بطبيعة المرحلة وعزمهم على رفع تحدياتها وكسب رهاناتها.
وأهنئ بهذه المناسبة سائر الشغالين واصحاب المؤسسات الذين سنشملهم بالتكريم بعد حين جزاء مثابرتهم على الكد والجد وتميزهم بروح المبادرة والاجتهاد.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
لقد تم سنة 2009 صرف القسط الثاني من البرنامج الثلاثي السابع للزيادات في الاجور التي افضت اليها الجولة المنقضية من المفاوضات الاجتماعية في القطاعين العام والخاص. وبذلك يكون العمال والموظفون قد انتفعوا بالزيادات سنويا بصفة منتظمة ومتواصلة لم تنقطع منذ التغيير.
كما تم خلال سنة 2009 الترفيع في اجور العاملين في القطاعات غير الخاضعة لاتفاقيات مشتركة قطاعية او لانظمة اساسية خاصة.
وكانت الاجور الدنيا في القطاع الفلاحي وغير الفلاحي قد سجلت في السنة الماضية زيادات جديدة مكنت ضعاف الدخل من المحافظة على قدراتهم الشرائية وذلك في اطار سعينا الدؤوب منذ التحول الى العناية بهذه الفئة وتحسين اوضاعها.
وتاكيدا لحرصنا على حماية الطاقة الشرائية للاجراء من ذوي الدخل المحدود نعلن قرارنا بالزيادة في الاجر الادنى المضمون في القطاعين الفلاحي وغير الفلاحي. وستتولى الحكومة ضبط مقدار هذه الزيادات بعد التشاور مع المنظمات المهنية المعنية.
ونرجو ان تكون هذه الزيادات التي شملت كل اصناف الاجراء في شتى القطاعات خير حافز الى مضاعفة الجهد وتطوير الاداء والارتقاء بجودة الخدمات والمنتوجات وحسن التصرف في الممتلكات والامكانيات وبلوغ اعلى درجات المردودية والتنافسية.
ومن دواعي الارتياح والاعتزاز ان انتظام المفاوضات الاجتماعية بصفة دورية اصبح سمة مميزة لبلادنا الى جانب شمولها القطاعين العام والخاص ونجاحها في تعزيز العلاقات المهنية واثراء تقاليد الحوار والوفاق بين اطراف الانتاج بما جعل من التجربة التونسية في المجال مثالا يحتذى وجلب لها تقدير المنظمات الاقليمية والدولية المختصة.
وندعو في هذا السياق الى مزيد العمل على تنشيط الحوار الاجتماعي المسؤول والمتكافئ داخل المؤسسة وترشيد العلاقات المهنية بين الهياكل المضطلعة به في اطار الوعي الجماعي بالحقوق والواجبات.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
ما يزال التشغيل رهانا وطنيا مطروحا على سائر الاطراف المعنية ببلادنا لاسيما في ما يتعلق بتشغيل الشباب وحاملي الشهادات العليا. ونحن نواصل الحرص على ايجاد مختلف الحلول والاليات التي تساعدنا على استيعاب اكبر عدد ممكن من الشبان المقبلين على سوق الشغل. وقد شرعنا ضمن توجهات برنامجنا للمرحلة القادمة في التقليص من فترة انتظار الشغل اثر التخرج من الجامعة وفي تطوير تدخلات الصندوق الوطني للتشغيل 21-21 ضمن سبعة برامج كبرى لاضفاء المزيد من النجاعة عليها وتبسيط اجراءات الانتفاع بخدماتها وتوجيهها للفئات التي هي بحاجة الى الاحاطة والدعم. ورصدنا لهذه البرامج خلال السنة الحالية 187 مليون دينار ستمكننا من توفير 210 الاف موطن ادماج وتكوين وتاهيل لطالبي الشغل من شتى الفئات والمستويات.
ومنحنا الجهات صلاحيات اكبر في وضع هذه البرامج وتنفيذها في اطار عقود تضبط الاهداف التي يتعين تحقيقها. واضفنا الى تدخلات الصندوق برنامجا للخدمة المدنية التطوعية بالتعاون مع النسيج الجمعياتي وذلك من اجل فتح فرص ادماج ارحب امام حاملي شهادات التعليم العالي.
كما اذنا بدعم كل المبادرات الموجهة الى احداث جمعيات الاحاطة بطالبي الشغل.
وواصلنا سنة 2009 العمل على التقليص من تداعيات الازمة المالية العالمية على مؤسساتنا وعلى اقتصادنا الوطني.
واتخذنا لذلك مجموعة من الاجراءات التي تستهدف المحافظة على مواطن الشغل بالمؤسسات التي تاثرت بهذه الازمة. كما ثابرنا على تطوير النسيج الاقتصادي وتاهيل قطاعات الانتاج.
وكان لتطوير البنية الاساسية الصناعية الاثر المحمود في انتصاب عدة مشاريع مشغلة بمناطق التنمية الجهوية. كما ان السياسة التحفيزية التي توخيناها لاستقطاب الاستثمار بهذه المناطق قد ساعدتنا على انطلاق عشرة مشاريع كبرى سنة 2009 هي اليوم في طور العمل والانتاج ومكنتنا من توفير 7500 موطن شغل. ومن المنتظر ان يرتفع هذا العدد الى 17500 موطن شغل في موفى سنة 2010.
ويبقى كسب رهان التشغيل مرتبطا اشد الارتباط بمدى نجاحنا في مزيد الرفع من نسق احداث المؤسسات ونشر ثقافة المبادرة لدى شبابنا واعطاء انطلاقة اقوى للانشطة الواعدة والمجددة.
وتكريسا لهذا الهدف ناذن بالاسراع في توحيد تدخلات هياكل المساندة المعنية بالتنسيق بين فضاءات المبادرة ومراكز الاعمال وذلك في اطار السعي الى احداث «دار المؤسسة» بكل ولاية ودعم نشاطها على المستويين الجهوي والمحلي حتى نقرب خدماتها من جميع الراغبين في بعث المشاريع.
واما بخصوص اصلاح التكوين المهني وتاهيله ليكون في خدمة طالبي الشغل وقادرا على تلبية حاجيات الجهات التنموية والاستثمارية فناذن باحداث اقطاب امتياز للتكوين المهني في الانشطة الواعدة بالشراكة مع المهنيين ومع مؤسسات تكوين دولية مرجعية بما يرفع من جودة التكوين ويؤسس لاعتراف متبادل بالشهادات المختصة في الغرض.
وناذن بوضع برنامج لبعث محاضن للمؤسسات بمراكز التكوين المهني تتولى الاحاطة بالراغبين في بعث المشاريع وتوفر لهم الدعم والمساندة. كما ناذن بادراج مادة السلامة المهنية ضمن اختصاصات التكوين المهني.
واعتبارا للتطور الحاصل في مجال الاستثمار بالجهات ناذن ايضا باعادة النظر في تنظيم الوكالة التونسية للتكوين المهني على المستوى الجهوي وتامين الاحاطة الجيدة بمراكز التكوين ووضع صيغ متطورة لتسييرها.
وناذن في السياق ذاته باعادة هيكلة المركز الوطني لتكوين المكونين وهندسة التكوين لدعم قدراته على اعداد برامج مجددة تواكب التطور التكنولوجي وتلبي حاجيات المؤسسات من الكفاءات المهنية العليا.
ونحن نولي من ناحية اخرى اهمية فائقة للتكوين المستمر للعاملين والاطارات في مختلف المستويات. وقد حرصنا على تركيز منظومة جديدة لتمويل هذا التكوين واضفاء المزيد من المردودية على البرامج التي تنجزها المؤسسات لفائدة مواردها البشرية حتى يلبي التكوين المستمر حاجيات المؤسسات ويؤمن الارتقاء بمهارات العمال ويحفزهم الى مسايرة التطورات الحاصلة في تقنيات الانتاج. كما وجهنا التكوين المستمر الى مساندة البرامج الوطنية في مجالات الجودة والتحكم في الطاقة والمحافظة على البيئة وحماية المحيط.
وناذن في هذا المجال بمساعدة مراكز التكوين المهني على انجاز برنامج التكوين عن بعد لفائدة العاملين لتمكينهم من تنمية مهاراتهم والحصول على شهادات تؤهلهم للترقيات المهنية.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
ان قطاع الضمان الاجتماعي يحظى لدينا بعناية فائقة ومتابعة مستمرة لانه مظلة امان وحماية للمضمونين ضد مختلف المخاطر. ونحن نعمل على استدامة هذا القطاع والمحافظة على سلامة توازناته ودعم قدراته حتى يقدم افضل الخدمات لمنظوريه.
وقد سجلنا بارتياح بلوغ التغطية الاجتماعية سنة 2009 نسبة 95 بالمائة وسنواصل في هذا المجال تجسيم الهدف الذي رسمناه ببرنامجنا للمرحلة القادمة «2009-2014» وهو الاقتراب من التغطية الاجتماعية الشاملة الى حدود 98 بالمائة والعمل على ان لاتبقى اية مهنة خارج نظام الضمان الاجتماعي.
وسعيا منا الى اصلاح انظمة التقاعد وضمان حقوق كل الاطراف وخصوصا المضمونين الاجتماعيين وعائلاتهم ناذن بالتعمق في كل الفرضيات الممكنة لهذا الاصلاح وبتوسيع مجالات الحوار والتشاور بشانه في نطاق التفاهم والوفاق.
اما بخصوص الوقاية من الاخطار المهنية وصيانة راس مالنا البشري من كل الاضرار والامراض المحتملة فقد كنا اذنا بوضع برنامج متكامل للتصرف في الاخطار المهنية وتطوير خدمات طب الشغل ومتطلبات السلامة المهنية والتشخيص المبكر للامراض المهنية والوقاية منها والتخفيض من حوادث الشغل الى ادنى نسبة ممكنة.
كما اذنا بتعميق البحوث والدراسات في مجال حوادث الشغل ودعم الاطار التشريعي واجهزة التفقد ومجامع الطب المختصة ووضع برامج تستهدف القطاعات ذات الاولوية بالتدخل والفئات الاكثر عرضة للحوادث والمنتدبين الجدد مع تعزيز اجراءات الصحة والسلامة المهنية في كل مواقع العمل والانتاج.
وقد احدثنا جائزة وطنية للصحة والسلامة المهنية سنقوم بعد حين باسنادها لاول مرة الى المؤسسات المتميزة في المجال. كما اذنا بتخصيص هيكل اداري بوزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج توكل اليه مهمة رصد اسباب حوادث الشغل ودراستها وايجاد الحلول الكفيلة بالحد من اخطارها ودعم جهاز التفقد الخاص بمتابعة احترام اجراءات السلامة المهنية.
وكنا افردنا هذا القطاع في برنامجنا «معا لرفع التحديات» بقرارين متكاملين يهدفان الى «ارساء منظومة تشريعية متطورة في ميدان الصحة والسلامة المهنية» و«الترفيع في نسبة تغطية اليد العاملة بمجامع طب الشغل او بمصالح طبية خاصة من 40 بالمائة حاليا الى 70 بالمائة سنة 2014».
وتأتي كل هذه القرارات والبرامج تجسيما لسعي بلادنا الدؤوب الى ملاءمة سياساتها مع التطور العلمي والتكنولوجي ومع المعايير الدولية المتعلقة بالحق في التمتع بمحيط عمل سليم صحي وامن.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
لقد ركزنا اصلاحاتنا في المجالين الاقتصادي والاجتماعي على مبادئ وخيارات تواكب ما يشهده مجتمعنا ومحيطنا العالمي من تحولات وتقلبات. وعملنا على تعميق الوعي الجماعي بالتحديات القائمة والمنتظرة وعلى شحذ العزائم لمواجهتها والتصدي لمخاطرها.
وان للمنظمات المهنية دورا اساسيا الى جانب الدولة في التحسيس بكل ما يجري على الصعيد العالمي من تطورات وابتكارات تشمل ميادين سوق الشغل وانماط العمل واساليب الانتاج وفرص الاستثمار ومتطلبات المنافسة والتصدير.
كما ان لهذه المنظمات مسؤولية كبرى في اشاعة قيم العمل النبيلة لدى منظوريها وفي مقدمتها التفاني في البذل والاداء والمثابرة على الجد والاجتهاد والمساهمة في كل ما يدعم مكانة المؤسسة ويعزز سلامتها ويرتقي بمردودها ويكسبها مقومات الصمود والتطور والازدهار.
وندعو بالمناسبة جميع الاطراف الاجتماعية الى ان تتواصى بتقاليد الحوار والتشاور حتى لا يستعصي عليها اي مشكل فتتوصل الى الوفاق حول كل القضايا المطروحة او التي يمكن ان تطرح في كنف التفاهم والتعاون والتكامل.
اننا نحرص دائما على ان تقترن عندنا النجاعة الاقتصادية بالعدالة الاجتماعية في كل الميادين.
ونحن نؤكد من جديد ان تقدم الشعوب لا يتحقق الا بالبذل السخي والاداء الجيد من كل اطراف الانتاج.
وفي خضم التحديات العالمية الكبرى التي يطرحها علينا عصرنا في سائر المجالات ليس لنا من سبيل سوى ان نعتمد على انفسنا ونضاعف من جهودنا ونتحلى بالمبادرة والاقدام لنتغلب على الصعوبات ونتجاوز العقبات ونمضي قدما في تحقيق تنمية وطنية شاملة ومتوازنة لبلادنا يشارك الجميع في صنعها ويتمتع الجميع بثمارها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.