الرائد الرسمي.. صدور تنقيح القانون المتعلق بمراكز الاصطياف وترفيه الأطفال    الرئيس الايراني.. دماء أطفال غزة ستغير النظام العالمي الراهن    "حماس" ترد على تصريحات نتنياهو حول "الاستسلام وإلقاء السلاح"    ماذا في لقاء وزير السياحة بوفد من المستثمرين من الكويت؟    القيروان: حجز حوالي 08 طن من السميد المدعم    تصفيات كأس العالم 2026.. الكشف عن طاقم تحكيم مباراة تونس وغينيا الإستوائية    6 علامات تشير إلى الشخص الغبي    هام/ مجلس وزاري مضيّق حول مشروع قانون يتعلق بعطل الأمومة والأبوة    البرمجة الفنية للدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي محور جلسة عمل    ذبح المواشي خارج المسالخ البلدية ممنوع منعًا باتًا بهذه الولاية    عاجل/ قتلى وجرحى من جنود الاحتلال في عمليتين نوعيتين نفّذتهما القسّام    اختفى منذ 1996: العثور على كهل داخل حفرة في منزل جاره!!    شوقي الطبيب يُعلّق اعتصامه بدار المحامي    وزير الفلاحة يفتتح واجهة ترويجية لزيت الزيتون    للسنة الثانية على التوالي..إدراج جامعة قابس ضمن تصنيف "تايمز" للجامعات الشابة في العالم    عاجل : مطار القاهرة يمنع هذه الفنانة من السفر الى دبي    دراسة : المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    هل الوزن الزائد لدى الأطفال مرتبط بالهاتف و التلفزيون ؟    تونس تصنع أكثر من 3 آلاف دواء جنيس و46 دواء من البدائل الحيوية    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    بن عروس: جلسة عمل بالولاية لمعالجة التداعيات الناتجة عن توقف أشغال إحداث المركب الثقافي برادس    العجز التجاري يتقلص بنسبة 23,5 بالمائة    تعرّف على أكبر حاجّة تونسية لهذا الموسم    عاجل/ السيطرة على حريق بمصنع طماطم في هذه الجهة    نبيل عمار يشارك في الاجتماع التحضيري للقمة العربية بالبحرين    الإعداد لتركيز نقاط بيع نموذجية للمواد الاستهلاكية المدعمة بكافة معتمديات ولاية تونس    منطقة سدّ نبهانة تلقت 17 ملميترا من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    أعوان أمن ملثمين و سيارة غير أمنية بدار المحامي : الداخلية توضح    تفاصيل القبض على تكفيري مفتش عنه في سليانة..    سوسة: تفكيك شبكة مختصّة في ترويج المخدّرات والاحتفاظ ب 03 أشخاص    الخميس القادم.. اضراب عام للمحامين ووقفة احتجاجية امام قصر العدالة    كل التفاصيل عن تذاكر الترجي و الاهلي المصري في مباراة السبت القادم    وادا تدعو إلى ''الإفراج الفوري'' عن مدير الوكالة التونسية لمكافحة المنشطات    كأس تونس: تحديد عدد تذاكر مواجهة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    فتح تحقيق ضد خلية تنشط في تهريب المخدرات على الحدود الغربية مالقصة ؟    مطار قرطاج: الإطاحة بوفاق إجرامي ينشط في تهريب المهاجرين الأفارقة    الرابطة الأولى: الكشف عن الموعد الجديد لدربي العاصمة    منحة استثنائية ب ''ثلاثة ملاين'' للنواب مجلس الشعب ...ما القصة ؟    أول امرأة تقاضي ''أسترازينيكا''...لقاحها جعلني معاقة    باجة: خلال مشادة كلامية يطعنه بسكين ويرديه قتيلا    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة ..«عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    مدنين: انقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب بهذه المناطق    تونس: 570 مليون دينار قيمة الطعام الذي يتم اهداره سنويّا    بادرة فريدة من نوعها في الإعدادية النموذجية علي طراد ... 15 تلميذا يكتبون رواية جماعية تصدرها دار خريّف    مبابي يحرز جائزة أفضل لاعب في البطولة الفرنسية    برشلونة يهزم ريال سوسيداد ويصعد للمركز الثاني في البطولة الإسبانية    أخبار المال والأعمال    مع الشروق ..صفعة جديدة لنتنياهو    الاحتفاظ بنفرين من أجل مساعدة في «الحرقة»    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عشرات القتلى والجرحى جراء سقوط لوحة إعلانية ضخمة    نابل..تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بن علي في عيد الشغل: حريصون على اقتران النجاعة الاقتصادية بالعدالة الاجتماعية
نشر في الشروق يوم 01 - 05 - 2010

أكرم الرئيس زين العابدين بن علي، لدى إشرافه صباح أمس على الموكب الذي انتظم بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل، النقابيين والشغالين والمؤسسات وألقى رئيس الدولة بهذه المناسبة خطابا في ما يلي نصّه:
«بسم الله الرحمان الرحيم
أيها المواطنون
أيتها المواطنات
نحتفل اليوم مع سائر شعوب العالم بعيد الشغل إعلاء لقيم البذل والاجتهاد وتكريما للشغالين بالفكر والساعد رجالا ونساء في كل مواقع العمل والإنتاج وإكبارا لجهودهم في دعم المسيرة التنموية الشاملة لشعبنا وتعزيز مقومات المناعة والازدهار لبلادنا.
وإذ أشكر السيد عبد السلام جراد، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على ما جاء في كلمته من طيب المقاصد ونبل المشاعر، فإني أتوجه بأحر تحياتي الى كل اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد والى جميع منخرطيه واطاراته، معربا مجددا عن تقديري للدور البناء الذي يضطلع به الاتحاد العام التونسي للشغل الى جانب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، من أجل ترسيخ اركان السلم الاجتماعية، وتكريس مناخ الثقة والوفاق في العلاقات المهنية، وتأمين سلامة اقتصادنا، والالتزام بمصلحة وطننا العليا.
كما أتوجه بالتحية الى مختلف المؤسسات واللجان الاستشارية التي اسهمت في تحسين ظروف العمل ورفع الانتاجية، وفي تثبيت تقاليد التفاوض والتعاقد بين الاطراف المهنية، منوها بوعي الجميع بطبيعة المرحلة، وعزمهم على رفع تحدياتها وكسب رهاناتها.
وأهنئ بهذه المناسبة سائر الشغالين وأصحاب المؤسسات الذين سنشملهم بالتكريم بعد حين، جزاء مثابرتهم على الكد والجد وتميزهم بروح المبادرة والاجتهاد.
أيها المواطنون
أيتها المواطنات
لقد تم سنة 2009 صرف القسط الثاني من البرنامج الثلاثي السابع للزيادات في الاجور التي افضت اليها الجولة المنقضية من المفاوضات الاجتماعية في القطاعين العام والخاص .وبذلك يكون العمال والموظفون قد انتفعوا بالزيادات سنويا بصفة منتظمة ومتواصلة لم تنقطع منذ التغيير.
كما تم خلال سنة 2009 الترفيع في اجور العاملين في القطاعات غير الخاضعة لاتفاقيات مشتركة قطاعية او لانظمة اساسية خاصة. وكانت الاجور الدنيا في القطاع الفلاحي وغير الفلاحي، قد سجلت في السنة الماضية زيادات جديدة مكنت ضعاف الدخل من المحافظة على قدراتهم الشرائية، وذلك في اطار سعينا الدؤوب منذ التحول الى العناية بهذه الفئة وتحسين اوضاعها.
وتأكيدا لحرصنا على حماية الطاقة الشرائية للاجراء من ذوي الدخل المحدود، نعلن قرارنا بالزيادة في الأجر الادنى المضمون في القطاعين الفلاحي وغير الفلاحي. وستتولى الحكومة ضبط مقدار هذه الزيادات بعد التشاور مع المنظمات المهنية المعنية.
ونرجو ان تكون هذه الزيادات التي شملت كل اصناف الاجراء في شتى القطاعات، خير حافز الى مضاعفة الجهد وتطوير الاداء، والارتقاء بجودة الخدمات والمنتوجات، وحسن التصرف في الممتلكات والامكانيات، وبلوغ اعلى درجات المردودية والتنافسية.
ومن دواعي الارتياح والاعتزاز، ان انتظام المفاوضات الاجتماعية بصفة دورية، اصبح سمة مميزة لبلادنا الى جانب شمولها القطاعين العام والخاص، ونجاحها في تعزيز العلاقات المهنية، واثراء تقاليد الحوار والوفاق بين اطراف الانتاج، بما جعل من التجربة التونسية في المجال، مثالا يحتذى، وجلب لها تقدير المنظمات الاقليمية والدولية المختصة.
وندعو في هذا السياق الى مزيد العمل على تنشيط الحوار الاجتماعي المسؤول والمتكافئ داخل المؤسسة، وترشيد العلاقات المهنية بين الهياكل المضطلعة به، في اطار الوعي الجماعي بالحقوق والواجبات.
أيها المواطنون
أيتها المواطنات
ما يزال التشغيل رهانا وطنيا مطروحا على سائر الاطراف المعنية ببلادنا، لاسيما في ما يتعلق بتشغيل الشباب وحاملي الشهائد العليا. ونحن نواصل الحرص على ايجاد مختلف الحلول والآليات التي تساعدنا على استيعاب اكبر عدد ممكن من الشبان المقبلين على سوق الشغل.
وقد شرعنا ضمن توجهات برنامجنا للمرحلة القادمة، في التقليص من فترة انتظار الشغل اثر التخرج من الجامعة، وفي تطوير تدخلات الصندوق الوطنى للتشغيل 21-21 ضمن سبعة برامج كبرى، لاضفاء المزيد من النجاعة عليها، وتبسيط اجراءات الانتفاع بخدماتها وتوجيهها للفئات التي هى بحاجة الى الاحاطة والدعم. ورصدنا لهذه البرامج خلال السنة الحالية 187 مليون دينار ستمكننا من توفير 210 الاف موطن ادماج وتكوين وتأهيل لطالبي الشغل، من شتى الفئات والمستويات.
ومنحنا الجهات صلاحيات اكبر في وضع هذه البرامج وتنفيذها، في اطار عقود تضبط الاهداف التي يتعين تحقيقها. واضفنا الى تدخلات الصندوق برنامجا للخدمة المدنية التطوعية بالتعاون مع النسيج الجمعياتى، وذلك من اجل فتح فرص ادماج ارحب امام حاملي شهائد التعليم العالي. كما اذنا بدعم كل المبادرات الموجهة الى احداث جمعيات الاحاطة بطالبي الشغل.
وواصلنا سنة 2009 العمل على التقليص من تداعيات الازمة المالية العالمية على مؤسساتنا وعلى اقتصادنا الوطني. واتخذنا لذلك مجموعة من الاجراءات التي تستهدف المحافظة على مواطن الشغل بالمؤسسات التي تاثرت بهذه الازمة. كما ثابرنا على تطوير النسيج الاقتصادي وتأهيل قطاعات الانتاج.
وكان لتطوير البنية الاساسية الصناعية الاثر المحمود في انتصاب عدة مشاريع مشغلة بمناطق التنمية الجهوية. كما ان السياسة التحفيزية التي توخيناها لاستقطاب الاستثمار بهذه المناطق، قد ساعدتنا على انطلاق عشرة مشاريع كبرى سنة 2009 هى اليوم في طور العمل والانتاج ومكنتنا من توفير 500 7 موطن شغل. ومن المنتظر ان يرتفع هذا العدد الى 500 17 موطن شغل في موفى سنة 2010 .
ويبقى كسب رهان التشغيل مرتبطا اشد الارتباط بمدى نجاحنا في مزيد الرفع من نسق احداث المؤسسات، ونشر ثقافة المبادرة لدى شبابنا، واعطاء انطلاقة اقوى للانشطة الواعدة والمجددة.
وتكريسا لهذا الهدف، نأذن بالإسراع في توحيد تدخلات هياكل المساندة المعنية بالتنسيق بين فضاءات المبادرة ومراكز الاعمال، وذلك في اطار السعي الى احداث «دار المؤسسة» بكل ولاية، ودعم نشاطها على المستويين الجهوي والمحلي، حتى نقرب خدماتها من جميع الراغبين في بعث المشاريع.
وأما بخصوص اصلاح التكوين المهني وتاهيله ليكون في خدمة طالبي الشغل وقادرا على تلبية حاجيات الجهات التنموية والاستثمارية، فناذن باحداث اقطاب امتياز للتكوين المهني في الانشطة الواعدة، بالشراكة مع المهنيين ومع مؤسسات تكوين دولية مرجعية، بما يرفع من جودة التكوين ويؤسس لاعتراف متبادل بالشهادات المختصة في الغرض.
ونأذن بوضع برنامج لبعث محاضن للمؤسسات بمراكز التكوين المهني، تتولى الاحاطة بالراغبين في بعث المشاريع وتوفر لهم الدعم والمساندة. كما نأذن بادراج مادة السلامة المهنية ضمن اختصاصات التكوين المهني.
واعتبارا للتطور الحاصل في مجال الاستثمار بالجهات نأذن، ايضا باعادة النظر في تنظيم الوكالة التونسية للتكوين المهني على المستوى الجهوي، وتامين الاحاطة الجيدة بمراكز التكوين ووضع صيغ متطورة لتسييرها.
ونأذن في السياق ذاته، باعادة هيكلة المركز الوطني لتكوين المكونين وهندسة التكوين لدعم قدراته على اعداد برامج مجددة تواكب التطور التكنولوجي، وتلبي حاجيات المؤسسات من الكفاءات المهنية العليا.
ونحن نولي من ناحية أخرى اهمية فائقة للتكوين المستمر للعاملين والاطارات في مختلف المستويات. وقد حرصنا على تركيز منظومة جديدة لتمويل هذا التكوين، واضفاء المزيد من المردودية على البرامج التي تنجزها المؤسسات لفائدة مواردها البشرية حتى يلبي التكوين المستمر حاجيات المؤسسات، ويؤمن الارتقاء بمهارات العمال ويحفزهم الى مسايرة التطورات الحاصلة في تقنيات الانتاج.
كما وجهنا التكوين المستمر الى مساندة البرامج الوطنية في مجالات الجودة، والتحكم في الطاقة، والمحافظة على البيئة وحماية المحيط.
ونأذن في هذا المجال، بمساعدة مراكز التكوين المهني على انجاز برنامج التكوين عن بعد لفائدة العاملين، لتمكينهم من تنمية مهاراتهم والحصول على شهادات تؤهلهم للترقيات المهنية.
أيها المواطنون
أيتها المواطنات
إن قطاع الضمان الاجتماعي يحظى لدينا بعناية فائقة ومتابعة مستمرة، لانه مظلة امان وحماية للمضمونين ضد مختلف المخاطر. ونحن نعمل على استدامة هذا القطاع، والمحافظة على سلامة توازناته، ودعم قدراته حتى يقدم افضل الخدمات لمنظوريه.
وقد سجلنا بارتياح، بلوغ التغطية الاجتماعية سنة 2009 نسبة 95 بالمائة وسنواصل في هذا المجال تجسيم الهدف الذي رسمناه ببرنامجنا للمرحلة القادمة (2009- 2014) وهو الاقتراب من التغطية الاجتماعية الشاملة الى حدود 98٪ والعمل على ان لا تبقى اية مهنة خارج نظام الضمان الاجتماعي.
وسعيا منا الى اصلاح انظمة التقاعد، وضمان حقوق كل الاطراف وخصوصا المضمونين الاجتماعيين وعائلاتهم، ناذن بالتعمق في كل الفرضيات الممكنة لهذا الاصلاح، وبتوسيع مجالات الحوار والتشاور بشأنه في نطاق التفاهم والوفاق.
أما بخصوص الوقاية من الأخطار المهنية وصيانة رأس مالنا البشري من كل الأضرار والأمراض المحتملة، فقد كنا اذنا بوضع برنامج متكامل للتصرف في الأخطار المهنية، وتطوير خدمات طب الشغل ومتطلبات السلامة المهنية، والتشخيص المبكر للأمراض المهنية والوقاية منها والتخفيض من حوادث الشغل إلى أدنى نسبة ممكنة.
كما اذنا بتعميق البحوث والدراسات في مجال حوادث الشغل، ودعم الاطار التشريعي واجهزة التفقد ومجامع الطب المختصة، ووضع برامج تستهدف القطاعات ذات الاولوية بالتدخل، والفئات الاكثر عرضة للحوادث، والمنتدبين الجدد، مع تعزيز اجراءات الصحة والسلامة المهنية في كل مواقع العمل والانتاج.
وقد أحدثنا جائزة وطنية للصحة والسلامة المهنية سنقوم بعد حين باسنادها لاول مرة الى المؤسسات المتميزة في المجال. كما اذنا بتخصيص هيكل اداري بوزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج، توكل إليه مهمة رصد اسباب حوادث الشغل ودراستها، وايجاد الحلول الكفيلة بالحد من اخطارها، ودعم جهاز التفقد الخاص بمتابعة احترام اجراءات السلامة المهنية.
وكنا أفردنا هذا القطاع في برنامجنا «معا لرفع التحديات» بقرارين متكاملين يهدفان الى «ارساء منظومة تشريعية متطورة في ميدان الصحة والسلامة المهنية» و«الترفيع في نسبة تغطية اليد العاملة بمجامع طب الشغل او بمصالح طبية خاصة من 40 بالمائة حاليا الى 70 ٪ سنة 2014».
وتأتي كل هذه القرارات والبرامج، تجسيما لسعي بلادنا الدؤوب الى ملاءمة سياساتها مع التطور العلمي والتكنولوجي ومع المعايير الدولية المتعلقة بالحق فى التمتع بمحيط عمل سليم صحي وآمن.
أيها المواطنون
أيتها المواطنات
لقد ركزنا اصلاحاتنا في المجالين الاقتصادي والاجتماعي على مبادئ وخيارات تواكب ما يشهده مجتمعنا ومحيطنا العالمي من تحولات وتقلبات. وعملنا على تعميق الوعي الجماعي بالتحديات القائمة والمنتظرة، وعلى شحذ العزائم لمواجهتها والتصدي لمخاطرها.
وإن للمنظمات المهنية دورا اساسيا الى جانب الدولة في التحسيس بكل ما يجري على الصعيد العالمي من تطورات وابتكارات تشمل ميادين سوق الشغل، وانماط العمل، واساليب الانتاج، وفرص الاستثمار ومتطلبات المنافسة والتصدير.
كما ان لهذه المنظمات مسؤولية كبرى في اشاعة قيم العمل النبيلة لدى منظوريها، وفي مقدمتها : التفاني في البذل والاداء، والمثابرة على الجد والاجتهاد والمساهمة في كل ما يدعم مكانة المؤسسة ويعزز سلامتها ويرتقي بمردودها ويكسبها مقومات الصمود والتطور والازدهار.
وندعو بالمناسبة جميع الاطراف الاجتماعية الى ان تتواصى بتقاليد الحوار والتشاور، حتى لا يستعصي عليها أي مشكل فتتوصل الى الوفاق حول كل القضايا المطروحة او التي يمكن ان تطرح في كنف التفاهم والتعاون والتكامل.
إننا نحرص دائما على ان تقترن عندنا النجاعة الاقتصادية بالعدالة الاجتماعية في كل الميادين.
ونحن نؤكد من جديد ان تقدم الشعوب لا يتحقق الا بالبذل السخى والاداء الجيد من كل اطراف الانتاج.
وفي خضم التحديات العالمية الكبرى التي يطرحها علينا عصرنا في سائر المجالات، ليس لنا من سبيل سوى ان نعتمد على انفسنا، ونضاعف من جهودنا، ونتحلى بالمبادرة والاقدام، لنتغلب على الصعوبات، ونتجاوز العقبات، ونمضي قدما في تحقيق تنمية وطنية شاملة ومتوازنة لبلادنا، يشارك الجميع في صنعها ويتمتع الجميع بثمارها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
ثم تولى رئيس الدولة اسناد وسام الشغل من الدرجة الاستثنائية الى ثلة من الاطارات والمسؤولين النقابيين تقديرا لجهودهم من اجل ارساء علاقات مهنية يسودها التفاهم والحوار بما يؤمن استمرار عوامل التنمية ويوازن بين مقتضيات النجاعة الاقتصادية والتقدم الاجتماعي
كما أسند رئيس الدولة جائزة العامل المثالي لمن تميزوا بروح المبادرة والبذل والاجتهاد والحرص على الزيادة في الانتاج وتحسين الانتاجية.
وأكرم سيادة الرئيس عددا من المؤسسات التي تميزت بجهودها المتواصلة لتطوير وسائل الانتاج وتحسين ظروف العمل والرفع من المستوى المهني للعمال وتنمية مؤهلاتهم وذلك باسناد هذه المؤسسات جائزة التقدم الاجتماعي.
كما تولى رئيس الدولة تسليم جائزة اللجان الاستشارية للمؤسسات ونيابات العملة لثلاث لجان استشارية تميزت بمساهمتها الفاعلة في المساعدة على تنظيم العمل قصد الرفع من الانتاج والانتاجية ودعم التدريب والتكوين المهني للعملة وتنمية الموارد البشرية وحسن توظيف المشاريع الاجتماعية وتنميتها وتجسيما لما كان أعلن عنه يوم غرة ماي للسنة الماضية من احداث جائزة وطنية للصحة والسلامة المهنية، أكرم الرئيس زين العابدين بن علي مؤسستين باسنادهما هذه الجائزة لتميزهما بمجهودات متواصلة في مجال الصحة والسلامة المهنية من اجل تهيئة مواقع العمل وتوفير الظروف الملائمة لحفظ الصحة داخل المؤسسة وتعزيز الوقاية من الاخطار المهنية
وكان السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ألقى بهذه المناسبة كلمة أكد فيها أن ما تنعم به تونس اليوم من رقي واستقرار وما تحققه من انجازات في مختلف الميادين يعد شهادة حية على بعد نظر الرئيس زين العابدين بن علي وحكمته في دفع مسيرة التنمية والسمو بتونس إلى أعلى مراتب التقدم.
وبعد أن أشار إلى مراهنة سيادة الرئيس على تأمين أسباب العيش الكريم لكافة الفئات والجهات وعلى قدرات الشعب لرفع تحديات العولمة، أوضح أن تونس توفقت بفضل ربط آليات اقتصاد السوق بإصلاحات اجتماعية جريئة في الحد من التداعيات السلبية للتقلبات العالمية.
وبين أن الرئيس زين العابدين بن علي حرص على تنمية الموارد البشرية وتطوير قطاعات المعرفة والتربية والتكوين والبحث العلمي وحفز المبادرات لخلق نسيج صناعي متنوع ايمانا من سيادته بأن احترام كرامة الانسان وتطوير علاقات الشغل والارتقاء بدخل الفرد علاوة على دعم القدرة التشغيلية للاقتصاد الوطني وتأمين التوزيع الأعدل لثمار التنمية تعتبر كلها عناصر أساسية للازدهار الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.
وأبلغ السيد عبد السلام جراد رئيس الدولة مشاعر امتنان النقابيين والشغالين لدعم سيادته للمفاوضات الاجتماعية بما يؤكد الحرص على رفع القدرة الشرائية للأجراء وتحسين ظروفهم المهنية.
وأكد عزم الشغالين على المساهمة في تجسيم الأهداف الطموحة التي تضمنها البرنامج الانتخابي للسنوات القادمة ودعم مسيرة الإصلاح والتغيير التي يقودها رئيس الدولة بكامل التبصر بما يتيح لتونس الارتقاء الى طور جديد على درب تكريس مقومات الحياة الديمقراطية وبناء مجتمع الرفاه والتضامن.
وكان الرئيس زين العابدين بن علي التقى بأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل قبل انطلاق هذا الموكب الذي حضره الوزير الأول ورئيسا مجلس النواب ومجلس المستشارين وأعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي وأعضاء الحكومة ومفتي الجمهورية.
كما دعي لحضوره الأمناء العامون للأحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وعدد من سامي الإطارات والشخصيات الوطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.