تونس-الصباح - برزت في السنوات الأخيرة بعض المبادرات والمشاريع والبرامج المشتركة بين الدول المصدرة للهجرة والدول المستقبلة لها وذلك في إطار السعي أولا للحد من الهجرة غير الشرعية وثانيا لإيجاد سبل كفيلة بالاتجاه أكثر نحو الهجرة المنظمة والمقننة. وإن تبقى هذه المبادرات لا تفي بحاجة الدول النامية ولم تصل بعد إلى المستوى المطلوب لمواجهة الأعداد الكبيرة من الشباب المسكون بهاجس الهجرة وإلى مستوى الوعود المقدمة لهذه الدول من قبل الدول المتقدمة لمساعدتها في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتوفير مواطن شغل تكون عنصر شد للراغبين في الهجرة، لكن يمكن اعتبارها في كل الأحوال مبادرات إيجابية بحاجة إلى تدعيم. مشاريع مشتركة من بين المشاريع المشتركة بين ضفتي المتوسط في مجال الهجرة نذكر المشروع التونسي الإيطالي تحت عنوان "سبل الهجرة المنظمة والمؤطرة " الذي أعطيت إشارة انطلاقته في جوان الفارط وهو مشروع يندرج في إطار شراكة بين الجمعية المغاربية لتنمية الموارد البشرية وجمعية "تكلا" الإيطالية ويمتد إنجازه إلى غاية ماي 2009 . يهدف المشروع إلى توفير فرص عمل مضمونة ومؤطرة في إطار اتفاقيات شراكة وعقود عمل وفقا لحاجيات الدولة الإيطالية من اليد العاملة و العمل على تنظيم دورات تكوينية لطالبي الشغل تؤهلهم للاندماج في المجتمع الإيطالي بعد ابرام عقود العمل و برمجة حملات تحسيسية حول الانعكاسات السلبية للهجرة غير الشرعية .هذا إلى جانب انجاز بحوث ودراسات ميدانية حول مختلف المواضيع المتصلة بالهجرة وسوق الشغل لتوفير أرضية عملية وبنك معطيات يساعد القائمين على المشروع على تحديد أهدافهم بصفة دقيقة. وينتظر أن يشمل المشورع كافة جهات البلاد لكن بصفة أدق جهات تونس والمهدية ونابل وجندوبة والقصرين. فرص عمل بالخارج ودائما في إطار توفير فرص عمل مقنن لشبابنا في الخارج نشير إلى أن الوكالة التونسية للتشغيل والعمل المستقل تسعى إلى الاهتمام بهذا الموضوع ونذكر على سبيل المثال أنها تمكنت خلال المخطط الماضي من تحقيق 5697 عملية تركيز في الخارج لطالبي الشغل 4014 عقدا موسميا و16839 عقد عمل قار. وتؤكد الوكالة أنها تسعى للانخراط في كافة البرامج التي يوفرها الاتحاد الأوروبي وبعض المؤسسات العالمية الاخرى على غرار المنظمة العالمية للهجرة التي تهدف إلى تقنين الهجرة وتحقيق حاجيات الدول الأوروبية من اليد العاملة في أطر تشاركية مع البلدان المصدرة للهجرة وفي مقدمتها دول جنوب المتوسط،مع العلم أن المؤشرات المستقبلية حول حاجيات الدول من اليد العاملة تؤكد أن أوروبا ستحتاج في الفترة مابين 2010 و2050 إلى حوالي 20 مليون عامل أجنبي. وحول المشاريع المستقبلية للوكالة في توفير مواطن شغل بالخارج تفيد مصادر الوكالة أنه من المنتظر خلال المخطط الحالي العمل على تركيز حوالي 7500 طالب شغل في الخارج وذلك بمعدل 1500 عملية تشغيل في السنة. ستعمل الوكالة كذلك على تركيز قاعدة معطيات حول المترشحين للعمل بالخارج وستكون هذه القاعدة بلغات مختلفة لتمكين المشغلين في الدول الاجنبية من التعرف على كفاءات اليد العاملة التونسية وتحديد حاجياتهم.