شاءت الظروف أن اكون خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان في لندن.. وأن يكون الفندق الذي أقمت فيه في منطقة يكثر فيها السياح وتجد بها عددا من المطاعم والمحلات التجارية العربية والتركية والايرانية والهندية.. وتحديدا في كوينزواي وايدوارد رود.. أكلات شرقية ومغاربية.. وحلويات رمضانية فضلا عن بعض محلات الشيشة.. والشاي بالنعناع في " الصينية " المغاربية.. ورغم الاحصائيات الرسمية التي تقدر عدد المسلمين في كامل بريطانيا بحوالي مليونين فقط فان الانتشار السريع للمحلات التي تستهدف الجالية العربية والمسلمة تدفع البعض الى تقديم تقديرات اخرى تتوقع ان العدد اكبر بكثير.. وان سبب غياب احصائيات دقيقة عن العرب والمسلمين سهولة الحصول على جنسية بريطانية (بعد 5 أعوام من الاقامة ).. ويبرز الحضور العربي والاسلامي خاصة في لندن.. حيث برزت أحياء كاملة في الضواحي تغلب عليها نسبة الهنود والباكستانيين والعرب.. وجلهم من العراقيين والفلسطينيين واللبنانيين والسوريين.. واجمالا تلاحظ منذ الوهلة الاولى أن المستوى الثقافي والاجتماعي للمهاجرين العرب والمسلمين في بريطانيا أفضل بكثير من مستوى نسبة كبيرة من نظرائهم في فرنسا وايطاليا وبلجيكيا واسبانيا مثلا.. حيث يتميز المهاجر العربي غالبا بالامية الثقافية فيما تقترن صورته في حالات كثيرة بالبطالة والفقر والعنف وتجارة الجنس وترويج المخدرات.. في لندن تجد مطاعم ومقاهي راقية وأخرى شعبية - لكنها هادئة - يؤمها العرب والمسلمون المفطرون والصائمون في رمضان معا ليعيشوا معا أجواء شهر رمضان على انغام فيروز وزياد الرحباني وابتهالات لطفي بوشناق وروائع ميادة الحناوي وصباح فخري وأم كلثوم وعبد الوهاب.. في هذه الاجواء والمحلات سعدت كثيرا بان اكتشفت بيع عدد منها للتمور التونسية المعلبة.. من نوع دقلة النور.. لكنني فوجئت سلبا في مناسبتين بان بعض ما فيها من حبات تمر كان " ملغما" بالدود..؟؟ ( والدود يحمر الخدود )..؟؟ فمزيدا من الحرص على جودة ما يباع من تمور معلبة في تونس وخارجها يا سادتي الكرام.. حرصا على سمعة تونس ومنتوجاتها..