مع الشروق .. قمّة بكين ... وبداية تشكّل نظام دولي جديد    انطلاقا من غرة جوان: 43 د السعر الأقصى للكلغ الواحد من لحم الضأن    رئيس الحكومة يستقبل المدير العام للمجمع السعودي "أكوا باور"    توقيع مذكرة تفاهم تونسية سعودية لتطوير مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في تونس    شهداء وجرحى في قصف لقوات الاحتلال على مدينة غزة..    بطاقتا إيداع بالسجن ضد أجنبيين تورّطا في تنظيم عمليات دخول أفارقة لتونس بطرق غير نظامية    بداية من اليوم: خدمة جديدة للمنخرطين بال'كنام' والحاصلين على الهوية الرقمية    صفاقس: إيقاف 21 افريقيا وصاحب منزل أثر معركة بالاسلحة البيضاء    جنيف: وزير الصحة يؤكد أهمية تعزيز قدرات الدول الإفريقية في مجال تصنيع اللّقاحات    عاجل/ هذا ما قرّرته 'الفيفا' بشأن المكتب الجامعي الحالي    وزارة الصناعة: توقيع اتفاقية تعاون بين أعضاء شبكة المؤسسات الأوروبية "EEN Tunisie"    مفقودة منذ سنتين: الصيادلة يدعون لتوفير أدوية الإقلاع عن التدخين    كلاسيكو شوط بشوط وهدف قاتل    أول تعليق من نيللي كريم بعد الانفصال عن هشام عاشور    بالفيديو: بطل عالم تونسي ''يحرق'' من اليونان الى إيطاليا    مراسم استقبال رسمية على شرف رئيس الجمهورية وحرمه بمناسبة زيارة الدولة التي يؤديها إلى الصين (فيديو)    عاجل/ فرنسا: إحباط مخطّط لمهاجمة فعاليات كرة قدم خلال الأولمبياد    وزارة المرأة تحذّر مؤسسات الطفولة من استغلال الأطفال في 'الشعوذة الثقافية'    بن عروس: حجز أجهزة اتصالات الكترونيّة تستعمل في الغشّ في الامتحانات    بطاقة إيداع بالسجن ضدّ منذر الونيسي    مجلس نواب الشعب: جلسة استماع حول مقترح قانون الفنان والمهن الفنية    رئيس لجنة الفلاحة يؤكد إمكانية زراعة 100 ألف هكتار في الجنوب التونسي    المنتخب الوطني يشرع اليوم في التحضيرات إستعدادا لتصفيات كأس العالم 2026    النادي الصفاقسي في ضيافة الاتحاد الرياضي المنستيري    الرئيس الصيني يقيم استقبالا خاصا للرئيس قيس سعيّد    قبلي : تنظيم اجتماع تشاوري حول مستجدات القطاع الثقافي وآفاق المرحلة القادمة    وزير التعليم العالي: نحو التقليص من الشعب ذات الآفاق التشغيلية المحدودة    عاجل/ حريق ثاني في حقل قمح بجندوبة    مستشفى الحبيب ثامر: لجنة مكافحة التدخين تنجح في مساعدة 70% من الوافدين عليها على الإقلاع عن التدخين    منظمة الصحة العالمية تمنح وزير التعليم العالي التونسي ميدالية جائزة مكافحة التدخين لسنة 2024    صفاقس: وفاة امرأتين وإصابة 11 راكبا في اصطدام حافلة ليبية بشاحنة    تطاوين: البنك التونسي للتضامن يقرّ جملة من التمويلات الخصوصية لفائدة فلاحي الجهة    بمشاركة اكثر من 300 مؤسسة:تونس وتركيا تنظمان بإسطنبول أول منتدى للتعاون.    رولان غاروس: إسكندر المنصوري يتأهل الى الدور الثاني لمسابقة الزوجي    الشايبي يُشرف على افتتاح موسم الأنشطة الدّينية بمقام سيدي بالحسن الشّاذلي    الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية مجانا يوم الأحد 2 جوان    آخر مستجدات قضية عمر العبيدي..    الانتقال الطاقي: مشروع للضخ بقدرة 400 ميغاواط    انتخاب التونسي صالح الهمامي عضوا بلجنة المعايير الصحية لحيوانات اليابسة بالمنظمة العالمية للصحة الحيوانية    رولان غاروس: أنس جابر تواجه اليوم المصنفة 34 عالميا    حادث مروع بين حافلة ليبية وشاحنة في صفاقس..وهذه حصيلة الضحايا..#خبر_عاجل    بعد الظهر: أمطار ستشمل هذه المناطق    جبنيانة: الإطاحة بعصابة تساعد الأجانب على الإقامة غير الشرعية    الرابطة المحترفة الأولى: مرحلة تفادي النزول – الجولة 13: مباراة مصيرية لنجم المتلوي ومستقبل سليمان    الأوروغوياني كافاني يعلن اعتزاله اللعب دوليا    عاجل/بعد سوسة: رجة أرضية ثانية بهذه المنطقة..    إلغاء بقية برنامج زيارة الصحفي وائل الدحدوح إلى تونس    تونس والجزائر توقعان اتفاقية للتهيئة السياحية في ظلّ مشاركة تونسية هامّة في صالون السياحة والأسفار بالجزائر    بنزرت: الرواية الحقيقية لوفاة طبيب على يدي ابنه    الإعلان عن تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية من 23 إلى 30 نوفمبر 2024    منبر الجمعة .. لا يدخل الجنة قاطع صلة الرحم !    مواطن التيسير في أداء مناسك الحج    من أبرز سمات المجتمع المسلم .. التكافل الاجتماعي في الأعياد والمناسبات    شقيقة كيم: "بالونات القمامة" هدايا صادقة للكوريين الجنوبيين    محكمة موسكو تصدر قرارا بشأن المتهمين بهجوم "كروكوس" الإرهابي    مدينة الثقافة.. بيت الرواية يحتفي ب "أحبها بلا ذاكرة"    الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع .. فنانون من 11 بلدا يجوبون 10 ولايات    عندك فكرة ...علاش سمي ''عيد الأضحى'' بهذا الاسم ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطباء وطنيون لم يتخلفوا عن المعارك التحريرية
حديث الذاكرة
نشر في الصباح يوم 25 - 09 - 2007

لما انطلقت الثورة التونسية سنة 1952 كان عدد الأطباء محدودا طبقا للسياسة الاستعمارية. فضلا عن فقدانهم بمناطق التراب العسكري حيث يتولى ضباط الجيش الفرنسي المعالجة.
وكان الثوار يعالجون بالأدوية التقليدية الموروثة بتلك الربوع. وفي بقية تراب (الإيالة التونسية) وجد أطباء وطنيون لم يتخلوا عن الاستجابة لنداء الواجب الوطني وهبوا لمعالجة جرحى معارك التحرير معرضين أنفسهم للخطر فمنهم من استشهد. ومنهم من سجن ونفي. ومنهم من كان عرضة للمطاردة والاضطهاد والتعسف..
ولعل هذا ما حرك ذاكرتي لاستحضار خواطر راودتني منذ إحياء الذكرى الخمسينية لاستقلال تونس يكاد يطويها النسيان لبطولات فئة فاضلة من المجتمع التونسي ينعتونها ب"ملائكة الرحمة" الذين لا يقل نضالهم عن المقاومين الآخرين الذين حملوا السلاح في وجه قوات الاحتلال الاستعماري وناهضوه بشتى أساليب المواجهة. لقد كثر الجدل حول مدى مشاركة الشعب التونسي في الثورة الحاسمة 1952 حتى كاد يحصر في بضعة آلاف وهل ننسى أن للحركة الوطنية مفعول كبير في نشر الوعي الوطني الذي عم معظم فئات الشعب التونسي.تجاوز ما كان في السابق من طفرة عابرة تنطفئ بسرعة وتخمد أنفاسها دون أن يقرأ لها حساب. إن الشعب التونسي لم يتخل عن لعب دوره في مقاومة الاستعمار بكل الأساليب والأدوار والإمكانيات. رجالا ونساء شيبا وشبابا وأطفالا بإرادة وطنية صادقة تقهر الجبابرة والطغاة.إني أقدم هذه الخواطر وأنا على أبواب الأربعينتين لم أبق جالسا فوق الربوة.تحملت نصيبي.أيام المحن والشدائد التي مرت بها بلادنا.
1) أطباء وطنيون قياديون
1) الدكتور الحبيب ثامر: ترأس الديوان السياسي الخامس أكتوبر 1938 وقاد الحزب في غياب قادة الحزب المؤسسين المنفيين بسجون فرنسا. قام في 14 نوفمبر 1942 داخل السجن المدني بثورة(1) رفقة الرشيد ادريس فتحوا أبوابه على مصراعيه ووصلوا خارج باب السجن حيث تلقاهم بالرصاص فريق من عسكر الباي الذين كانوا يحرسون أسوار السجن فأسفرت النتيجة عن قتل أربعة شهداء وإحكام غلق الأبواب وإعلان حالة الفزع بالسجن. وسلط العقاب الشديد على المتمردين. "وكان الدكتور ثامر يحمل في حزامه الخطاب الذي تلقاه في البريد السري من الزعيم الحبيب بورقيبة والذي يؤكد في الخطاب إيمانه بإنتصار الحلفاء في الحرب ويوصي بإحكام الاتصال مع ممثل الحلفاء وخاصة قنصل الولايات المتحدة في تونس. وقد تلاه على المساجين الذين سمعوا عباراته الواضحة وبقي وقعه راسخا في عقولهم.يعد هذا الخطاب وثيقة تاريخية.لا يمكن تجاهلها..رغم دعوى من يشككون في وجود تلك الوثيقة ويؤكد المناضل الكبير الرشيد ادريس وصول هذه الرسالة إلى رواق الدستوريين بالسجن ومحافظة الدكتور ثامر عليها".
كان استشهاده مريعا بباكستان في 13 ديسمبر 1949 اثر حضوره في المؤتمر الإسلامي رفقة محمد بن عبود نائب المغرب وعلي الحامي نائب الجزائر واثر المؤتمر قام أعضاء الوفد بجولة استطلاعية في شمال الباكستان فإرتمطت طائرتهم بجبل "لاهور" قسمت الطائرة إلى شطرين هلك كل راكبي الشطر الذي يمتطيه الشهيد الحبيب ثامر وصحبه انه مجاهد فذ زعيم جسور في كل مراحل كفاحه. بقي خالدا في الذاكرة الشعبية يحمل اسمه مستشفى بالعاصمة وشوارع وأنهج بمعظم بلديات الجمهورية.
2) الدكتور الصادق المقدم: بعد إعلان الثورة الحاسمة في 18 جانفي 1952 برز دوره في مجلس الأربعين الذي رفض الإصلاحات التي تقدم بها المقيم الطاغية "دي هوتكوك". ترأس الديوان السياسي السري الثاني اثر إيقاف الزعيم الحبيب بورقيبة وعدد من الزعماء إلى أن تمّ إيقافه بالجنوب فعوضه الهادي نويرة.. أصبح عرضة عديد المرات لتعسف المستعمر. وواصل نضاله السري في تلك الظروف الصعبة بإعطاء التعليمات لتنشيط حركة المقاومة. وتولى معالجة الجرحى الذين يصيبهم الرصاص في المظاهرات بمقر عيادته الواقعة بنهج "الكومسيون" ويغامر بتهريب المفتش عنهم المطاردين الملتجئين إلى مكتبه عبر الباب الخلفي للعيادة. كانت اتصالاته السرية كمسؤول عن الحزب بالمسؤولين الطلقاء مثل فرحات حشاد وأحمد المستيري وأحمد التليلي في شأن تحريك سواكن المناضلين والمناضلات ومؤازرة المقاومة وكان شديد الارتباط بالمختار عطية أحد العناصر الفاعلة المحركة للمنظمات السرية والداعية للنزول للشارع. ولم يتوانى عن مباشرة النقل ليلا لبعض الهاربين(2) من السجون المفتش عنهم في سيارته الخاصة. وكثيرا ما كان يذكر لنا إخوان بالسجون الاتصالات الداعية للمقاومة بالعاصمة وصفاقس وسوسة التي كان وراءها الدكتور الصادق المقدم.
3) الدكتور محمود الماطري: قضى عاما وثمانية أشهر (630 يوما) منتقلا بين النفي ببنقردان وغرف وخيام محتشد برج "لوبوف" بالتراب العسكري بالمناطق ذات الصبغة الصحراوية ذاق فيها قساوة الطبيعة وشظف العيش والحرمان من الأهل والأحباب.
وفي(3) أحداث 9 أفريل 1938 لم يتمالك " بعد اختراق رصاصتان بلور شرفة مكتبه بباب منارة التي التجأ إليها بعض المارة..عن إلقاء نفسه في الأحداث مخترقا شوارع قلب المدينة متوجها إلى نادي الحزب الحر الدستوري الجديد بنهج "التريبونال" فوجد بعض الشبان من المناضلين الدستوريين وغيرهم منهمكين في معالجة عديد الجرحى فأمر بنقل الجرحى الأخطر حالا إلى المستشفى الصادقي بجميع الوسائل المتوفرة كالمناضد والألواح وحتى مصاريع الأبواب المنتزعة من المنازل ثم انتقل بنفسه إلى المستشفى لتقديم مساعداته ودخل إلى غرفة حجز الجثث فوجد عددها وقتها خمسة عشر جثة ملطخة بالدماء وفي قسم الجراحة شاهد أمامه عددا كبيرا من الجرحى يصرخون ويئنون بعضهم على ناقلات والبعض الآخر ملقى على الأرض.ولم يتخلف الأطباء الفرنسيون ومساعديهم التونسيون أمثال الصادق بن عمار وعلي الماطري والمنجي خليل عن بذل الجهد المشكور". يحمل اسمه مستشفى أريانة وعديد لوائح الأنهج بمعظم بلديات الجمهورية.ومن أشهر مواقفه في مؤتمر الحزب الحر الدستوري الجديد 1937 الانضمام إلى شق الاعتدال مقابل التيار المتطرف.
4) الدكتور سليمان بن سليمان: قضى ما يفوق 4 سنوات بين السجون التونسية وبين قلعة سان نيكولا العسكرية بمرسيليا (38-1943). كان ضمن المجموعة الداعية إلى المطالبة بالاستقلال في مؤتمر نهج "التريبونال" 30 أكتوبر. 2 نوفمبر 1937 عوض كلمة التحرير التي شدّد الزعيم بورقيبة على تفضيلها. وهل يتحقق الاستقلال بدون أعمال تحريرية بدأت عند تأسيس الحزب؟
2)أطباء وطنيون
5) الدكتور عبد الرحمان مامي جندلته اليد الحمراء بالرصاص بعد المطاردة بشوارع المرسى. فقد سقت تربتها دماؤه الزكية. يحمل اسمه مستشفى بأريانة.كان كثير التردد على قصر الأمين باي باعتباره يعد من أطباء العائلة الحسينية وقد أثار حفيظة السلطة الفرنسية فاتهمته بإفساد مخططاتها لدى الباي الذي كثيرا ما أظهر تمردا عن نمط تعليمات الإقامة العامة التي تلحق الضرر بتونس والحركة الوطنية.
ولما توافد الجرحى والشهداء على نادي نهج "التريبونال" يوم حوادث 9 أفريل انطلق الدكتور عبد الرحمان مامي من عيادته بباب سويقة إلى مكان تجميع المصابين بالجروح. ولما وصل ورأى الجرحى تأثر بمشاهدتهم وبكى فتجلد وتولى حمل الجرحى إلى المستشفى وترك الشّهداء بمقر الحزب..
6) الدكتور سعيد المستيري: يقوم بالعمليات الجراحية للمقاومين المصابين بالجروح الخطيرة في ساحات المعارك بالمخابئ والمستشفيات. والذي أقدم(4) في الظروف الصعبة من تاريخ تونس سنة 1955 على قبول إجراء تشريح جثة أحد أعضاء اليد الحمراء بمستشفى عزيزة عثمانة. وبين في تقريره أن سبب وفاة "جون اندري" أحد عناصر اليد الحمراء الذين هجموا على نادي الشعبة الدستورية ببن عروس إصابته رصاصة واحدة من بندقية حربية في الرأس وليست الوفاة بسبب سكتة قلبية حسب شهادة الدفن مما دفع إلى مبادرة الإسراع بإحالة إدارة الأمن إلى التونسيين. ولم يمنع من طائلة اليد الحمراء حيث وضعت قنبلة بمنزله الكائن بالمرسى.
7) الدكتور ابراهيم الغربي: رفقة الطبيب بن عبد الله كانا يقومان بعلاج جرحى معركة التحرير ويخفيانهم بمعابر المستشفى بباردو ويغيران وجهة الشرطة ومغالطتها عند البحث عنهم وينقلانهم إلى أماكن الاختفاء. ويمدانهم بالأدوية والضمادات وحتى الأموال ويعودانهم بالمخابئ لمواصلة العلاج.وقد اعتمد (5) الطبيب المهيري أحد قادة الحركة السرية المركزية الدكتور ابراهيم الغربي في انتقاء الأطباء الوطنيين للقيام بمهمات إسعاف الجرحى في المصادمات بين المقاومين والجيش الفرنسي بالمناطق الجبلية النائية.
8) الدكتور محمد بن ساسي: عرف عنه أنه طبيب المقاومين.حاولت اليد الحمراء اغتياله بإطلاق الرصاص عليه ضمن مجموعة من رفاقه الذين كان يجالسهم.كادت تقضي على حياته. ذاق عذابات المنفى والإبعاد ومن بين المقاومين المصابين بالجروح الخطيرة من جراء المعارك بالجبال، عبد الوهاب حمزة أحد قادة الثورة والمقاوم ساسي بن محمد بالطيب اللذين تم نقلهما خفية إلى تونس لضرورة المعالجة. وتولى معالجتهما وغيرهما بالمنازل المغمورة داخل المدينة العتيقة خلسة حظيت عائلته بعناية خاصة من السيد الرئيس زين العابدين بن علي.
9) محمد بن صالح (بفتح الميم) مقاوم عضو في(6) منظمة مقاومة أربكت عمليّاتها الفدائية أركان الاستعمار سنة 1953 مكلف بتوفير المال وجلب الأسلحة من الخارج عن طريق البحر بشتى الوسائل.نجا بنفسه من خطر إعدام ينتظره بإعداد خطة ذكية للفرار من السجن والالتجاء إلى طرابلس.
10) جلول بن شريفة صيدلي: أصابه رصاص الجيش الفرنسي يوم 22 جانفي 1952 أثناء اصطدام مع قوات البطش الاستعماري بالمظاهرة التي لقي فيها الكولونال "ديرون" مصرعه.ذاق عذاب السجون صامدا ثابتا.
11) الدكتور عز الدين الحجري: اشتهر(7) بمعالجة المقاومين يقضي وقته منتقلا متنكرا بين وعر الجبال والأرياف معرضا نفسه لخطر اكتشاف أمره. تربطه اتصالات مباشرة بقيادة الحزب سنوات الثورة الحاسمة 1952قال في شأنه مقاوم:انه مستشفى متنقل لفائدة الثورة.
12) الدكتور عز الدين العنابي: (8) معالجة المقاومين الذين يجلبون إلى العاصمة. مقر عيادته نزل العياشي بباب سويقة. يتولى الحزب جلب المقاومين المصابين بالجروح في المعارك سريا إلى دار تقع بنهج القصرون رقم 11 بباب سعدون صاحبتها امرأة مناضلة تحمل اسم حلومة غليف هذه الدار التي كان موقعها بعيدا عن الأنظار بها باب خلفي للضرورة. ذات ثلاث غرف تسع 27 معالجا يجلبون من كامل مناطق معارك التحرير وقد أعد الحزب تنظيما سريا لا يهتم إلا بهذا النشاط.
كما يقوم بالعلاجات المحدودة ويحيل المصابين بجروح كبيرة وخطيرة إلى أطباء وطنيين آخرين منتشرين بالمستشفيات ومتواجدين بدهاليز المساكن العتيقة.
13) الدكتورة حسيبة غيلب والقابلة بدرة الورتاني بن مصطفى. تطوعتا لمرافقة لجنة الكشف عن الاعتداءات الفظيعة المتوحشة التي قام بها جنود المظلات واللفيف الأجنبي ورجال الدرك بالجيش الفرنسي بضمير لا يرحم وقلب لا يخفق في ليلة 29 جانفي 1952 على حرمات النساء بتازركة الجريحة في عملية التطهير الشهيرة والتي استشهد فيها 6 شهداء من بينهم 4 رضع. وقد ترأس هذه اللجنة الدكتور أحمد بن ميلاد الذي أعد تقريرا رفع إلى الهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان وحريات الشعوب المولى عليها بالخارج إضافة إلى التقرير الشامل الذي أعده الدكتور محمود الماطري وزير الدولة رفقة وزير الصحة محمد بن سالم العضوان بوزارة محمد شنيق التفاوضية حول حوادث الدخلة.
والمرحومة بدرة بن مصطفى شرفها السيد الرئيس زين العابدين بن علي بمنحها الصنف الثاني من وسام الاستقلال تكريما ومكافأة لنضالها.
14) الدكتور عبد المجيد رزق الله: عالج(9) جرحى المقاومين المصابين بجروح في معارك المقاومة بالساحل. وينتقل سريا في جنح الظلام إلى المواقع القصية لمعالجة جرحى المعارك التي تدور بين المقاومين والجيش الفرنسي.
15) الدكتور أحمد صمعية: وطني من قدماء الطلبة الذين زامنوا المنجي سليم بالمدرسة الصادقية.كسب مكانة مرموقة في الأوساط الفرنسية.يقرب الشقة بين الأطراف التونسية والجزائرية والفرنسية عند بروز المشاكل التي تعترض نشطاء حقل العمل الوطني. عاضد الطالب الهادي البكوش في فترة ترؤسه جامعة الطلبة الدستوريين بباريس.ِ
16) محمد بن حمودة: صاحب الصيدلية رقم 156 بباب سويقة الذي لعب دورا هاما تمثل في ربط الصلة بين القيادة والمقاومة بالمدن والجبال حيث كانت صيدليته ملاصقة لمقر الحزب الحر الدستوري الجديد. كان محل مراقبة ومتابعة من طرف السلطة الأمر الذي انتهى به المطاف إلى محتشد زعرور.تشهد الغرفة الخلفية للصيدلة الأسرار الخطيرة للزعيم المنجي سليم وقيادة الحزب في عهد الثورة فهي تقوم بدور مقر خلية سرية لقيادة المقاومة.
17) الدكتور أحمد بن ميلاد: معروف بوطنيته من قدماء الحركة الوطنية عيادته تقع بزنقة الرياض بالحلفاوين لم يتأخر عن معالجة الجرحى والمصابين في معركة التحرير خاصة المتضررين من جراء المشاركة في المظاهرات بشوارع العاصمة التي لا يهدأ بها الهيجان.
18) الدكتور سالم بن الشاذلي: عضو بالمؤتمر الثاني للحزب الحر الدستوري الجديد المنعقد في سنة 1937 بنهج "التريبونال" بالعاصمة والذي ترأس فيه اللجنة السياسية التي عبرت عن الرغبة في إدراج كلمة الاستقلال في برنامج الحزب الحر الدستوري الجديد عوضا عن كلمة التحرير. والتي كانت تمثل المجموعة المتطرفة.
19) الدكتور العروسي بن عيسى: عيادته بباردو أمد الله في عمره اشتهر بمداواة جرحى المقاومين الذين ينشطون بمناطق طبربة وجديدة والفضاءات المحيطة بها يتصل بهم سريا في أوكار المقاومة. يعالجهم وينقل من كانت حالته الصحية خطيرة بسيارته "تركسيون" إلى مراكز الاستشفاء على نفقته الخاصة ويرعاهم بالزيارات والكشف عن حالتهم الصحية ويسعى إلى تطمين عائلاتهم إذ اقتضى الأمر. لطمأنتهم على نجاة ابنهم من مطاردات ومجابهات العدو الاستعماري ويشجع الشباب الوطني على الالتحاق بصفوف المقاومة.
20) الدكتور البشير حمزة: وظّف جمعية طلبة(10) شمال إفريقيا التي تولى رئاستها بباريس في أوائل الخمسينات من القرن العشرين غطاء لتقديم خدمات للقضية التحريرية المغاربية حيث تجمع لديه الأموال المرسلة من جمعية قدماء الصادقية بتونس باسم مجموعة من الطلبة الدستوريين يتولى بدوره تسليمها في نطاق السرية إلى جلولي فارس الذي يسافر بها إلى الحدود الاسبانية لإيداعها عند الدكتور حافظ ابراهيم الذي بدوره يرسلها بوسائله السرية الخاصة إلى مكتب تحرير تونس بالقاهرة للإنفاق على أنشطة المكتب ومستلزماته.
وقد تم إيقافه من طرف السلط الفرنسية رفقة مجموعة من الطلبة الدستوريين بتهمة تزويد الحركة الوطنية بالمال سريا.
21) الدكتور حامد القروي: ساهم في التنظيم السري 1946 الذي أصدر نشرية "الكفاح" السرية ومن قادة الكشافة الذين كانوا وراء دفع الشباب الكشفي للثورة وتنشيط الحركة الطلابية في العمل الوطني..
22) الدكتور الصادق بوصفارة: بدأ حياته المهنية سنة 1934 طبيبا بالسواسي. ولما انكشف نشاطه السياسي نقل الى العاصمة لضمان مراقبته. ففتح عيادة بباب سويقة معقل الحركة الوطنية وكان ضمن المجموعة الدستورية التي انتشرت في البقاع النائية للدعوة للقضية الوطنية قبل انفجار أحداث 9 أفريل 1938. ولما انطلقت حوادث 9 أفريل كان ممن شملهم الايقاف والسجن. وفي مؤتمر نهج التريبونال انتخب عضوا بالمجلس المحلي. مواقفه معتدلة يفضل التفاوض والتفاهم لتحقيق الأهداف. في شهر جويلية 1952 استهدف منزله الكائن بحمام الأنف منظمة اليد الحمراء ففجرت قنبلة بمنزله هدمت جدرانه وأسقطت جانبا من السقف وتركته أكداسا من الحجارة وكادت تقضي عليه وأفراد عائلته.لتجعل حدا لنشاطه الوطني..
23) الدكتور صالح عزيز(12): عرف بوطنيته ومغامراته في أشد الظروف التي مرت بها بلادنا زمن الثورة الحاسمة 1952 فتح مصحته بنهج عبد الوهاب. معقل الزعيم. لمداواة و معالجة الجرحى الوطنيين الذين يصيبهم رصاص السلطة الفرنسية و تهشم أضلعهم مؤخرات البنادق عند التحام المظاهرات التي تخترق شوارع العامة مستعملة كل وسائل القمع لإرهاب الوطنيين. سلو المقاومين الأبطال: رمضان فارس و عبد الله التونكتي و الحطاب القرام و حمادي منصور لما تقبلهم خفية غير مبالي بالاخطار الدكتور صالح عزيز بعيادته وآسى جراحهم وأمدهم بكل وسائل المعالجة، يحمل اسمه احدى أكبر المستشفيات بالعاصمة .
24) الدكتور محمد الزواوي:تقع عيادته بباب الجديد. لما انطلقت يوم 11 ماي 1952 مظاهرة (12)صاخبة ضد الوزير الأول صلاح الدين البكوش العميل استعمل عند نشوبها أعوان السلطة الأسلحة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين لتشتيتهم وصدهم عن مهاجمة مقر الوزير وقد أصيب في هذه المظاهرة العشرات بجروح بليغة استوجبت المعالجة ولكن بعيدا عن أعين العدو.كان من بين الأطباء الوطنيين الدكتور محمد الزواوي الذي خطف أحد الجرحى إلى عيادته ولكن لما شعر بأن الخطر يهدد الجريح و أعين السلطة اتجهت نحوه أسرع إلى نقله إلى ربض باب الخضراء واختفى به في صيدلية أحد الوطنيين واستعجل إجراء عملية جراحية على صدره حيث أخرج رصاصة كانت ساكنة هناك(13).
25) الدكتور صالح ماجد: مناضل نشط لفائدة حركة المقاومة بجهة الكاف.عالج جرحى المقاومين ومدهم بالأدوية في تلك الظروف(14) الوعرة. ولما أحست السلط الفرنسية بخطورته عمدت إلى إيقافه والزج به في محتشد زعرورة.
26) الدكتور العروسي المكي: انخرط في الحزب الحر الدستوري وقد تجاوز سنه الخمسة عشر سنة بشعبة العمران وتتلمذ على الأستاذ علي البلهوان زعيم الشباب من ألهب مشاعر جماهير المتظاهرين يوم 8 أفريل 1938 الثورية وفي سنة 1952 عند اندلاع الثورة الحاسمة كان ضمن مجموعة تلاميذ الأقسام النهائية للتعليم الثانوي وطلبة التعليم العالي الذين ألقوا بأنفسهم في لهيب الثورة لمجابهة العدو في الشوارع بين حشود المتظاهرين. يعقدون الاجتماعات السرية بالجوامع والمنازل خفية أن تطاردهم السلطة وتوقفهم وتعذبهم فيعودون لمجابهة بطش قوى الاستعمار غير مبالين بالأخطار أصيب بعضهم بالجروح الجسدية والبعض الآخر أحيل على المحاكم وصدرت ضده أحكام قاسية ربما كانت سببا في إعاقته عن مواصلة دراسته رغم أن أحد قادة الحزب رفض نزول التلاميذ إلى الشوارع والتصادم مع العدو مؤكدا أنه على التلاميذ والطلبة الالتزام بالبقاء في مقاعد و مدارج المعاهد دون النزول إلى الشارع.
وأذكر نموذجا لهؤلاء الرفاق:عبد المجيد شاكر.الحبيب بولعراس، الصادق بن جمعة، عبد العزيز شوشان، الشريف الماطري، عبد الستار العجمي.. وهم الذين بعثوا النواة الأولى لإتحاد العام لطلبة تونس في قلب المعركة ولعبوا دورا في تحريك سواكن التلاميذ والطلبة بالمعاهد بما دفع السلط إلى غلق المؤسسات التعليمية ولما انتقل إلى فرنسا ليواصل تعليمه العالي في الطب بباريس التقى مع كوكبة مثالية مكونة من طلبة حزبيين مسكونين بقضية تحرير بلادهم من بينهم حامد القروي الهادي البكوش الطيب السحباني محمد الغراب.. واصل رفقتهم النضال بكل حزم وثبات وإيمان بالقضية الوطنية إنها حياة زاخرة بالنضال.ولم يتخلف الدكتور العروسي المكي عن الاستجابة لنداء الثورة الجزائرية فكان إلى جانب نخبة من مناضلي جبهة التحرير الجزائري الذين بذلوا الجهد وواصلوا المساعي لتحقيق أهداف هذه الثورة من بينهم الدكتور طالب الابراهيمي ومسعود غايت شعلان وعمر جلاّب ومحمد البجاوي وغيرهم.إيمانا منه بتلازم العزة والكرامة والحرية لاستقلال الأقطار المغاربية.
3) أعوان صحة مقاومون
1) خريف العزوزي تبوب لحكم الإعدام واكب حركة المقاومة.
2) عبد العزيز بوراوي ناله السجن والإبعاد وصدرت ضده أحكام سنة 1952.
3) محسن العزوزي عضو في منظمة سرية.ناله السجن والتعذيب.
4) فرج بالحاج عمر: ممرض(13) بدأ بمعالجة المقاومين بجهة السند ثم انضم إلى صفوفهم ممرضا مقاوما حاملا السلاح.
5) محمد طراد:ممرض مناضل(15) صلته مباشرة برجال المقاومة يمدهم بالأدوية التي يخرجها من مخزون مستشفى الكاف ويزودهم بالأخبار عن نشاط السلط الفرنسية ويتعهّد عائلات المقاومين.
6) الممرض حسناوي بن علي الحفصي: مناضل شجاع تطوع لمعالجة جرحى المعارك بالمكناسي يعالجهم ويضمد جراحهم ويمدهم بالأدوية ووسائل الإسعاف شملت عنايته المقاومين صالح بن مرغاد والبشير بوصبيع وبوجمعة السعدوني الذين أصابهم رصاص المعارك في الاشتباكات مع الجيش الفرنسي.
أطباء تونسيون في خدمة الثورة الجزائرية
لم يتأخر الأطباء التونسيون عن فتح عياداتهم الخاصة ومواقعهم بالمستشفيات التونسية عن تقديم أجل الخدمات الصحية لجنود جيش التحرير واللاجئين الجزائريين طيلة ما يقارب 8 سنوات 54-1962 ولا يفوتني أن أذكر بعضهم:
1) الدكتور حمدة العواني كبير الأطباء بمستشفى جندوبة
2) الدكتور محمد حروش الجراح بمستشفى باجة الذي قام بعملية جراحية لمجاهد جزائري تفجر عليه لغم بالمناطق الحدودية بعين دراهم. إضافة إلى عمليات جراحية أخرى.
3) الدكتور التيجاني الهدام الذي اشتغل طبيبا جراحا بتونس قبل اندلاع الثورة الجزائرية. والذي تولى مهام سفير الجزائر بتونس وهو مناضل ثورة الجزائر وأحد محرري أول دستور للجزائر له أصدقاء كثيرون بتونس يحبونه..
4) الدكتور الصالحي الجزائري الأصل الجراح المشتغل بمستشفى جندوبة.الذي كاد يحوله مستشفى لمعالجة الجزائريين.
من هو الطبيب التونسي الذي أشاد الملك الراحل محمد الخامس بمناقبه في قاعة العرش؟
انه الدكتور حافظ ابراهيم التونسي أصيل "أكودة" زاول دراسته بالمعهد الثانوي بسوسة. تحصل على الدكتوراه في الطب من باريس عمل بالمستشفيات الفرنسية عرف(16) عنه تعاطفه مع الألمان في الحرب العالمية الثانية قبل أن ينتقل إلى اسبانيا للاستقرار بها. له اتصالات واسعة بالشخصيات السياسية الوطنية بالشمال الإفريقي ميوله السياسية بتونس تعتبر مهتزة مع الحزب الحر الدستوري الجديد بحكم العلاقة العضوية لوالده الأستاذ راجح ابراهيم المنتسب إلى الحركة التي يتزعمها عبد العزيز الثعالبي وكانت تربط والده صداقة متينة بمحيي الدين القليبي. وضع كل ثقله للمساندة المعنوية والمادية للثورة المغربية والجزائرية والفلسطينية وقويّ العلاقة بأحمد بن بلة والدكتور عبد الكريم الخطيب وفي آخر المطاف بعد وفاته جيء برفاته ودفن بمسقط رأسه مدينة أكودة وهو الذي يرفض مخططات الهيمنة التي يسير دواليبها رجل المخابرات المصري "الكولونال" فتحي الديب والرامية إلى تفكيك المغرب العربي. بإقصاء السياسيين وبث التفرقة في صفوفهم وتأسيس جيش موهوم لتحرير المغرب العربي بعد إعلان استقلال كل من المغرب تونس وبدايات الثورة الجزائرية.
والذي كلّفه الملك محمد الخامس بتبليغ وصيته إلى الأخوة قادة الثورة الجزائرية في أول لقاء بينه والملك يوم 12 ماي 1956 بقاعة العرش: فيناديه بصوت مرتفع في موكب بهيج "بلغ يا حافظ.. بلغ الإخوة الجزائريين بأن المغرب ملكا وحكومة وشعبا باقون على العهد إلى أن تتحرر الجزائر وأن نحتفل جميعا بيوم استقلالها وحريتها" وهذه شهادة لما قدمه الدكتور حافظ ابراهيم من جليل الخدمات للثورة الجزائرية.فهو بحق مواطن مغاربي نفتخر بنضاله. ويدلي الدكتور عبد الكريم الخطيب أحد قادة الثورة المغربية البارزين بشهادته.فيكتب في مجلة الذاكرة الوطنية المغربية تأكيدا للدور الرئيسي الذي قام به الدكتور حافظ ابراهيم لفائدة ثورة المغرب الشقيق.
"من أين كان يأتي السلاح لأن المغرب لا يوجد به معامل للسلاح؟ كان السلاح يجلب من اسبانيا وكان يسهر على شرائه أخونا العزيز الدكتور حافظ ابراهيم التونسي الأصل.
إن المكلف الأول بشراء الأسلحة كان هو الدكتور حافظ ابراهيم على الرغم من الخطورة التي كان يشكلها نظام "فرانكو" فقد وهب هذا الرجل حياته وماله وكل ما عنده لأنه كانت له شبكة من بعض الاسبان الذين كانوا يعملون في معمل للأدوية كان في حوزته فهؤلاء الاسبان هم الذين يقومون بجلب الأسلحة..ثم يقوم بنقلها رجلان هما أحمد الدغمومي وعبد السلام الكبداني كانا ينقلان هذه الأسلحة في سيارات تمر إلى المغرب عبر "سبتة".
إن الواجب يقتضي تاريخيا فتح ملف لدراسة معمقة لكفاح أسرة الصحة من أطباء وأعوان مغاربيين في ساحة التضلع بتقديم الخدمات الصحية لحركات التحرير بتونس. الجزائر والمغرب خلال أوائل النصف الثاني للقرن العشرين.
لقد تحملت السلطة التونسية مسؤولية العناية الفائقة بكل ما يتعلق بالوضع الصحي لجرحى ومرضى جيش التحرير الجزائري بالحدود التونسية الجزائرية فأفردت مرضى جيش التحرير واللاجئين الجزائريين بالعناية التي يتطلبها واجب الوقوف إلى جانب شقيقتها الجزائر المجاهدة.رغم مجابهتها لمشاكل النصر وبقاء الجيش الفرنسي والمعمرين جاثمين فوق أرضها إلى حين.
هذه محصلة لما بقي عالقا بذاكرتي أو استقيته من بعض الذين عايشوا أحداث المقاومة. ولا أدعي أني شملت في هذه المقالة كل من بذل جهدا ومد يدا لمساعدة الحركة التحريرية من الأطباء ورجالات الصحة وأعتذر لهم ولذويهم عن التقصير لذكر جوانب أخرى أجهلها عن حياتهم النضالية.وأدعو من له اطلاع عن مساهمة أسرة الصحة في النضال الوطني تزويدي بمعلومات موثقة عن جنود الخفاء الذين نسيهم أو تناستهم الذاكرة الوطنية. ولم يبق لي إلا أن أتقدم برجاء باسم المقاومين الذين شملتهم رعاية الأطباء الأحرار أن تصدر عمادة الأطباء كتيبا يكشف نضالات رجالات ونساء الصحة وما بذلوه من أجل مساندة حركة الاستقلال بالفضاء المغاربي كما أرجو أن تشمل رعاية البلديات الأطباء الأحرار بإطلاق أسمائهم على الأنهج بالمدن والقرى والساحات والمستشفيات.
************
الهوامش
(1) المقاوم الكبير الرشيد إدريس- مذكرات: في طريق الجمهورية
(2) المقاوم عبد الحفيظ الناوي
(3) مذكرات مناضل:محمود الماطري
(4) المقاوم محمود اللافي.المقاوم المختار بن سعد الحامي
(5) محمد الطيب البوعمراني أحد قادة الثورة أمد الله في أنفاسه
(6) المقاوم عز الدين الفراتي
(7) المقاوم الطاهر خالد والمقاوم صالح قرعيش
(8)المقاوم علي بوحسين
(9) المقاوم الطيب الشواري
(10) المناضل الكبير الطيب السحباني
(12) المقاوم العيد الورتاني
(13) المقاوم الطاهر المكي
(14) المناضل عبد الكريم بن سالم
15) المقاوم الاخضر الصندي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.