أعرف بومنيجل جيدا... وهذا رأيي في سامي الطرابلسي ما إن أمضى عقده مع الجامعة التونسية لكرة القدم حتى سافر برتران مارشان المدرب الجديد للمنتخب إلى فرنسا صبيحة الجمعة المنقضي لترتيب بعض الأمور قبل التحول منها إلى قطر لفسخ عقده مع الخور القطري ليحل بعد ذلك بتونس ويباشر مهامه مع المنتخب... «الأسبوعي» اتصلت بمارشان في باريس مساء الجمعة وسألته عما حف بعودته إلى تونس من أخبار وعن تكليفة بتدريب المنتخب الوطني خاصة أنه يحصل على امتيازات مالية كبيرة في فريقه القطري فقال «كنت متأكدا من أني سأعود يوما ما إلى العمل بتونس ولم يفارقني الأمل في تدريب المنتخب الوطني لذلك أكررها مرة أخرى لقد عدت من أجل تونس فقد كونت علاقات ممتازة مع أبناء هذا البلد من خلال تجربتي مع النادي الإفريقي والنجم فحتى عائلتي ظلت كثيرة التردد على تونس رغم أني أعمل في قطر لذلك بقيت مشدودا لتونس فبعد مبارحتي للنجم ظللت متابعا وفيا للبطولة والمنتخب ومطلعا على عديد الأمور لذلك أعرف جيدا ماذا ينتظرني وماذا تريد مني جماهير المنتخب". تفاديت كل إحراج للجامعة.. سألنا مارشان حول ما إذا وجد آذانا صاغية لطلباته لدى جامعة علي الحفصي التي كان رفضها المكتب الجامعي السابق عندما فاوضه لخلافة «روجي لومار» فقال محدثنا ضاحكا «أنتم تقصدون الجانب المادي وكل مدرب لا بد له من تأمين حقوقه مثلما عليه تحقيق الأهداف المرسومة إلا أنه في مثل وضعيتي لا هذا ولا ذاك فقد كانت جميع الأطراف راضية على ما اتفقنا حوله كما أن ما يهمني أكثر هو العودة لتحقيق الأفضل في بلد تعودت على النجاح فيه فأنا أمام تحد كبير ألا وهو إعادة الروح للمنتخب وتنظيم المجموعة وأيضا تحقيق النتائج وفق أهداف وهذا ليس بالأمر الهين لكنني عازم على تحقيقه وسترون أن تونس تزخر بالكفاءات واللاعبين الأفذاذ -سواء محليا- أو الذين ينشطون في فرق أجنبية، وأيضا التوانسة الذين لم تكشفوهم من قبل وهم مولودن بأوروبا... دعونا نعمل فقط فبرنامج المكتب الجامعي طموح جدا... وبالنسبة إلى المكتب الجامعي السابق لا ألومه في شيء فقد كان من الصعب عليه انتداب مدرب يعمل في البطولة المحلية حيث كنت أدرب النجم الساحلي وخشية من كل التأويلات فضل المكتب الجامعي السابق البحث عن مدرب من خارج البطولة لكي لا يقال إنه جامل هذا الفريق على حساب آخر... وأيضا تحسبا لأي اشكال قد يحدث مع النجم الساحلي علما وأن مفاوضاتي مع الجامعة كانت قد أحرجت فريق جوهرة الساحل لذلك انصرفت لعملي معه... ومهما يكن من أمر لقد كان مكتب كمال بن عمر محقا في ذلك بدليل أنه عاش نفس المشكل عندما استنجد مؤقتا بالمدرب فوزي البنزرتي في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة...". تعودت على الضغط... هل تكفي تجربة موسمين ونصف الموسم في البطولة التونسية ليكون برتران مارشان عارفا بكل خفايا كرتنا وبأوجاعها... وهل يمكن له أن يقود المنتخب إلى بر الأمان خاصة أن تدريب المنتخب يختلف تماما عن تدريب ناد؟ يرد مارشان قائلا «لن أذيع سرا إذا قلت لكم إني متابع وفي للبطولة والمنتخب، كما أني كونت موسمين ونصف الموسم شبكة علاقات واسعة مع أطراف تنتمي إلى مختلف الشرائح وهو سر تواصل مع تواصلي مع تونس، وحتى لا أكرر ما سبق أن صرحت به يكفيني القول أني أريد أن أقدم شيئا للمنتخب وللكرة التونسية وهذا ما ستلمسونه عمليا... من جهة أخرى تجربتي مع فريقين كبيرين في تونس مهمة للغاية فبالإضافة إلى النجاحات التي حققتها فقد تعودت على الضغط وعشت عديد السيناريوهات وكنت قريبا من المنتخب وجماهيره وعرفت عديد الأمور، ولهذا أرى أن تجربتي ستساعدني كثيرا في مهامي القادمة... أعرف جيدا أن متابعة نشاط اللاعبين في فرقهم مهمة للغاية لذلك سنبني جسور تواصل بيننا وبين مدربي الأندية وأيضا مع اللاعبين الناشطين في بطولات أجنبية لنسدي لهم النصائح ونقف إلى جانبهم للحفاظ على اللحمة الموجودة صلب المجموعة". توضيح... سألنا برتران مارشان عن تضارب آرائه فقبل امضاء العقد مع المنتخب صرح لإذاعة أجنبية أن اللاعبين التوانسة ينقصهم التكوين الأكاديمي لذلك عادة ما يفشلون في الفرق الأوروبية، وأعطى مثالا على ذلك التجربة المتعثرة لياسين الشيخاوي وأمين الشرميطي وبعد امضاء العقد أثنى على امكانات اللاعبين المحليين وعلى مواهبهم وعندما سألناه عن هذا التضارب في الآراء قال «لم أشكك لحظة في مواهب اللاعب التونسي لكنني مصر على موقفي فالتكوين هو العائق الوحيد ولا بد من ايجاد حل لهذه النقيصة الهامة... لا يمكنني بأية حال من الأحوال التشكيك في مواهب اللاعب المحلي لسبب بسيط وهو أني عندما قدمت إلى الإفريقي في منتصف الموسم -وكان يمر بمرحلة انتقالية- تمكنت من اعطاء الفرصة لعديد الشبان الذين برزوا ورغم كل الظروف أدركنا نهائي كأس تونس في وقت وجيز وانسحبنا بضربات الجزاء ضد الترجي، وفي الموسم الموالي لعبنا حتى آخر لحظة على البطولة وكذلك في النجم الساحلي فقد فزنا برابطة الأبطال الإفريقية بلاعبين معدل أعمارهم 22 عاما وأعني هنا الشرميطي ومحمد علي نفخة والبجاوي والفالحي وعمار الجمل... وبنفس المجموعة تألقنا في كأس العالم للأندية باليابان وواجهنا أعتى الفرق العالمية لهذا أقول إنه بالإمكان تطوير امكانات اللاعبين المحليين وحتى من يحترف منهم، كما أن امتياز اللاعب التونسي هو «الڤليب»... اللاعب التونسي قادر على تعويض نقائصه «بالڤليب» وهذا امتياز المنتخب الوطني فالرغبة في النجاح والاندفاع عاملان مهمان لنجاح المجموعة وأعتقد أن هذين الميزتين الأساسيتين متوفرتان في اللاعب المحلي وعند إضافتهما إلى مواهبه التي لا يشك فيها أي أحد بمقدورنا تكوين مجموعة ممتازة.. من جهة أخرى أعرف أن البعض يعيب على اللاعبين المحترفين المولودين في أوروبا غياب هذه الروح الاندفاعية لكن ما يمكنني تأكيده هو أن اللاعبين -كهؤلاء- يتحلون أيضا بالروح الاندفاعية وسيكون "الڤليب" حاضرا لديهم وستكون الأولوية للأجدر والقادر على تقديم الإضافة خاصة إذا كنت أنا نفسي سأدرب "بالڤليب". حكاية زعبوب... وحول ما راج عن مطالبته بالمدرب توفيق زعبوب كمساعد له في المنتخب الوطني قال مارشان «بالفعل كنت أود أن يكون إلى جانبي فقد عمل معي في النجم الساحلي ونجحنا، كما أنه إلى اليوم يساعدني في الخور القطري لكن الجامعة كان لها موقف آخر وترى أنها تفضل سامي الطرابلسي وعلي بومنيجل إلى جانبي وصراحة لا يمكنني غير احترام رأيها فهي متعاقدة مع هذين المدربين، وإذ كنت لم أتعامل من قبل مع سامي الطرابلسي فأعتقد أننا سنجد أرضية تفاهم في المقابل أنا أعرف جيدا علي بومنيجل فقد دربته في الإفريقي وكان مثالا للانضباط وهو اليوم مدرب ملم بمهنته ويطمح إلى تحقيق الأفضل... وللحديث بقية...".