اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي رفضت التوقيع على معاهدة الحدّ من انتشار السلاح النووي.. ومفاعل ديمونة النووي الشهير في مأمن من «تكسير الراس» الذي تسببه بين الحين والآخر الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبعض الدول هنا أو هناك ورغم محاولات التكتم والنكران فإن العالم كله يعرف ان لدى اسرائيل ما لا يقل عن 200 قنبلة نووية ساعدتها في صنعها الدولة التي تعارض بشدة أن تمتلك ايران قنبلة واحدة منها. ولم تدخر اسرائيل ذرّة جهد أو وقت في سبيل تحريض العالم ضدّ إيران وهي تحلم بتدمير القوة العسكرية الإيرانية مثلما دمّرت القوة العراقية التي كانت تمثل شوكة في حلق إسرائيل. وبينما العالم كلّه منشغل بمناقشة حق إيران في امتلاك الطاقة النووية وبعضهم يهدّد وبعضهم يتوعّد تسعى اسرائيل في كنف السرية الى بناء مفاعل نووي جديد في صحراء النقب. المشروع ليس جديدا لكن ساسة اسرائيل أعادوا احياءه «في الوقت المناسب» ولا أظن أن واحدا فقط في هذا العالم يصدّق ان المفاعل سيكون لأغراض سلمية ومدنية.. فقط أتساءل ببلاهة: لماذا لم يفتح أحد من «الكبار» فمه بحرف واحد ليندّد على الأقل او يشجب او يستنكر عزم اسرائيل على امتلاك المزيد من أسلحة الدمار الساحق؟!