يلعب منتخبنا الوطني اليوم مباراته الثانية في المجموعة 11 من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 التي ستدور نهائياتها بغينيا الاستوائية والغابون. وما من مفر للمنتخب اليوم في نجامينا إلاّ الفوز لا للمحافظة على حظوظه في الترشح إلى النهائيات فحسب بل وخصوصا لمحو «فضيحة» الهزيمة أمام بوتسوانا ولإعادة شيء من الهيبة التي أفقدنا إياها الفرنسي لومار ثم البرتغالي كويلهو ومن بعدهما الفرنسي مارشان. الفوز على منتخب التشاد، المصنّف 143 عالميا، سيكون وحده الكفيل بإعادة شيء من الثقة والود بين المنتخب وجمهوره ووحده القادر على إعادة الروح لحظوظنا في ضمان الترشح لأمم إفريقيا 2012. منذ 2006 ونحن نتجرّع الخيبات والفشل وفي كل مرة، يشنّف الفاشلون من رياضيينا أسماعنا بنفس الاسطوانات المشروخة والأعذار الممجوجة التي لم تزد أوضاع كرتنا إلاّ ترديا وحتى يكونوا أوفياء لهذه العادة، وجد مارشان وأنصاره للهزيمة ضد بوتسوانا الأعذار والمبررات، من حرارة الطقس إلى غياب النسق إلى أجواء الراحة الصيفية إلى تشتت أذهان اللاعبين في موسم التنقلات إلى الضغط النفسي وما لفّ لفّها من أعذار حفظناها ومللناها وما عاد أحد من التونسيين قادرا على «بلعها»! لكن ما ترى مارشان وجماعته قائلون الآن وبعد أن حصلوا على ما أرادوا من برمجة وإمكانيات وتربّصات وطائرة خاصة وبعد أن أنصفتهم الأقدار بأن خاض اللاعبون الدوليون لقاءات عديدة (راهن عليها مارشان بدرجة كبرى وكأن بضع مباريات أغلبها تحضيرية ستغير مستوى لاعبينا!) منذ غرّة جويلية؟ لا مجال للأعذار إذن وكفانا تنظيرا وضحكا على الذقون لأن ما ينتظره التونسيون اليوم من لاعبي المنتخب وإطاره ليس فقط أن يبللوا أرضية ملعب نجامينا بالعرق وليس فقط أن يلعبوا من أجل النقاط الثلاث وهو أضعف الإيمان بل أن يكونوا في مستوى الوعود التي قطعوها على أنفسهم قبل السفر وأن يكونوا «رجالا» بكل ما في الكلمة من معاني.