هكذا أردنا لأنفسنا، أو هكذا أراد لنا ولمنتخبنا بارتران مارشان وبعض من لاعبينا والبعض من أعضاء جامعة كرة القدم! هكذا بلغ بنا الارتجال والتهاون بشأن كرتنا وهكذا أوصلتنا الاختيارات «الرعوانية» والهفوات المتكررة والاستهانة بالمنافسين فأصبحنا نخشى بوتسوانا ونقرأ حسابا لمالاوي ونهاب الطوغو. ولأننا جنينا على أنفسنا ولم يجن علينا أحد، ها نحن نحبس أنفاسنا ونتلو الأدعية والتعويذات ونضع أيدينا على قلوبنا...عسى ألاّ تهزمنا الطوغو اليوم أو تتقاسم معنا النقاط وهو ما يعني خسارتنا لخمسين بالمائة من حظوظنا في الترشح لكأس أمم إفريقيا 2012 وما يساوي كارثة حقيقية. نستغرب أن يتحدث البعض عن اختيارات تكتيكية وكأننا سنواجه بطل العالم بينما الخيار الوحيد، ونحن نواجه منتخبا يرزح تحت المشاكل والهزّات والصراعات، هو العزيمة والاندفاع والفوز بكل الطرق (الرياضية طبعا) ونسيان اسم المنافس وما سيحصل في بقية مباريات المجموعة. مللنا الأعذار والترهات وسئمنا سياسة النعامة والهروب إلى الأمام ونريد اليوم فوزا لن يفرحنا كثيرا لكنه على الأقل سيحفظ ماء وجه الجامعة ومارشان ويبقي على مصير المنتخب بين يديه.
كل الظروف مواتية
وجه مارشان الدعوة لمن أراد ولم يعارضه أحد رغم عدم اقتناع العديدين بأكثر من خيار واستعد المنتخب للمباراة في أفضل إطار ممكن وتوفرت له، كالعادة، كل ظروف الراحة والتركيز وأرسلت الجامعة من عاين ظروف الإقامة والتدرب بلومي. ولم يبق إذن لمارشان ولاعبيه إلاّ «أكل العشب» وسقيه بالعرق من أجل غاية واحدة: الانتصار بالثلاث .... وإضافة للعزيمة والتضحية، لن يتحقق الفوز إلاّ بالتعويل على اللاعبين الجاهزين من كل النواحي وليس بحسب الأندية التي ينتمون إليها والنصر لن يأتي بالخوف من الهزيمة والمبالغة في الحذر والانكماش وانتظار أخطاء المنافس بل بالجرأة والضغط والتركيز أمام المرمى حتى لا يتكرر سيناريو عشرات الفرص والكرات الثابتة التي أصبح المنتخب يضيعها كل مباراة. أمّا غياب نجم الطوغو إيمانوال أديبايور فهو لا يخدم صالحنا مثلما صرّح مارشان بل يصعّب مهمتنا لأن غياب أديبايور وغيره من النجوم الذين ما زالوا يرفضون العودة لمنتخب الطوغو سيكون حافزا لمن سيعوّضهم من الشبان والمحليين لفرض أنفسهم ولفت الأنظار إليهم.