لم يكن بالإمكان أسوأ من هذه البداية في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 ففي مفتتح حقبة أرادها كل التونسيين أفضل من سابقتها، وبعد تغييرات عدة شهدتها هياكل كرة القدم التونسية وفي خاتمة تحضيرات تمتع خلالها المنتخب بكل ظروف النجاح، أظهر الإطار الفني الجديد ولاعبوه قدرة فائقة على... الانهزام أمام بوتسوانا، وواحد من أضعف منتخبات إفريقيا والعالم! البوتسوانيون، مدربا ولاعبين، لم يصدٌقوا أنهم هزموا منتخب تونس على أرضه وكانت فرحتهم كبيرة وأجمعوا في تصريحاتهم بعد اللقاء على أن التونسيين هم الذين أهدوا لهم الفوز بالطريقة التي لعبوا بها وبعجزهم عن إيجاد الحلول وما لاحظه الضيف البوتسواني أول أمس أجمع عليه كل التونسيون فأول ظهور للمنتخب بإشراف الفرنسي مارشان كان فاشلا «على طول» وعلى كل المستويات. منتخبنا فشل ضد بوتسوانا فشلا ذريعا فاللاعبين كانوا خارج الموضوع ذهنيا وبدنيا وكان واضحا تفكيرهم في عطلهم وفي فرقهم وفي عقودهم ويبدو أن مباراة أول أمس كانت آخر اهتماماتهم وهو أمر غير مقبول إن لم نقل خطيرا. والمدرب (ولنقل الإطار الفني حتى يتحمل الجميع مسؤولياتهم في السراء كما في الضراء) فشل في وضع الخطط التكتيكية المثلى لمباراة كانت الأولوية الكبرى فيها للفوز بها ولمنافس نعلم جميعا أنه جاء للدفاع ولتفادي هزيمة ثقيلة. وفشل مارشان ومساعدوه في اختيار اللاعبين وفي إيجاد التوازن بين الخطوط وفشل بالخصوص في إيجاد الحلول الفنية بعد قبول الهدف. مارشان قال بعد اللقاء أنه أعدّ فريقه جيدا لهذه المباراة لكن اللاعبين هم الذين «خذلوه» بمردودهم المهزوز وبغياب الحماس والاندفاع عن تحركاتهم أي أن مارشان سارع بعد الهزيمة إلى التنصّل من المسؤولية وتحميلها للاّعبين وهذا أمر مفاجئ ومحيّر في نفس الوقت. هزيمة «إيجابية» ؟ تحدثت بعض عناصر المنتخب (لاعبون وأعضاء من الإطارين الفني والإداري) عن «إيجابيات» الهزيمة ضد بوتسوانا ورغم أن «الهزيمة الإيجابية» منطق تونسي صرف إلاّ أننا سنمنّي أنفسنا بما ستدره علينا هذه الهزيمة-الفضيحة من مزايا وبما ستساهم به في تألقنا في باقي مباريات مجموعتنا وسننتظر بشوق لاكتشاف درجة مساهمة هزيمة بوتسوانا ... في ترشحنا إلى كأس أمم إفريقيا 2012. وعلى مارشان ومساعديه ولاعبيه (وأنصاره) ألاّ ينسوا أيضا أن منافسنا القادم في التصفيات، منتخب التشاد، حقق تعادلا ثمينا في الطوغو وسيستقبلنا بالتالي في نجامينا بمعنويات عالية وبحسابات ستجعل من مهمّة منتخبنا صعبة جدا.