قرطاج (وات) على اثر الفيضانات التي شهدتها بعض مناطق البلاد والتي تسببت في أضرار بشرية ومادية بتونس الكبرى ولا سيما بمنطقة سبالة بن عمار دعا الرئيس زين العابدين بن علي مجلسا وزاريا الى الانعقاد لمتابعة وتقييم مخلفات هذه الاوضاع ودراسة الوسائل الكفيلة بمزيد التوقي منها.
وسجل المجلس الاسباب الفجئية التي ساهمت في حدوث هذه الفيضانات والمتمثلة اساسا في تهاطل كميات من الامطار فاقت في بعض المناطق ال170 ملمترا في فترة وجيزة للغاية مما أحدث سيولا جارفة باغتت المواطنين وحركة المرور. كما سجل المجلس الجهود الكبيرة التي قامت بها مختلف الهياكل والمصالح المعنية بأعمال النجدة والاسعاف وتقديم المساعدات للمتضررين وكذلك اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث للتدخل في الابان ومواجهة اثار هذه التقلبات المناخية الاستثنائية.
وفي ضوء هذه المعطيات وحرصا على مزيد التوقي من الظواهر المناخية الفجئية أذن رئيس الدولة بما يلي:
أولا: اعتبارا لوضع منطقة سبالة بن عمار كمنطقة معرضة للفيضانات لانخفاضها بحكم المرتفعات المحيطة بها تحجير الترخيص بها للبناء ولكل ما من شأنه أن يمثل حاجزا أمام السيلان.
ثانيا: الاقرار مستقبلا في ضوء الاثار الجديدة للمتغيرات المناخية وعوارضها الفجئية بربط كل الدراسات التي تهم منشآت البنية الاساسية والمشاريع العمرانية بدراسة مائية تخص كل واحدة منها.
ثالثا: العمل في ضوء هذه المعطيات الجديدة على مزيد احكام التنسيق بين وزارات الفلاحة والموارد المائية والتجهيزوالاسكان والتهيئة الترابية والبيئة والتنمية المستديمة والنقل في كل المشاريع العمرانية والطرقات.
وأوصى الرئيس زين العابدين بن علي بمواصلة الجهود المبذولة من قبل مختلف الهياكل المعنية للتخفيف من اثار هذه الفيضانات مجددا عطفه على المتضررين وعلى أسر الضحايا وحرصه على متابعة كل الاطراف للاجراءات التي تم اتخاذها بما يساعد على مزيد الحد من مضاعفات الظواهر المناخية المفاجئة. وأثنى رئيس الدولة على عمل كل المتدخلين للنجدة والانقاذ وعلى مساهمة المواطنين فيها للحد من أثار هذه الفيضانات.