تونس-الصباح أرقام ثقيلة توشح صفحات دفتر نفقات وزارة التربية بمناسبة حلول كل موسم دراسي لتوفير أفضل ظروف انطلاق السنة التربوية وتأمين أسباب النجاح لجموع التلاميذ. وتقدر كلفة التلميذ الواحد على مدار السنة وفقا للمعطيات المالية للوزارة لسنة 2010 بنحو 1032دينارا بالنسبة لتلميذ الابتدائي و1452دينارا لزميله بالثانوي على اعتبار تطور حاجيات التلاميذ مع التقدم في مراحل التعليم فيما يتصل بالتجهيزات والفضاءات المتخصصة من قبيل مخابر العلوم والفيزياء وتنضاف لها هذه السنة مخابر اللغات إلى جانب غيرها من وسائل التعلم. ويتوقع أن تناهز الكلفة الجملية للعودة نحو 365 مليون دينار تصرف على أبواب مختلفة منها الانتدابات والاحداثات الجديدة للمؤسسات التربوية التي ستثري الخارطة المدرسية والبالغ عددها 21مؤسسة مابين معاهد ثانوية ومدارس اعدادية ونموذجيات إلى جانب نفقات التعهد والصيانة والتوسيعات المدرجة على المؤسسات القائمة وإذا ما أدرك المرء أن عدد التلاميذ الذين سيجددون العهد مع مقاعد الدرس صبيحة يوم الأربعاء القادم يفوق المليونين يبرز ثقل المخصصات المالية لتحسين الظروف المادية والبنية التحتية للفضاءات المحتضنة لقرابة ربع الشعب التونسي. ولعل المؤشر الخاص بما يتم إنفاقه يوميا على الشأن التربوي يعكس أهمية حجم المراهنة على الاستثمار في المعرفة والتعلم حيث يناهز حجم هذا الإنفاق 8مليون دينار يوميا على مدار العام الدراسي . واستنادا إلى لغة الأرقام وما تحمله من بيانات في مجالات الإنفاق التربوي وتوفير الخدمات المطلوبة في عملية التعلم يلاحظ أن المبيتات والمطاعم المدرسية تستحوذ على نصيب هام من الاعتمادات لتعهدها وصيانتها لاسيما وأنها تستقطب عشرات آلاف المنتفعين من ذلك أن عدد المنتفعين بالأكلة المدرسية يقارب 230ألف منتفع ويقيم بالمبيتات أكثر من 105 ألف تلميذ مابين نظام إقامة كاملة ونصف إقامة. وفي مجال نشاطها الاجتماعي تخصص الوزارة اعتمادات تقدر قيمتها ب 794ألف دينار 6ألاف دينار بالنسبة للمنح المدرسية الموجهة للتلاميذ موزعة على أكثر من 41ألف منحة. ويتم تخصيص إعانات لفائدة التلاميذ المعوزين بقيمة 320ألف دينار على صعيد آخر تبلغ كلفة منحة العودة المدرسية التي سيتم صرفها في غضون الأيام القليلة القادمة لفائدة المدرسين المباشرين بالقسم 25مليون دينار. تبدو إذن الكلفة المالية للعودة المدرسية ضخمة بالنسبة لوزارة التربية ومن خلالها المجموعة الوطنية ولعلها تعد أثقل على "بو العيلة " الذي انهكت ميزانيته المتواضعة هذه الأيام مصاريف العودة متحديا انتكاسة جيبه بالرغبة الجامحة في جني ثمار نجاح الأبناء وتفوقهم في نهاية العام الدراسي..