تظاهرة علمية السبت القادم احتفالا بالذكرى 25 لتأسيس العمادة تونس-الصباح:ذكر السيد غلام دباش رئيس عمادة المهندسين التونسيين أنه من غير المستبعد أن يتم قريبا اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع المادي للمهندس التونسي في كل القطاعات اعتبارا للدور المحوري الذي يقوم به في مجهود التنمية. كان ذلك خلال لقاء صحفي عقده يوم أمس بنزل المشتل بالعاصمة خصص لتسليط الضوء على استعدادات العمادة للاحتفال بالذكرى 25 لتأسيسها على غرار تنظيمها يوم السبت القادم ندوة علمية حول "إدراج الاعتماد في التكوين الهندسي وتوحيد الكودات بالوطن العربي". كما تم التطرق خلال اللقاء إلى أبرز مشاغل المهنة والصعوبات التي تعترض عمل المهندس التونسي. وذكّر السيد غلام دباش في بداية اللقاء بما تبذله العمادة منذ تأسيسها من مجهودات لحماية المهنة ومعالجة الصعوبات والمشاغل التي تعترض عمل المهندسين، مشيرا إلى أن الهندسة عنصر أساسي ترتكز عليها التنمية وأن للمهندس دورا كبيرا يقوم به وهو متواجد في كل القطاعات، مشيدا بقرار رئيس الدولة وضع تظاهرة احتفال العمادة بمرور ربع قرن على تأسيسها اعتبارا لدور المهندس في مجهود التنمية. وعن سبب اختيار محور الاعتماد في التكوين الهندسي في الندوة العلمية بين رئيس عمادة المهندسين التونسيين أن التكوين الهندسي أصبح يعطي إمكانيات لعمل المهندس في كافة أنحاء العالم وذلك بفضل التطور السريع للتكنولوجيات الجديدة للاتصال وأن منظومة الاعتماد التي تعني التقييم المستمر للتكوين الهندسي من قبل لجنة مستقلة معمول بها في البلدان الأوروبية وبعض الدول العربية على غرار الكويت وسوريا والأردن ولبنان. أما عن المحور الثاني للندوة والذي يهم توحيد الكودات أو المواصفات الهندسية مع بقية المواصفات في البلدان العربية يأتي في إطار رغبة مشتركة بين البلدان العربية لتوحيد الكودات. مفيدا إلى أن العمادة تدرس بمعية المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية على امكانية توحيد المواصفات الهندسية الوطنية التي تتماشى كثيرا مع المواصفات الأوروبية وخصوصا الفرنسية منها، مع المواصفات العربية. معلوم أن الندوة العلمية التي سيفتتحها السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا دعي إلى حضورها والمشاركة في أشغالها الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الذي سيلقي محاضرة حول التنسيق والتكامل بين مؤسسات التعليم الهندسي بالوطن العربي، والسيد ايرينق فاسر عضو مديرية منظمة المهندسين الألمان ورئيس الوكالة الأوروبية للاعتماد، إضافة إلى مديرة لجنة الكود العربي بجامعة الدول العربية التي ستلقي محاضرة حول الكودات العربية الموحدة. فضلا عن محاضرات أخرى على غرار محاضرة حول إدراج الاعتماد في الدراسات الهندسية بتونس للسيد عبد الله الرياحي مدير عام بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومحاضرة حول ملاءمة المواصفات التونسية مع الكودات العربية تلقيها المديرة العامة للمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية. وسيتم أيضا في إطار الاحتفال بالذكرى 25 لتأسيس العمادة تنظيم مسامرة في نفس اليوم تضم المكتب التأسيسي للعمادة لتقييم إنجازات العمادة وتدارس مشاغل المهنة، وسيتم بالمناسبة تكريم المهندسين القدامى والمهندسين الذين ارتقوا من خطة مهندس أشغال إلى خطة مهندس أول بعد أن تحصلوا على تكوين مستمر. كما سيتم يوم الأحد القادم تنظيم لقاء خاص بالخريجين الجدد. وذكر السيد غلام دباش إجابة عن تساؤلات "الصباح" بخصوص التأخير في تطبيق منظومة الاعتماد في التكوين الهندسي ومسألة تحسين الوضع المهني والمادي للمهندس التونسي، أنه توجد في وقت سابق لجنة مشتركة بين العمادة ووزارة التعليم العالي لتقييم التكوين الهندسي في تونس لكنها توقفت عن العمل، لكنه أشار إلى وجود بوادر ايجابية حاليا لإعادة إحياء هذه اللجنة وإدراج منظومة الاعتماد في التكوين الهندسي ملاحظا أن هذه المنظومة لم تعد خيارا بل ضرورة تحتمها تطورات القطاع وطنيا وعالميا. ولتحسين الوضع الأدبي والمادي للمهندس ذكر أن العمادة تطالب باعتماد خطة مهندس في كل المؤسسات الوطنية على اعتبار أن خصوصية مهنة المهندس تختلف عن خصوصيات المهن الأخرى، معبرا عن أمله في أن يتم قريبا اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع المادي للمهندس التونسي في كل القطاعات. وأكد السيد غلام الدباش في ذات السياق أن لا خوف على الكفاءات التونسية من المهندسين في ظل انفتاح الاقتصاد الوطني على الاستثمارات الأجنبية خصوصا في ما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية الكبرى التي تحتضنها بلادنا على غرار مشروع البحيرة الجنوبية الذي فازت به مؤخرا مؤسسة سما دبي، إذ أشار إلى أن الأولوية تعطى للمهندس التونسي لتغطية احتياجات المؤسسات الأجنبية القائمة على إنجاز مثل هذه المشاريع الضخمة قبل اللجوء إلى الكفاءات الأجنبية، مقدما في هذا الصدد مثالا على جدارة الكفاءات التونسية التي تأكدت من خلال مساهمتها في إنجاح عدة مشاريع كبرى على غرار مشروع جسر رادس - حلق الوادي إذ أن أكثر من 80% من إطاراته الفنية العليا من المهندسين التونسيين.