في إطار دعم التعاون التونسي الألماني في المجال الهندسي أدى وفد من عمادة المهندسين التونسيين يرأسه العميد غلام دباش زيارة إلى ألمانيا خلال الأسبوع الماضي. وتهدف هذه الزيارة إلى إعداد نموذج للاعتماد في التعليم الهندسي التونسي سواء كان ذلك في المدارس والمعاهد العمومية أو الخاصة مما يعطي دفعا لمواكبة برامج التعليم الهندسي في تونس في إطار الشراكة مع الجامعات الألمانية في المجال. وخلال احتفال لطيف انتظم بمناسبة إمضاء اتفاقية شراكة بين عمادة المهندسين التونسيين والوكالة الفيدرالية للاعتماد أوضح الدكتور إيرينق فاسر الكاتب العام لهذه الوكالة أن مثل هذه الاتفاقية ستمكن المدارس التونسية مع الاطلاع على آخر ما توصل إليه التعليم الهندسي الأوروبي والألماني بالخصوص كما أن هذه الاتفاقية تمثل الإطار الأمثل لكل عمل مشترك تونسي ألماني في مجال الاعتماد. كما أنها ستلزم الطرف الألماني بتكوين خبرات تونسية في مجال الاعتماد لدفعهم بعد ذلك في مشاريع ثلاثية الأبعاد تونسية ألمانية عربية أو تونسية ألمانية إفريقية والأهم من ذلك كله تمكين الطرفين الممضين التونسي والألماني من المشاركة في مختلف العروض الوطنية والدولية. وفي نفس الإطار أدى الوفد التونسي زيارة إلى مدرسة المهندسين بديسلدورف ومثيلاتها في كل من Gelsekirchen وDuisburg-Essen وكلها تعمل بنظام الاعتماد المؤشر من قبل الوكالة الفيدرالية للاعتماد ASIIN. كما عبرت هذه المدارس عن عزمها لتكوين المهندسين التونسيين وخاصة في المرحلة الثالثة وكذلك استعدادها في احداث مدرسة ألمانية هندسية في تونس. وخلال لقائهم بعدد من الخبراء الألمان في مجال الاعتماد تبين للوفد التونسي أن خير تأمين لجودة التعليم للمهندسين في تونس هو نظام الاعتماد فهو الضامن لمواكبة مختلف التطورات العلمية والمستجيب لمتطلبات السوق العالمية. وعلى هامش هذه الزيارة استقبل الوفد التونسي من قبل الدكتور المهندس جهاد الشامي رئيس اتحاد المهندسين الأوروبي العربي والأستاذ هلجر هيوش نائب رئيس الجمعية ومدير التعليم الهندسي في جامعة Duisburg-Essen ومقرها ديسلدورف واللذين عبرا عن استعدادهما التام وتحمسهما لبعث جامعة هندسية ألمانية في تونس كما هو الشأن في افريقيا الجنوبية وكوريا الجنوبية وعدد من البلدان العربية والآسيوية. وللتذكير فإن منظومة الاعتماد كانت محورا برلمانيا جرى مؤخرا في بلادنا وترتب عنه تكوين لجنة وطنية للاعتماد بوزارة التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا وهذا من شأنه أن يعطي دلالة واضحة على أهمية مثل هذه المنظومة على مستقبل التعليم العالي عموما. كما تجدر الإشارة أيضا في مثل هذه المناسبة أن عمادة المهندسين التونسيين كانت قد نظمت في إطار احتفالها بالذكرى الخامسة والعشرين لبعث العمادة في أكتوبر الماضي ندوة علمية بحثت في ذات الموضوع تولى خلالها الدكتور إيرينق فاسر الكاتب العام للوكالة الفيدرالية للاعتماد إلقاء محاضرة حول نظام الاعتماد. وأخيرا نذكر بأن العمادة كانت قد أمضت قبل ذلك وتحديدا في ماي 2007 اتفاقية هامة مع نظيرتها الألمانية VDI والتي تجمع ما يزيد عن 900 ألف مهندس ألماني وهي تترأس على امتداد عدة سنوات فيدرالية المنظمات الهندسية الأوروبية FEANI.